|
أحآسيس جميلة وهمسـآت دآفئه قصآئِد آلآعضآء آلخآصهـَ بِآقلآمِهٌم أو منقولهـ |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-12-2008, 12:20 AM | #1 | ||||
|
أحلام متقاعد ...!
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
"اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي". أحلام متقاعد ...! (أبو صالح) هذه الشخصية الحبيبة الى قلبي ، أحد زملاء العمل ، أعرفه منذ سنوات طويلة ، زارني في مكتبي قبل بضعة أشهر ليخبرني عن مشاريعه الجبارة و خططه العظيمة بعد حصوله على (التقاعد المبكر) من إحدى كبرى الشركات في المنطقة ، و ليسئلني عن مستحقاته من علاج و مكافئة نهاية الخدمة والتأمينات و و و و ... ألخ ..... بحكم عملي و خبرتي في إدارة الرواتب و شئون الموظفين ، و بعد الحسابات البسيطة ..... قال : أذاً ستكون تعويضات التقاعد من الشركة ( 1,895,675 ) ريال تقريباً ً !!! قلت : يا أبو صالح هذا المبلغ ليس تقريباً كما تقول و إنما هو تماماً و بالضبط !!! أسأل الله يعطيك خيره و يكفيك شره . قال : لقد قررت القيام بعدة مشاريع بعد سداد الديون و حقوق الناس علينا . قلت : خير .... عطنا من هالعلوم الزينة لعلنا نستفيد أذا جاء يومنا ....! قال : بعد سداد الديون للناس سيبقى معي ( 1,655,075 ) ريال ، أبعطي سواقنا الهندي ( 75 ) ريال صدقة ... و بأشتري سيارة العمر ( VXR ) موديل السنة ، و بشارك في مشروع صغير مع صاحبنا (أبو محمد) بـ ( نصف مليون ريال ) ، (أبو محمد) بيفتح لنا مطعم راقي في حي راقي و بنقدم فيه أكل راقي ، يعني كله راقي في راقي . قلت : و بعدين و شتسوي في الزايد ...؟؟؟ قال : مافي زايد ... أبسافر بهالدنيا من بلد الى بلد ... و يمكن أعرس و أخذ العروس معي ... تعرف (أم صالح) صارت كبيرة و ما تقوى على السفر الطويل ... حدها (مكة) شرفها الله . قلت : خوش علوم ... يمكن نخاويك في السفر ...!!! قال : صبرك علي ... و بأشتري بيت (دوبلكس) صغير للعروس الجديدة ، و يمكن أفتح لي مكتب عقاري جنب الدوبلكس حتى أصير قريب منها . قلت : وش خليت للعيال ...؟ قال : عندي راتبين بعد التقاعد ، واحد من الشركة و الثاني من التأمينات ، مجموعهم أكثر من راتبي اليوم بـ ( 1500 ) ريال ، هذا كله تاركه لـ ( أم صالح ) و العيال ، يكفيهم و يزيد . قلت : ما دام الأمور ماشية كذا ... خلني أجهز لك شيك التقاعد ، و للعلم الشيك يكون جاهز بعد أسبوعين تقريباً .... على كل حال ... أول ما يجهز بأتصل على جوالك و تجي تستلم الشيك و تصرفه من البنك . و غادر صاحبنا (أبو صالح) المكتب ، و ترك لي أحلامه أفكر فيها ، و أخطط لأحلامي أنا فراتبي و مستحقات تقاعدي أكبر من راتب ( أبو صالح ) ، لكن أحلامي و خططي صغيرة لم تتجاوز سداد الديون و أخذ عمرة كل عام أذا يسر الله لي ذلك . بعد اسبوعين جهز شيك ( ابو صالح ) و صار أمامي على طاولة المكتب ، تذكرت أحلام صاحبنا ... صاحب التقاعد المبكر ... (أبو صالح) ... و تذكرت و عدي له بالإتصال ليستلم الشيك ، إتصلت به مرة و بعدها مرات و لكن الجوال مغلق ، قلت في خاطري ... سواها أبو صالح و ما صبر ... تلقاه مسافر مع العروس الجديدة في هالبلدان الجميلة . بعد عدة أيام حاولت الإتصال مرة أخرى و لكن الجوال لايزال مغلق ... بعد إيام و أنا في مكتبي ... زارني ( عبدالله ) الأبن الأوسط لـ (ابو صالح) ليسأل عن شيك التقاعد ... قلت : خير وين الوالد الله يحفظه ... أنا ما أقدر أصرف الشيك لك الا بعد موافقة الوالد ... و لو شفهياً بالتلفون ...! قال : الوالد (الله يرحمه) و يرحم المسلمين (مات قاعد) من أسبوعين ...!!! قلت و كلي تعجب : (مات قاعد) شلون ؟ كان عندي و كان ... الله يرحمك يا (ابو صالح) .. قال : الوالد بعد ما رجع من العمل هذاك اليوم ... قعد مع الوالده يشرب الشاهي و القهوة على العادة قبل صلاة المغرب ... و بعد ثاني بيالة ... توفاه الله و هو قاعد ... و صلينا عليه من ثاني يوم بعد صلاة الظهر ... الله يرحمه و يدخله الجنة .. أعطيت شيك التقاعد بعد إنهاء إجراءات تعديل أسم المستفيد الى ( ورثة أبو صالح) .. قلت في نفسي ... هذي أخرتها ... موت !!! وين الأحلام و المشاريع ... وين الدوبلكس ... و ين العروس ... وين .... ( VXR) ... الله يرحم (ابو صالح) و يرحمنا و يرحم أموات المسلمين ... ما طال من التقاعد و ملايين التقاعد غير ريال صدقة السائق الهندي ...!!!! قال رسولنا الكريم ... أيكم ماله أحب اليه من مال ورثته ؟ ... قالوا كلنا يارسول الله .... قال عليه السلام ... مالك ماقدمت ... "اللهم إني أسألك عيشةً نقيةً، وميتةً سويَّةً، ومردّاً غير مُخزٍ ولا فاضح". "اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإِسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدِّي، وخطئي وعمدي، وكلُّ ذلك عندي". اللهم إِني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفر لي، وترحمني، وإِذا أردت فتنة قومٍ فتوفَّني غير مفتونٍ، وأسألك حبَّك، وحبَّ من يُحبك، وحبَّ عملٍ يُقربني إلى حبك |
||||
|
|