إذا فيه مشاكل في دخول الملتقى راسلوا الإدارة من خلال قسم مجلس الزوار

العودة   ملتقى مدينة العيون > قسم الملتقيات العامة > الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام
التسجيل التعليمات التقويم مشاركات اليوم البحث

الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل

للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-13-2009, 12:06 PM   #1

غلا الكويت
عـيـونـي

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 6430
التسِجيلٌ : Jul 2009
مشَارَڪاتْي : 37
 نُقآطِيْ » غلا الكويت is on a distinguished road
الإيمان بالقدر عزة المسلمين...

..:: الإيمان بالقدر عزة للمسلمين::..



قال :

يظن البعض أن ضعف المسلمين ناتج عن إيمانهم بالقضاء والقدر، فما دام قدر الله نافذاً لا محالة فما قيمة حركة العبد الذي لا يملك تغييراً، ولا يستطيع عن أمر الله تحويلاً، ولهذا فقد دب بين المسلمين روح الاستسلام، والكسل وخمول، فلم يباعدوا في فن من الفنون ولا في علم من العلوم، ووقفوا في مداركهم العقلية عند حد معين، فسبقهم غيرهم وجاء المسلمون في مؤخرة الركب، ليأخذوا ما صنع غيرهم، ليعيشوا به وعليه وأظن أنا أن هذا الطابع الغالب على المسلمين سيستمر ما داموا مؤمنين بما هم مؤمنون به.

قلت:

على رسلك ـ يا أخي ـ فلا تظلم أقدار الله في تأخر المسلمين، لأن حركة الإنسان في الحياة يصنعها الإنسان نفسه، الذي لم يخلق ذاته، بل خلقه الله، وأياً كانت حركته في الحياة فإنها لا تخرج عن منهج الله، وليست مناقضة لقدر الله، وهذه مسألة قديمة خاضت فيها الفرق الإسلامية من قديم ، وبعضها ضل طريق الهدى ، وبعضها وصل إلى طريق سوي ومرضي ، ولا ينبغي أن نخوض في بحر الخلافات حول مسألة انتهى بحثها من قرون، فإيمان الإنسان بالقدر خيره وشره، لا يلغي دور الإنسان ولا يلغي حرية اختياره لما يفعل ولما يدبر ولما يتجه إليه (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا)[1] والمؤمن الحق لا يترك ما أمر به من السعي والحركة في الخير وإنمائه ونشره وترك الشر والابتعاد عنه، لا يترك ذلك وربما ارتكب عكسه من أجل أمر لا يعلمه و غيب لا يدركه، ثم يقول هذا قدري. لا وألف لا. إن هذا عجز يلوم الله عليه عباده ويحاسبهم على ما فرطوا فيه، وحرية المرء في تصرفاته لا يشك فيها أحد، لأنها أمر ملموس يشعر به كل فرد في نفسه، ويحس به كل أحد في حركته .

وينبغي أن يبحث عن سبب آخر لحالة التردي التي يعيشها المسلمون اليوم، أو بالأصح ينبغي أن يبحث عن مبرر آخر لهذه الحالة التي طالت، والتي ينبغي الخروج منها بأي طريق .

ويوم أن كان المسلمون مسلمين حقاً ظهرت لديهم علوم باهرة ظل العالم كله يستمد من قبسها حتى وقت قريب، وليست جهود ابن النفيس وابن الهيثم والبيروني وغيرهم ممن أبدعوا من علماء المسلمين بخافية على صاحب علم يقوده الحق ويرشد إلى الخير. والإيمان بالقدر عنصر قوة للمسلم يدفعه إلى الحركة النامية في الحياة، ويمنعه من الوهن، ويجعله غير متخاذل إن ألّم به كرب أو نزلت به نازلة، غير بطر ولا متجبر إن تحقق له ما يرجو، إن الإيمان بالقدر يا صاحبي ثبات للمؤمن يعلو به عن كل خوف مما يأتي، ويجعله يزداد ثقة في طريقه، لأن دليله آيات الله، وقائده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهو إن عاش متبعاً منهج الله لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة، وإن عاش على غير ذلك كانت حياته ضنكاً وهو يوم القيامة أعمى، لأنه عمي عن الحق في الدنيا وظل حتى الممات كذلك. ولكي أزيدك بياناً لهذا الأمر أقول: يمضي المسلم في طريق الحياة والإيمان بقدر الله يظله، فلا يتجبر بما آتاه الله، ولا يتكبر على غيره من البشر، ولا يبطر بالنعم، وإيمان الإنسان بالقدر يحميه من أن يذل أو ينهار أمام شدائد الحياة إن لم يصل إلى الغاية المبتغاة، إن إيمان المؤمن بقدر الله ميزان عادل يجعل حياة المؤمن مستقيمة لا تميل إلى الإفراط ولا إلى التفريط فتطيش منه حينئذ إحدى كفتي الميزان فتختل حياته، ويتمنى لو وافته وفاته ليريح ويستريح، والقرآن الكريم يضع هذه الحقيقة أمامنا لنقيم عليها شؤوننا، ونتمسك بها في سيرنا بقول الله سبحانه: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور)[2].

ومن هنا يكون حسن الاعتقاد في الله أهم العوامل التي ترطب القلوب فلا تجعلها الشدائد قاسية، فيتحمل المؤمن في صبر وجلد ما قدر له، دون أن يتزعزع أو يتزلزل، أو يضعف أو يهن، أو يستسلم للظالمين ويخر للطغاة المتجبرين، إن الثبات في وجه الشدائد والملمات والكوارث والأزمات فريضة على المسلمين، مع أن الثبات قد يؤدي ببعض الأفراد إلى زوال الحياة حين يعتدي عليهم الطغاة البغاة، والثبات مطلوب ومفروض وإن أدى إلى تلك النتيجة في بعض الأحيان، لأن مواقف الرجال تصنع الحياة والمبادئ التي يستمسكون بها هي طوق النجاة لكثير من الناس في أجيال متعاقبة، وإن أدت هذه المواقف إلى هلاك بعض الأفراد، وموقف الإمام أحمد بن حنبل في المحنة موقف عظيم إذ رفض أن ينجو بنفسه ويهلك ـ من ورائه ـ جموعاً كثيرة من المسلمين. فاحتمل وصبر وثبت فكان الفرج بعد الكرب، والمخرج من الضيق ومن أين يأتي الثبات والتحمل والصبر والتجلد ما لم يكن إيمان بقدر الله: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)[3] .

وما لم يكن التجاء إلى الله، ورضا بقضائه، وصبر على البلاء، وتماسك أمامه بقوة الإيمان المستمد من التعامل مع الله في السراء والضراء والشدة والرخاء: (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم)[4].

إن مما يجب علينا ـ نحن المسلمين ـ أن نثبت وأن نصبر وأن نتقي الله في أنفسنا وأولادنا وأموالنا وديارنا وأهلينا واثقين من نصر الله ومن تأييده وعونه، بعد أن نؤدي واجبنا في الثبات والصبر، ولم لا يكون الأمر كذلك والله سبحانه هو القائل: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً)[5]، وهو القائل: (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)[6]، وهو القائل: (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)[7]، وبعد الثبات والصبر والتقوى والاستعداد ومجانبة الوهن والضعف والاستجداء، والبعد عن الفشل والتنازع والتناحر والتباغض ينزل الله نصره على المؤمنين، فيفرحون ويسرون، وكما جاءهم البلاء الذي قدره الله، فصبروا وثبتوا، يأتيهم النصر الذي ينزله الله فيفرحون ويشكرون، فإيمان المؤمن بالأولى لا يقل عن إيمانه بالثانية، والغلبة في النهاية للمؤمنين والنصر للصادقين الصابرين: (كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز)[8] .

وقد يظن البعض أن الغلبة لله ورسوله تكون في الآخرة: ولكنّا نؤكد ما أكده الله لنا أنه ناصر رسله وأتباعهم المؤمنين في الدنيا وفي الآخرة: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)[9].

فالنصر في الدنيا للمؤمنين مؤكد في القرآن الكريم لا يحتاج منّا إلى تأكيد بعد ما أكده الله سبحانه، وفي مسيرة النصر وعلى الطريق المؤدية إليه لا بد من الصبر، واستشعار معية الله، والإيمان بما قدره وقضاه، والثبات على الحق، وفي سبيل ذلك قد يفقد بعض الأفراد أرواحهم أو أموالهم أو ديارهم أو بعضاً من عشيرتهم، وكل هذا ليس خذلاناً ولا هزيمة ولا وهناً، وإنما هو إحدى الحسنيين اللتين ذكرهما الله في كتابه في معرض رد المؤمنين على المنافقين: (قل هل تربّصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون)[10].

فالتربص والترقب من الطرفين موجود " فماذا يتربص المنافقون ؟ إنها الحسنى على كل حال: النصر الذي تعلو به كلمة الله فهو جزائهم في هذه الأرض، أو الشهادة في سبيل الحق عليا الدرجات عند الله. وماذا يتربص المؤمنون من المنافقين ؟ إنه عذاب الله يأخذهم كما أخذ من قبلهم من المكذبين أو يبطش المؤمنين كما وقع من قبل للمشركين، فتربصوا إنا معكم متربصون" والعاقبة معروفة .. والعاقبة للمؤمنين "[11].

(والله قد كتب للمؤمنين النصر ووعدهم به في النهاية فمهما يصبهم من شدة، ومهما يلاقوا من ابتلاء فهو إعداد للنصر الموعود، ليناله المؤمنون عن بينة وبعد تمحيص، وبوسائله التي اقتضتها سنة الله نصراً عزيزاً لا رخيصاً، وعزة تحميها نفوس مستعدة لكل ابتلاء صابرة على كل تضحية، والله هو الناصر وهو المعين: (وعلى الله فليتوكل المؤمنون)[12] .

إنهم يتوكلون ـ لا يتواكلون ـ على العزيز الذي لا يغلب، القوي المتين (ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز)[13] .

لقد رد الله سبحانه أبرهة عن الكعبة، دون أن يكون بين أهل مكة نبي مرسل ولا مؤمن مصدق، ورد الله الأحزاب عن المدينة بعدما زلزل أهلها زلزالا شديداً فصبروا وثبتوا متوكلين على الله: (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً)[14].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الصبر والثبات والتجلد والاحتمال،لأنه يعدهم إعداداً حسناً يظهر بهم وعلى أيديهم نور الله في العالمين، هذا خباب بن الأرت يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً من تضحية الأولين بأنفسهم في سبيل الدين ثم يقول:

(والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون)[15] .

ما كان هذا الأمل العظيم الذي بشر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم صاحبه ليتحقق إلا بعد صبر مرير وثبات طويل ثم يعقبه الفرج، ولتكن هذه الحقيقة ماثلة أمامنا دائما: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)[16] .

فلنعمل على نصر الله في أنفسنا وبيوتنا وأهلينا ومجتمعنا، لينزل الله علينا نصره، ويذهب من قلوبنا الفزع من الأعداء، ويثبتنا على الصراط المستقيم، ولندرك أن علينا العمل لمواجهة الأعداء والابتلاء ما استطعنا إلى ذلك سبيلا (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)[17] ثم بعد ذلك تجري أقدار الله بما يشاء والخير آت لا محالة والنصر للصابرين والغلبة للمتقين والهزيمة والشر للخائنين المعتدين. وعليّ أن أسعى وليس عليّ إدراك النجاح .
________________________________________
[1] الإنسان 3 .
[2] سورة الحديد : 21-23 .
[3] سورة القمر 49 .
[4] سورة التغابن 11 .
[5] سورة المجادلة 21 .
[6] سورة غافر 51 .
[7] سورة يوسف 11 .
[8] سورة المجادلة 58 .
[9] سورة غافر 51 .
[10] سورة التوبة 52 .
[11] في ظلال القرآن (ج3ص1664) ، 1665 ط دار الشروق .
[12] المرجع السابق .
[13] سورة الحج 74 .
[14] في ظلال القرآن ج3 ص1664، 1665 ط دار الشروق ، وسورة الأحزاب 25 .
[15] رواه البخاري (الفتح 7/165) .
[16] سورة الحج 40 .
[17] سورة البقرة 286 .
غلا الكويت غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-14-2009, 10:16 AM   #2

الـمـهـاجـر
عيوني مثابر
 
الصورة الرمزية الـمـهـاجـر

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 2683
التسِجيلٌ : Feb 2008
مشَارَڪاتْي : 1,849
 نُقآطِيْ » الـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond repute
افتراضي

كم هو رائع هذا الموضوع الذي يتحدث عن " ركن من اركان الايمان " فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الايمان : ( قال الايمان هو : أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره )
فعلى المسلم ان يرضى بقضاء الله وقدره في جميع الاحوال

"غلا الكويت" شكراً وبارك الله فيك
الـمـهـاجـر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-15-2009, 03:36 AM   #3

♥ بسمة الجوري ♥
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية ♥ بسمة الجوري ♥

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 1498
التسِجيلٌ : Nov 2006
مشَارَڪاتْي : 4,152
 نُقآطِيْ » ♥ بسمة الجوري ♥ is on a distinguished road
افتراضي

اللهم قوي إيمانا ولا تجعلنا م الجازعين

فكل مقدر يعلينا من رب العالمين لابد وان نراه في حياتنا

فا الحمد لله على كل حال

جزاك الله خيرا

"غلا الكويت" شكراً وبارك الله فيك

♥ بسمة الجوري ♥ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غصب اضحك .. غصب افرح .. ولكن الجروح اكثار الـمـهـاجـر أحآسيس جميلة وهمسـآت دآفئه 6 05-11-2009 07:18 PM
Iiiiii صور الغارة الهمجية علي غزة الأبية Iiiiiii مدرجهم الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام 7 12-28-2008 11:59 PM
ليطمئن قلبي !! فارس الميدان ~ نـــفــحــــَآتٌ إِيــم ــَــآنــيــة 1 11-08-2008 04:59 PM
عرف الاســـلام ؟ ش ـقـآآوي ~ نـــفــحــــَآتٌ إِيــم ــَــآنــيــة 13 06-29-2008 12:51 PM
افحـص إسـلامك مجّانا عابر سبيل الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام 8 02-15-2006 10:11 AM

ملتقى مدينة العيون

الساعة الآن 06:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

new notificatio by 9adq_ala7sas
ملتقى مدينة العيون

Security team