إن الله عز وجل خلق الخلق لطاعته ومحبته ومرضاته، والله سبحانه يحبّ من عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، ولا يرضى لعباده الكفر ، والمسلم يبحث و يتلمّس مرضاة الله وتوفيقه ويتعرّف على علاماتِ توفيق الله لعبده، فإن كانت فيه فليحمد الله ولْيَثْبُت ويزدد منها، وإن لم تكن فيه تدارك نفسه وأكثر منها.
ومما يجعل لطرح مثل هذا الموضوع أهميةً كبرى اختلالُ موازين كثير من الناس، وظنُّهم أن من توفيق الله للعبد هو أن تفتح له الدنيا وإن ضيّع أمر دينه وآخرته، وهذا من الجهل المركّب بدين الله وبكتاب الله وسنة مصطفاه صلى الله عليه وسلم .يقول صلى الله عليه وسلم : «إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من أحب» [حديث صحيح رواه الإمام أحمد].
والتوفيق معناه: أن يهيئ له أسباب ما يرضيه سبحانه وتعالى، وما يوافق ما أراده من عبده، وهذا التوفيق أن يكون هوى الإنسان تبعاً لما طُلب منه شرعاً، فإذا كان الإنسان لا يرغب فيما حرم الله عليه ويرغب فيما أوجب عليه فهو موفق.
فما هي علامات توفيق الله للعبد ليحرص أن يكون من أصحابها وليضرب في كل علامة بسهم ،وليتشبه بأهلها إن التشبه بالكرام فلاحُ.
أولاً: التوفيق للعمل الصالح : العمل الصالح عمومًا على اختلاف أنواعه بدنياً أو ماليًا أو قوليًا، والله عز وجل بيّن أن الطاعة والتوفيق لها هو الفوز العظيم فقال سبحانه: ((وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) [الأحزاب:71]، وجاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أراد الله بعبدٍ خيرا استعمله» قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعمله؟ قال: «يوفقه لعملٍ صالح قبل موته». وجاء أيضا في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم عن أبي بكرة أن رجلا قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: «من طال عمره وحسن عمله» قيل: فأي الناس شر؟ قال: «من طال عمره وساء عمله».
ثانيًا: العلم الشرعي : من التوفيق أن يوفّق العبد لطلب العلم الشرعي والتفقه في دين الله، ومن سلك طريقَ العلم فإنه على خيرٍ كثير، فقد جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».
ثالثًا: التوفيق لنشر الخير والدعوة إلى الله وإصلاح الناس:فإنها مهمة الأنبياء والرسل، وقد قال الله عز وجل: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ)) [فصلت:33]. وإن من توفيق الله للمسلم أن يجعله داعيةً للخير ونشر العلم.
فالموفق من فتح الله قلبه للدعوة إليه والجهاد في سبيله فتحرك قلبه وهزه الشوق والحنين ليسوق العباد إلى ما يرضي رب العباد ، فهو أحسن الناس وأعظمهم أجراً وأشرفهم مهنة وكفى بها فخراً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [رواه أحمد ومسلم ].
رابعاً:الإخلاص وصدق النية وصلاحها : قال عز وجل : (( أَفَمَن شَرَحَ اللَّه ُصَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ )) [الزمر : 22] فالموفق هو ذاك المخلص الذي أخلصه الله إليه فصدق مع ربه يريد مرضاته مكتفياً باطلاع الله عليه ، فلا يلتفت إلى المخلوقين ليُعرِّض بنفسه أو بكلامه أو لحظات طرفه أمامهم ليمدحوه أو ينال إعجابهم ، فهو يحذر من الرياء والسمعة والعجب والإدلال بالعمل وغيرها من مفسدات الأعمال وموهنات القلوب .
الإخلاص هو سر التوفيق وهو بوابة حيازة الخيرات والقربات وقبولها من الله الذي يحب المخلصين الذين باعوا أنفسهم وأوقاتهم وكل ما يملكون لربهم قال تعالى : (( قُلْ إنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ ))[الزمر : 11]
خامساً:التوكل على الله والإنابة إليه :قال الله تعالى عن شعيب )عليه الصلاة والسلام) : ))وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ(([هود : 88] ، فالتوفيق منزلة عظيمة يهبها الله لمن أحب من عباده ، فإذا علم الله من عبده الصدق والإنابة إليه وفّقه الله وهداه ، قال تعالى : )) قُلْ إنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إلَيْهِ مَنْ أَنَابَ(([الرعد : 27] ، وإذا وفق الله العبد اجتباه ويسّر له أبواب الخير يضرب بسهم في كل باب تواقاً منهوماً مستسهلاً للصعاب طارحاً للعقبات .عن أبي سعيد الخدري ا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة»[ابن حبان ، والحاكم ، والبيهقى فى شعب الإيمان ، والضياء عن أبى سعيد،وضعفه الألباني ].
سادساً:إرادة الآخرة :الموفق هو من صرف الله قلبه عن التعلق بالدنيا والطمع في جمعها والظفر بزينتها وشهواتها ، وأنزل الله بقلبه همّ الآخرة ، يعد أيامه وأنفاسه يريد ألا ينفقها إلا فيما يرضي الله والهاتف دائماً في قلبه : الرحيل .. الرحيل ، وهذا بخلاف المغبون الذي صرفته دنياه عن آخرته .يقول صلى الله عليه وسلم: « من كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قُدِّر له» [ صحيح الجامع ))6561)].
سابعاً: التوبة من المعاصي: من علامات التوفيق أن يوفق العبد للتوبة من الوقوع في المعاصي حتى لو تكرّرت منه، أو يحال بينه وبين المعاصي فلا يستطيع أن يصل إليها،قال جل وعلا: ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا)) [النساء:27]، والله عز وجل يفرح بتوبة عبده،والعاصي لا يوفق ، يجد النحس دائماً في وجهه باستمرار، التوفيق مجانب له؛ في كل طريق لا يجد معه توفيقاً من الله عز وجل؛ لأن التوفيق هو قرين العمل الصالح والهداية والطاعة، أما المعاصي والذنوب فإن صاحبها غير موفق لا في الدنيا ولا في الآخرة.
ثامناً:نفع الناس وقضاء حوائجهم: ومن علامات التوفيق أن يوفّق العبد لنفع الناس وقضاء حوائجهم كما صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم».
الموفق هو ذلكم المحسن للآخرين العطوف عليهم الذي يقلقه شجون المصابين وأنات المساكين والمشردين والمحرومين والمظلومين ، فهو يسعى بكل سبيل ليكفكف عبراتهم ، ويضمد جراحهم ، ويمسح على رؤوسهم ليرد إليهم اعتبارهم وينفي كربهم ويدخل السرور عليهم يوم نسيهم الكثير وانشغلوا بأنفسهم وشهواتهم وكماليات حياتهم .
تاسعاً:حب الطاعة وكره المعصية :الموفق يفرح بطاعة الله وذكره وشكره ويحب عمل الخير والصلاح بل يجد فيه متعته وراحته .كان أبو سليمان الداراني رحمه الله يقول: «أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا».
عاشراً: العناية بالقرآن تعلماً وتعليما: يقول صلى الله عليه وسلم :«خيركم من تعلم القرآن وعلمه»[البخاري]. فهنيئًا لك يا من تدرس كتاب الله وتدرّسه ويا من تقرؤه كلّ يوم. وأنت يا من فرّطت في كتاب الله وتلاوته، تدارك نفسك فإن من علامة التوفيق أن توفّق لتلاوة كتاب الله حتى تحوز على هذه الخيرية والأجر العظيم.
الحادي عشر: القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ومنها أيضا أن يوفق العبد للقيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال جل وعلا: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) [آل عمران:110]، وقال سبحانه: ))وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(([آل عمران:104]،
فعلّق سبحانه الفلاح والتوفيق على من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وجعل الخيرية في هذه الأمة لمن أمر ونهى، جعلنا الله وإياكم منهم.
الثاني عشر:الصحبة الصالحة :من التوفيق أن يُرزق العبد صحبة صالحة يعينونه على الطاعة ويحذرونه من المعصية ،ولما للصاحب من أثرٍ بالغ على صاحبه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صُحبة غير المؤمنين فقال : «لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي»[ أخرجه أبو داود والترمذي بسند لا بأس به].
الثالث عشر:حسن الخلق وسلامة الصدر:ومنها أيضاً أن يوفق العبد لكريم الخصال وحسن الأخلاق وسلامة الصدر ومحبة الخير للمؤمنين كما جاء في الحديث: «إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا»[أخرجه البخاري في المناقب ))3861)، ومسلم في فضائل الصحابة ))2474)].وحُسن الخلق أثقل شيء في الميزان كما جاء في الحديث الصحيح.
الرابع عشر:الزوجة الصالحة :ومن علامات التوفيق أن يُرزق العبد زوجة صالحة تعينه على أمور دينه ودنياه ، وكم رأينا أُناساً كانوا بعيدين عن الله فرُزقوا نساء صالحات فغيّرن حياتهم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة» [رواه مسلم].
الخامس عشر: عدم تدخل الإنسان فيما لا يعنيه:ومن التوفيق وعلاماته عدم تدخل الإنسان فيما لا يعنيه كالاشتغال بتتبّع أخبار الناس وما فعلوا وما أكلوا وما شربوا، والتدخّل في الأمور التي لا يحسنها ونحو ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»[رواه الترمذي ))2239) وابن ماجة ))3966)]، وجاء في سير أعلام النبلاء في ترجمة الصحابي الجليل أبو دجانة المجاهد البطل أنه دخل عليه بعض أصحابه وهو مريض ووجهه يتهلل فقيل له: ما لوجهك يتهلل؟ فقال: «ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليمًا».
السادس عشر: حسن عِشرة الإنسان لأهله:فقد قال صلى الله عليه وسلم : «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»[صحيح ، سنن الترمذي ح )3895) وقال : حسن غريب صحيح ، وأخرجه ابن ماجه ح
)1977)]، فالعبد إذا قضى حوائج أهله وقدّمها على الأصدقاء والأصحاب والأقارب كان موفّقًا مسدّدًا، فحقّهم أولى وأوجب من غيرهم، فيجب عليك ـ أخي ـ أن تعطيَ لكلّ ذي حقّ حقه.
السابع عشر: السداد والصواب في الأقوال والأعمال والمواقف: ومن علامات توفيق الله للعبد أن يلهم السداد والصواب في الأقوال والأعمال والمواقف، وهي الحكمة التي قال الله عنها سبحانه: ((يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)) [البقرة:269].
الثامنة عشرة عشرة:الجهاد في سبيل الله :ومن علامات التوفيق أن يوفق العبد وييسّر له الجهاد والشهادة في سبيل الله، فإنها من أفضل القربات وأعلى المقامات،قاغل تعالى: ((وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(([النساء:95]، كيف لا والله عز وجل قال عمّن استشهد أنه مصطفى ومختار فقال سبحانه: ))وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ(([آل عمران:140]، فاتخذهم الله واصطفاهم وأنعم عليهم بالشهادة في سبيله. فاللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين.
التاسع عشر:الدعاء والتذلل بين يدي الله جل جلاله : العارفون أجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك ، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك. فإذا كان كل خير ، فأصله التوفيق ، وهو بيد الله لا بيد العبد ، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه ، فمتى أُعطي العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يُفتح له ، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجاً دونه .قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «إني لا أحمل همّ الإجابة ، ولكن همّ الدعاء ، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه ».
وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك ، يكون توفيقه سبحانه وإعانته .فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم ، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك . وما أُتيَ من أُتيَ إلا من قِبَل إضاعة الشكر ، وإهمال الافتقار والدعاء .ولا ظفِرَ من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر ، وصدق الافتقار والدعاء .
العشرون محاسبة النفس: الموفق هو من قام على نفسه يحاسبها على الدوام ؛ لأن النفس جموحة طموحة منوعة تريد الرفعة والعلو والمديح والتقدم والتعالي على الآخرين ، فهو معها في جهاد يكبح جماحها ؛ فإن عمل طاعة فهو متلهف مشغوف يحسن الظن بربه أن يقبل تلك الطاعة ، وإن أذنب ثم تاب فهو خائف قلق يخشى أن لا يقبل الله توبته .
الحادي والعشرون:سلامة القلب واللسان:الموفق حقاً هو الذي نجّاه ربه وسلّمه من شر كبائر القلوب الخفية كالغل والحسد وسوء الظن بالآخرين واتهام نياتهم والوقوع في أعراضهم والوشاية بهم والسقوط في الغيبة والنميمة والكذب المُبطّن ؛ فما أسوأ حال من كانت هذه صنعته وما أبعده عن التوفيق ؛ لأنه من شرار الناس ، قال صلى الله عليه وسلم:«خيار عباد الله : الذين إذا رُؤُوا ذُكِرَ الله ، وشرار عباد الله المشّاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبُرآء العنت»[ رواه أحمد والحديث صحيح] .
الثاني والعشرون:كثرة الذكر:الموفق من ألهمه الله ذكره فأصبح ذاكراً لربه بقلبه ولسانه فقضى العمر بهذه العبادة العظيمة التي رتّب الله عليها أعظم الأجور ؛ فإنها المنّة الكافية والمنحة الشافية أن يستديم العبد ذكر ربه ويتلذذ بمناجاته ذلك الذكر الذي هو أسهل العبادات وأيسرها ، قال تعالى : (( فَاذْكُرُونِي أََذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ))
الثالث والعشرون:انظر فيم اقامك : إذا أردت أن تعرف ميزانك عند الله فانظر في همك وشغلك هل هو لله أم لا ؟ وانظر فيم اقامك هل في خدمته ودعوة خلقه إليه وعبادته وقد قيل : «إذا أردت أن تعرف قدرك عند السلطان فانظر في أي الأعمال يوليك» .
الرابع والعشرون :الحزن لألام الأمة وجراحاتها: الموفق هو الذي تحزنه آلام الأمة ويدمي قلبه ضياعُها وكثرة أعدائها المتربصين ، وهو المحزون حينما يرى أهل الفسق يسقطون في الرذيلة وهم صادّون عن ربهم معرضون عن سنة نبيهم ؛ لأنه يسوؤه أن يُعصى الله وتنتهك حرماته .
"نسأل الله أن يوفقنا إلي كل ما يرضية وفقنا لما فيه خيري الدنيا والآخرة
ورزقنا الإخلاص والقبول في القول والعمل"