الخطر التالي ( نفاق المجتمع المميت )

[عاشق الجنان]

أحيي الجميع مرة أخرى وعلى بركة الله
اخواني الأعزاء حتى بعض كبار العلماء لم يسلموا من
مثل هذه الأمور فهم ليس عليهم إلا الظاهر
فيغرهم شكل الأشخاص لكن ما إن تتبين لهم
الحقيقة المخفية بداخلهم يحترزوا منهم
من ذلك قصة الإمام أبي حنيفة وهي

	روي عن ابي حنيفة أنه كان جالسا في حلقته العلمية يتباحث مع طلابه ويناقشهم في المسائل العامة، و كان يشعر من طول الجلوس بألم في ركبته، لكنه لم يستطع ان يمد رجله لوجود رجل عليه سمات الوقار جالسا امامه، فبقي أبو حنيفه حانيا رجله هيبة للرجل الجالس امامه في الحلقة. وبعد ان خيم الصمت على الجميع انبرى الرجل لتوجيه سؤال للامام، وهنا استجمع الامام قوته متوقعا سؤالا قويا من الرجل الذي بادر بالسؤال قائلا: متى يمسك الصائم عن الطعام؟ فرد الامام: اذا طلع الفجر، وهنا اراد الرجل - حسب فهمه - ان يحرج ابا حنيفه فسأله: أرأيت ان طلع الفجر منتصف الليل فما يصنع الصائم؟ وعندما رأى ابو حنيفة (سخافة هذا الرجل) اجابه قائلا: آن لابي حنيفة ان يمد رجليه.

لكن في هذا الزمن للأسف الكثير منا يبحث عن مصلحته الشخصية ولايفكر أن بمداهنته ومجاملته هذه قد يُغضب الله ثم يهدّ أركان المجتمع ويبث التفرقة فيه ...
وعلى الشخص الذي نُصّب أو وُضع في موضع لايستحقه أن يتنحّى ويبتعد عنه ويبيّن لمن يمجّدونه أن لايصفونه بمثل هذه الصفات التي لايستحقها ... ووالله هذه قمة الشجاعة والتواضع وليس فيها من الإهانة شيء قبل فترة بسيطة قرأت خبراً أعجبني مفاده أن مدير إحدى الشركات الألكترونية الكبرى اليابانية يظهر أمام جمع من الناس يعلن إستقالته لأنه ليس لديه شيء جديد يضيفه وليعطي المجال للطاقات الشبابية المبدعة ... وكذلك على هذا الشخص أن يتقبّل النصح والإرشاد بصدر رحب ولاتأخذه العزة بالإثم قال تعالى في سورة البقرة :

والمعذرة على الإطالة إخوتي الكرام وأسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية ...