الدوري البرتغالي (بورتومغردآ خارج السرب)

[مدرجهم]

يبدو فريق بورتو مغرداً خارج السرب بعد تحقيقه انطلاقة ممتازة في الدوري البرتغالي "سوبر ليغا" بفوزه في مبارياته الست التي لعبها حتى الآن ليؤكد زعامته وسيطرته المطلقة على الكرة البرتغالية في السنوات القليلة الماضية.

وإن كان بورتو ثاني أعرق الأندية البرتغالية محلياً (21 لقباً للدوري) بعد بنفيكا (31 لقباً) فهو تمكن من إثبات تفوقه محلياً وأوروبياً منذ العام 2002 تحت إشراف المدرب الشهير جوزيه مورينو ومن ثم جيزوالدو فيريرا من العام 2006 حيث فاز بألقاب "سوبر ليغا" جميعها باستثناء الموسم 2004/2005 حين ذهب اللقب إلى غريمه التقليدي بنفيكا، أضف إلى ذلك لقب كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 2002/2003، ولقب دوري أبطال أوروبا موسم 2003/2004، وكأس البرتغال في الموسم نفسه.

في الموسم الحالي لا يزال بورتو اللاعب الوحيد على الساحة المحلية فهو يتصدر الدوري بفارق ست نقاط عن ماريتيمو الثاني، أما غريميه التقليدين سبورتنغ لشبونة وبنفيكا فيبتعدان بفارق سبع وثمان نقاط على التوالي، والفريق سجل 11هدفاً في مبارياته الست وتلقت شباكه هدفاً واحداً فقط.

مما لا شك فيه أن وجود لاعبين مميّزين كريكاردو كواريزما والقائد الأرجنتيني لوتشو غونزاليس ومواطنيه المهاجم ليساندرو لوبيز ولاعب الوسط ماريانو غونزاليس في الفريق تحت إشراف المدرب فيريرا تجعل من الفريق مجموعة متميّزة وتمنحه عناصر القوة اللازمة لتحقيق الانتصارات، ولكن هناك عوامل أخرى يجب أخذها في الحسبان.

من المفارقات الملفتة أن سبورتنغ لشبونة وبنفيكا لم يتمكنا من مجاراة بورتو محليّاً وقطعاً لم يكن مدى نجاحهما الأوروبي في موضع المقارنة مع ذلك الذي حققه بورتو والذي فرض فيه نفسه قوة لا يستهان بها في بطولة دوري أبطال أوروبا في المواسم الأخيرة، ولعل ذلك (غياب بنفيكا وسبورتنغ عن مستواهما الحقيقي) صبّ في مصلحة بورتو الذي عرف كيف يستغل تفوقه الفني لتحقيق الألقاب.

ولكن السؤال الذي يطرح ألم يحن الوقت لكي يعود بنفيكا وسبورتنغ إلى لعبة تقاسم الألقاب مع بورتو وهي الحالة "الطبيعية" للكرة البرتغالية؟

إن عشاق الفريقين غالباً ما يتساءلون عن سبب التقصير والهفوات التي يرتكبها الفريقان وبالأخص في نهاية الموسم تلو الآخر والموسم الماضي خير شاهد على ذلك عندما كانت اللّقب أقرب إلى بنفيكا في المراحل الأخيرة ليعود بورتو ويظفر باللقب.

ليس من يشكّ في إمكانات وجدارة بورتو في ما حققه من ألقاب ولكن التساؤل هنا عن سبب هذا التفوق في ظل تراجع مستوى غريميه علماً أنهما يمتلكان من الإمكانات الفنية والمادية ما يؤهلهما لمقارعة بورتو.

لقد اعتادت جماهير الـ"دراغاو" (ملعب بورتو) على عزف لحن الانتصارات في المواسم التي خلت ولا تزال في حين أن نغمات الفوز يبدو صداها بعيداً عن جماهير أندية لشبونة (بنفيكا وسبورتنغ) وعليه فإن لم تسارع تلك الأندية إلى تدارك أوضاعها ونحن في مستهل الموسم قد لا تجري الرياح بما تشتهي السفن كالعادة!

وإن كانت المؤشرات تدل على تفوق ملموس لبورتو في الدوري حتى الآن إلا أن المفاجآت تبقى أمراً واقعاً في كرة القدم البرتغالية وقد يعود بنفيكا وسبورتنغ إلى لعبة "الكراسي الموسيقية" المشهورة عن الدوري البرتغالي لأن من عمر الدوري يبقى الكثير.