إذا فيه مشاكل في دخول الملتقى راسلوا الإدارة من خلال قسم مجلس الزوار

العودة   ملتقى مدينة العيون > ●{ صَدىّ آلمَـلآعِبُ~ > الميدان المحلي والعالمي
التسجيل التعليمات التقويم مشاركات اليوم البحث

للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي

الإهداءات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-31-2008, 01:17 AM   #11

عاشق الهلال
عيوني قدير
 
الصورة الرمزية عاشق الهلال

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 4335
التسِجيلٌ : Aug 2008
مشَارَڪاتْي : 602
 نُقآطِيْ » عاشق الهلال is on a distinguished road
افتراضي

رساله من نواف الى والده المرحوم بندر التمياط ........



كُنتُ قَد سألتُ نَفسي لِماذا لا أُجربُ كِتابة الرسَائل لكَ يا أبي … عِلماَ بأنني قد كَتبتُ لَكَ كَثيراَ في خَيالي وَخاطِري .. وَعلى السراب في الصَحاري والأفقُ في البحارِ .



حَسناً .. سأَحاوِل الآن أن أخُطَ لَكَ مًا يحمِله قَلبي ووجداني .


وإن فَشِلت فِي كِتابة رِسالة تَليقُ بِكَ .. سَيشفَعُ لي إني حَاولت .. وستعذِرني كمَا كًنتَ دائماَ .. أَليسَ كَذَلِكَ ؟


تَحيةٌ مَغمُوسةٌ بِدموعِ سخية وصَادقة مِن أبنائكَ يا أبي ..


هَذا شَخصي يَعودُ مِن جَديد .. لِيَكتُبَ لَكَ ، بَعدَ عَملٍ وَكِفاحٍ كالذي تتوقعه مِني ، قَالوا : إني أصبحتُ الأول فِي آسيَا : لَم


يَكتمِل فَرحي ، كُنتُ أَتَمنى أن تَكونَ حَاضِراً لِترى ابِنَك وَهُو يُحقق هَذا الإنجاز ، سَيبدو الفَرحُ فَياضاً بِحضوُرِكَ ، وَلن تَخفى دِموعِ الفَرح عَني .
وَسأُقبلٌ يَدكَ وَجَبِينُكَ .. وسَأجلِسُ كَما كُنتَ اَجلِسُ تَحتَ قَدميكَ لأَتعلمُ ..


كَمْ اشتِقتُ لَكَ يا أبي .. وَكمْ افتَقدتُكَ ..


مُنذَ أن رَحلتَ عَنا لَم يَعُد يَتسنَى ليَّ أن أَتعلمُ بذات الطريقةِ والنهجِ ..


كَمْ هِيَ جَميلةٌ تِلكَ اللَحظَات التي كَان يَقضيهَا مَعَكَ ذَاكَ الطِفلُ الذي كُنتَه أَنَا .. وَكَمْ أَنتَ أَجملُ مِنهَا . كُنتَ بِالنسبةِ لِيّ

كالشعلةِ أنيرُ بِها ظُلمةَ دُروبي .. وكَالنهرِ يسري على حقولَ معرفتي فَيجعَلُها بستاناً للحصادُ ..


لَمْ تُقرِعُني ولاَ مَرةً .. وَلمْ تَقُل لِي أَفعل هَذا ولاَ تَفعل ذَاكَ .. كُنتَ تَعمل الخيِرَ وتحثنَا عليه وَأتَعلم .


كُنتَ طِفلاً .. وَلم تَكُن لُغَتي تَسعِفُني لأعبِرَ لَكَ عن اعتِزازي وَفخري بأنني اِبنُكَ ، وَأنا أُشَاهِدكَ تَمِد يَدُ العَونِ لِلآخرينَ ،


وَتُعطِي دُونَ أن تَنتَظِر كلِمةُ شُكرٍ .. وَكنتَ تَريدُ أن تَقولَ لِي : إن المُتعَةُ الحَقِيقةُ هِيَ فِي إرضاءَ اللهِ لِترضى بعدَها

نَفسُكَ .. ثروةٌ مِن الإرثِ مِنكَ باقيةٌ لَنا ..


هَل تَذكُر ذَلِكَ الطِفلُ الذي كَان يُلقي عَليكَ أسئلتهُ السَاذجةَ والبرئية .. لمْ تَمِل مِنه ولاَ مَرةً وَلم تتأفف ، وَكنتَ تُجِيبُ كي


أتَعلم . ؟ كُنتُ فِي المَساءِ أجلِسُ تَحتَ قَدَميكَ لأسأَلكَ وَتُجيِبني .. بِصوتِكَ الرَخِيمُ ..


كُنتُ أَقولُ لَكَ لِماذا يَفعلُ الأَطفالُ مَعِي هَذا .. ؟


فَتُجِيبني : عاَمِل النَاسُ كَمَا تَحِبُ أن يُعَامِلُوكَ .. أَمنَحهُم حُبِكَ يَقدِمونَ لَكَ قُلوبِهِم هَدية .


كَان العَالمُ بِداخِلي أشبهُ بِلَعبةِ (التَركِيبة) آتيكَ بِالمَساءِ والعَالم (التَركِيبة) مُهَدمةً .. وَكنتَ تَعيدُ إصلاَحه . هَكذا بِسهولةِ

تَعيدهُ قِطعةِ .. قِطعة .. وَبعدَ أن اطمئنُ أن كُلَ شئٍ عَلَى مَا يُراَم وَان دَاخِلي أُعيدَ تَركِيبُه .. أَذهَبُ لأَنَام .


وَفِي اليومِ التَالي أَكتَشِفُ أن هُنَاكَ مَن عَبَثَ (بِتَركِيبَتي) وَأعَادَ العاَلمُ كَمَا كَانَ قَبيِحاً .


لاَ أعرِف من يَستَغِلَ نَومُكَ وَيُخَربُ مَا رَتَبتُه أَنتَ .. لَم أَكُن فِي ذَلِكَ الوَقتُ أكتَرثُ لأَنني سَأعودُ فِي المَساء لأَجلِسَ تَحتَ

قَدَميكَ أَسأَلُكَ وَتُجيب .. وَتعِيدهُ كَمَا أُريدُ .

الآن لم يَعُد يَتَسَنَى لِي إصلاَحُ الأشيَاءُ كَمَا تَفعلُ أَنتَ .


وَلم أَجِدُ أَحَداً يَملِكُ الإِجَابة عَلَى كُلِ الأَسئِلةَ التي تُؤرِقُني كَمَا كُنتَ تُجِيب ..


هَل تَذكُر .. أَوَلَ مَرةٍ سَمِعتُ كَلِمةَ (وَطن) سألتُكَ مَاذا تَعني هَذِه الكَلِمة .. فَتبسمتَ ..


وَقُلتَ : تَعني أصدِقاء ..


وَأكَدتَ لِي أن الأَصدِقاء أَوطَانٌ صَغِيرةٌ ..

فَحفِظتَ الدَرسَ جَيِداَ .. وَعرِفتَ لِمَاذا كَان بيتُنَا مَلِيئاً بِالأَصدِقاءِ وَالأَوطانِ ، وَلِمَاذا لم تَكُن تَشعُر بِالغُربة ؟

وَهَا أَنا الآن بينَ أصدِقائي لاَ أَشعُرُ بِالغُربة ..

رُبما فِعلاً أصبحتُ الأَولُ فِي آسيا كَما يَقولون … وَلكِن كَما علمتني لن أقِفَ هُنا مزهُواً وَمُختالاً عَلى الآخرِينَ … أُعَاهِدُكَ

أن أرتَادَ أفاق الشاكِرين الساجِدين … لحصدِ ثِماراً أُخرى من غرسِكَ الثمين .


وَمَاذا أَيضاً ..

هَل قُلتَ لَكَ أن أُمي واخوَتي وَأنا افتقدنَاكَ كَثيراً .. ؟


لَكمْ أَودُ أن تَكونَ الآن مَعِي .. لِيَكتَمِل فَرَحي .


وَلأسأَلَكَ هَل أليقُ بِأن أَكونَ ابنُكَ يَا أبي ؟

أَسألُ الله العَظيم أن يَجمعُني وإيَاكَ وَالمؤمنينَ أَجمعِينَ فِي دارِ الخُلدِ عِندَ ربٍ رَحيم .





ابنك :
نواف بندر التمياط

منقوووووووووووووووووووووووووووول شبكة شمر
عاشق الهلال غير متصل   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ملتقى مدينة العيون

الساعة الآن 08:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

new notificatio by 9adq_ala7sas
ملتقى مدينة العيون

Security team