إذا فيه مشاكل في دخول الملتقى راسلوا الإدارة من خلال قسم مجلس الزوار

العودة   ملتقى مدينة العيون > قسم الملتقيات العامة > الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام
التسجيل التعليمات التقويم مشاركات اليوم البحث

الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل

للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي

الإهداءات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 06-22-2006, 07:51 AM   #1

السندباد
الألفية الأولى
 
الصورة الرمزية السندباد

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 167
التسِجيلٌ : Jan 2005
مشَارَڪاتْي : 1,063
 نُقآطِيْ » السندباد is on a distinguished road
السمروات وعقدة المجتمع

اصطحبت احدى الامهات طفلتيها الى حفل زفاف لدى اقاربها فكانت احدى الطفلتين شقراء والاخرى سمراء ، اقتربت احدى المدعوات من الام وابنتيها واخذت تربت على كتف الطفلة الشقراء وتداعب شعرها الذهبي وهي تثني على جمالها وحسنها واعجابها بالطفلة ،
وبالمقابل لم تلق بالا الى شقيقتها السمراء الجالسة بجانبها ، بل قالت للأم :
وكأن الأمر بيد الام : انك ام غير عادلة ، لماذا لم تنجبي ابنتك السمراء بجمال شقيقتها ؟

هذا المشهد او ما شابهه كثيرا ما يحدث في مجالس مجتمعنا، فمثلا عندما تلد الام بنتا قبل ان يسأل المحيطون بالعائلة من اقرباء واصدقاء عن صحة الطفلة وسلامتها يكون السؤال الاول
هل هي بيضاء ام سمراء؟!

هذا ان دل على شيء فإنما يدل على عدم الوعي الكافي بالمفاهيم الدينية والتربوية والذوقية لدى الكثيرين.
فلو اخذنا اولا الناحية الدينية :
فلا يجوز لاي مسلم ان يعيب او يسخر او يلمز بخلق الله، واللمز معناه العيب في الوجه ، حتى ولو كان في سبيل المزاح، ولا بد اننا نذكر قصة السيدة عائشة رضي الله عنها عندما وصفت صفية زوجة الرسول & بأنها قصيرة القامة ، نهاها الرسول ، وقال : »لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته« فما بال الناس اليوم يسخرون ويعيبون ويلمزون ، دون مراعاة حرمة ذلك وقد انزل الله في محكم تنزيله }... لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم...{ وكذلك الحديث : »لا فضل لأحمر على اسود ولا اسود على احمر الا بالتقوى ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم«.

فالآيات والاحاديث التي ذكرت في هذا الباب كثيرة جدا، فما علينا الا ان نلجم السنتنا بلجام الشرع في اقوالنا وافعالنا.

اما لو اخذنا من الناحية التربوية :
فأنه يعتبر من الاخطاء التربوية التي يقترفها الجاهلون ، وهذا ينم عن ضيق افق واستهتار بمشاعر الآخرين ، خاصة الاطفال فطبيعتهم اللطيفة ومشاعرهم الرقيقة لا تحتمل ، فعلى سبيل المثال ان ما قيل في المشهد الذي ذكر سابقا ، قد يولد لدى الطفلة السمراء الاحساس بالنقص ، وربما عقدا نفسية تؤثر عليها حتى على المدى البعيد ، ناهيك عن الغيرة من شقيقتها التي تكون وليدة لجهل في اقوال وتصرفات الآخرين.

اخيرا : الناحية الذوقية
التي تبين مدى تفضيل الشقراوات على السمراوات ، ما هي الا عقدة اجتماعية كبلت الاذواق وجعلتها تنهزم امام المقاييس الغربية والمستوردة للجمال بحيث اصبحت الشعوب السامية والعربية التي تغلب السمرة على لون بشرتها ، تنسلخ عن جذورها وترغب فيما لدى الغرب وتعتبرهم الافضل والاجمل في كل شيء حتى لونهم وشكلهم وملامحهم، فلو رجع العرب الى زمن تمسكهم بعروبتهم لوجدوا ان مقاييس الجمال العربية لم تكن تلك المستوردة ، فكم من شاعر عربي نظم قصائده الغزلية التي تثني على جمال السمراوات وسمرة الشفاه، والعيون السمراء، والشعر الاسود.

قال بشار بن بردة يصف امرأة سمراء :

وغادة سوداء براقة
كالماء في الطيب وفي لين
كأنها صيغت لمن نالها
من عنبر بالمسك معجون

اما الشاعر قلاقس يصف امرأة سوداء فيقول فيها :
********
رب سوداء وهي بيضاء معنى
نافس المسك عندها الكافور
مثل حب العيون يحسبه الناس
سوادا وانما هو نور
*********************

واما الشاعر جمال الدين بن مطروح يصف المرأة السمراء والبيضاء

اعشق البيض ولكن
خاطري بالسمر اعلق
ان في البيض لمعنى
غير ان السمر ارشق

ومن بين النساء اللاتي قيل فيهن اكبر قدر من شعر الغزل ،
ليلى العامرية، وعزة، وبثينة وغيرهن، فهؤلاء كن من السمراوات فلو وجدن الآن بيننا لاعتبرن في عداد القبيحات ، اما اليوم بعد الانبهار والانهزام امام الجمال الغربي ، عندما يختار فلان من الناس شريكة حياته وينوي الخطبة ، يكون السؤال الاول الذي يتربع على سلم الاولويات في مواصفات العروس، هل هي بيضاء ام سمراء،

اما اذا كانت بيضاء وشقراء، فيا لها من سعادة تعتري ام العريس التي لا تمل من المدح والثناء والتفاخر والمباهاة امام الجارات والقريبات، واما اذا كانت سمراء فتتوارى وتقولها على استحياء المهم العلم والاخلاق.

هذه مشكلة حقيقية تواجه المجتمع العربي، وكثيرا ما تسبب في زيادة العنوسة بين الفتيات اللواتي لا ينقصهن من الاخلاق والعلم والدين شيئا، فيحرمن من نعمة الزواج لا لشيء الا لأن الله خلقهن سمراوات!!
فلا ادري متى سنفيق من غفلتنا ونصحح الخلل الذوقي لدينا، ونفك عقدة الشقراء والبيضاء والحمراء.

فكم من سمراء اتصفت بخفة الظل، وكم من شقراء كانت ثقيلة الظل ، لكن هيهات هيهات ان يعترف ويقتنع المجتمع بذلك،
مع ان في حقيقة الامر ان الجمال ليس جمال الجسم واللون ، انما الجمال هو جمال الخلق والادب
»ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم«.

أخيكم :
نصير جمال العلم والخلق والأدب
.
.
.
.
السندباد غير متصل   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ملتقى مدينة العيون

الساعة الآن 01:35 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

new notificatio by 9adq_ala7sas
ملتقى مدينة العيون

Security team