جرير والفرزدق

[المسكت]

بسم الله الرحمن الرحيم

معنى كلمة جرير:
حبل يجعل للبعير بمنزلة العذار للدابة والزمام .
معنى كلمة الفرزدق:
هو الرغيف يسقط في التنور" فتات الخبز" قطع العجين .
ومؤنثه "فرزدقة" وتصغيره فريزق وفريزد والقياس فرازد.

نسب جرير: هو جرير بن عطية الخطفي التميمي, وأمه حقه بنت معبد
الكلبية, وقيل حقه اسم أمه.
ولد سنة33هـ وتوفي سنة 114هـ

نسب الفرزدق: 8 - 110 هـ / 658 - 728 م
همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس.
وأما الفرزدق فلقب غلب عليه.
شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة .
يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين.
وعاش في اسرة غنية كريمة النسب,
وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه.
لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المائة.
وكان الفرزدق فاجرا,فاحش النطق,خبيث الهجاء ضعيف الدين قاذفا للمحصنات.




• أسلوب جرير في الهجاء:

إن الشعر مرآة لقائله كما أن الطالب مرآة لشيخه,وهذا واضح في أسلوب جرير
في الهجاء حيث1- نشأ في أسرة فقيرة ليست غنية.
2- كان فاحشا في هجائه. ومن قوله:
إن الفرزدق أخزته مخالبه *** عبد النهار وزاني الليل دبّاب.
3- ويغلب في شعره المفاخرة بنفسه وبقومه بنو تميم. ومن قوله:
إذا غضبت عليك بنو تميم*** حسبت الناس كلهم غضابا.
وقوله:
فاسأل تميما الحامون ثغرهم *** والوالجون إذا ما قعقع الباب
4- وكان شعر جرير سهلا واضحا وذلك لتأثره بالقرآن الكريم بخلاف ما كان للفرزدق والأخطل, ولكنه لم يخل كما ذكر من اللفظ الغريب الفاحش البذيء, ومن قوله:
إن الفرزدق أخزته مخالبه *** عبد النهار وزاني الليل دبّاب.

5- وكانت تعيش فيه روح التهكم والسخرية من خصومه التي هيأت له الظفر
بخصمه.
وقال احمد الزيات:
" ربما كان – أي جرير- أول من أكره الشعر على قبول الأساليب العامة المبتذلة
في الهجاء وكذكر العورات وهتك المحارم فاضطر خصومه أن يكلموه
باصطلاحه, ويقاتلوه بسلاحه."
6- وكان من أسلوبه في الهجاء أنه يختار نسب خصومه حيث هاجم الفرزدق
في جدته, وفي أخته وهي مشهود لها بالعفة كما ذكر صاحب الأغاني في جزئه
التاسع.
أيضا عير الفرزدق برقة دينه والأخطل بنصرانيته وبسكره.

7- وكان يتصيد أخطاء خصومه حتى ولو كانت صغيرة فيعظمها ويبالغ فيها ويجعله فضيحة في الناس.
ومثال ذلك: أنه لما تزوج الفرزدق من حدراء بنت زيق بن بسطام
على حكم أبها فقال جرير:
يازيق قد كنت من شيبان في حســــب*** يازيق من أنكحت يازيـــــــق
أنكحت ويلك قَينا في أسته حمــــم***يازيق ويحك هل بارت بك السوق
يارب قائلة بعد البناء بها:*** لاالصهر راض ولا ابن القين معشـــــــوق


8- إذا فجرير كان بارعا في الهجاء لكنه كان ضعيفا في الفخر وذلك لكونه
يرجع إلى الموضوع لا على الأسلوب,
9- وكانت طريقته في الهجاء على طريقة علي بن العباس ابن الرومي حيث كان
يطيل الفحش.

10- وكان جميع الشعراء يرون أن أفضل شيء في الهجاء هو القصر,
إلا جرير فقد قال لبنيه" إذا مدحتم فلا تطيلوا الممادحة وإذا هجوتم فحالفو.
وقال:"إذا هجوت فأضحك".

11- وكان يستخدم أشد أنواع الهجاء وهو التعريض.
وقال ابن رشيق:

" أنا أرى التعريض أهجى من التصريح, لاتساع الظن في التعريض وشدة تعلقه
في النفس...الخ" .
انظر إلى قول جرير:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم*** ولا يستأذنون وهم شهود
فإنك لو رأيت عـــــــــبيد تيم***وتيما قلت أيهــــم العــــبيد

ومع ذلك فيقول أغلب النقاد أن أهجى بيت قاله شاعر هو قول الأخطل:

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم *** قالوا لامهم بولي على النار

12- وكان إذا هجا يهجو نساء قومه, وكان أيضا يشيد بنساء عشيرته أو بنساء
عشيرة النوار بشكل خاص لإغاظة الفرزدق فينثر فوقهن زهور شعره وأوصاف
جمالهن الباهر وخلقهن الكريم.
انظر إلى قوله في نساء عشيرة النوار:
وهن سماء المزن يشفى به الصدى *** وكانت ملاحا غيرهن المشارب
وكانت أشعاره صافية نقية لا يخلوها الشوائب وذلك لتأثره بالقرآن الكريم فهي
أشعار تلذ الأذن بكمال إيقاعها.
رأيه عن نفسه وعن الفرزدق والأخطل:
ذكر الأصبهاني : سئل جرير أي الثلاثة اشعر فقال: أما الفرزدق فيتكلف مني مالا يطيقه؛ وأما الأخطل فأشدنا اجتراء وأرمانا للغرض؛ وأما أنا فمدينة الشعر.
وقال في الأخطل:فانعتنا للخمر وامدحنا للملوك .
---------------------------------------------------------------------------





أسلوب الفرزدق في الهجاء:
قيل إنه نظم الشعر صغيرًا.. دارت بين الفرزدق وجرير الشاعر الأموي
أيضًا، حرب هجائية دامت نحو خمسين سنة،وقيل بضع وأربعين سنة
وكان لتلك الحرب الشعرية صدى واسع في البلاد، وضج بها "المربد" سوق البصرة، وانقسم الناس قسمين،كل قسم يؤيد هذا الشاعر أو ذاك.
1- كان يتصف بالجزالة والفخامة,وكان صلب الألفاظ.
ونقل شوقي ضيف قول أبي عبيدة " لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب".
وهذا مبالغ فيه وقال ذلك لأهمية شعر الفرزدق.
ومثال ذلك:
إن تك كلبا من كليب فإنني***من الدارمين الطوال الشقاشق
ولقد ذكر صاحب كتاب العمدة- ابن رشيق- بأن الفرزدق ينحت من صخر وجرير يغرف من بحر. وذلك لصعوبة أو لخشونة ألفاظ الفرزدق.

2- كان فخورا بأصله مدِلا بأهله, ولوعا بذكر مفاخر أبائه فغلب شعره في الفخر.
مثل:
حلل الملوك لباس في أهلنا***والسابغات إلى الوغى نتسربل
فيجيبه جرير:
لا تذكروا حلل الملوك فإنكم***بعد الزبير كحائض لم تغســـل
وقول الفرزدق:
أحلامنا تزن الجبال رزانة*** وتخالــــنا جــــــــــنا إذا مانــــجــــــــهل
فادفع بكفك عن غردت بنائنا*** ثهلان ذو الهضبات هل يتــــــــحلحل
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم*** وإليه كان حِباء جفنه ينــــــقل
إنا لـــــنضرب رأس كل قبيلة*** وأبوك خلف أتانه يــــــــــــــــــــتقمل


ولقد برع الفرزدق براعة فائقة في الفخر، ذلك لأن شرف آبائه وأجداده قد مهد له سبيل القول بالفخر، وتطاول على جرير وتحداه أن يأتيه بمثل آبائه وقومه:

أولئك آبائي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا يا جرير المجامع

فيا عجبًا حتى كليب تسبني**** كأن أباها نهشل أو مجاشع

أسلوب الفرزدق اتصف بأنه كان صورة لأساليب الفصحاء من شعراء الجاهلية في فصاحته وجزالته وغرابة ألفاظه وسعة مفرداته حتى قالوا:
لو لا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب.

وكان مقذعا في هجائه ومن ذلك:

في هجاء جرير

إن تك كلباً من كليبٍ فإنني ... من الدارمين الطوال الشقاشــــــق

نظل ندامى للمــــــــــــــلوك و أنتم ... تمشون بالأرباق ميل العواتـــق

و إنا لتروى بالأكف رماحنا ... إذا أرعشت أيديكم بالمعالــق
وقد سئل الفرزدق عمن يجاريه في الشعر فلم يعترف إلا بجرير.




(((هل ماكان بين جرير والفرزدق حقيقيا؟؟؟))

لقد اعتقد الكثيرون وما زالوا يعتقدون أن ما حدث بين جرير والفرزدق هو حقيقي
ولكن الصحيح عكس ذلك إذ لم يكن بين جرير والفرزدق من عداء إلا بسبب
1- الغيرة من بعضهما البعض.
2- وما كان بينهما إلا من سبيل التسلية وإضاعة الوقت.
وهذا الاستنتاج ما حدث عبثا والدليل على ذلك:
أنه لما توفي الفرزدق رثاه جرير بأروع القصائد الرثائية.
ومن قصائده هذه الأبيات الرثائية التي خرجت من قلبه وتخترق قلب المستمع كالسهم
فيتأثر منها تأثرا عجيبا- هذا رأيي- والله أعلم.
من قول جرير:
لعمري لقد أشجى تميــما وهدّها *** على نكبات الدهر موت الفرزدق
فمن لذوي الارحام بعد ابن غالب *** لجار وعانٍ في السلاســــــل موثق
ومن ليتيم بعد مــــــوت ابن غالب *** أم عيــــــال ســــــــابغــــين ودردق
تُفتَّح أبواب الـــــــــــملوك لوجـــهه *** بغير حجاب دونه , أو تمــــــلــق
فتى عاش يبني المجد تسعين حِجّة *** وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
فقط أريد أن يرى القارئ مدى الفرق الشاسع في هذه الابيات وما حدث بينهما من هجاء. أكيدٌ أنّ هناك فرق كفرق البعد بين السماء والأرض.










وقال أيضا في رثاء الفرزدق:
فلا ولدت بعد الفرزدق حامــل ولا ذات بعل من نفاس تعلت
هو الوافد الميمون والراتق الثأى إذا النعل يوماً بالعشيرة زلـــت
وقال أيضا:
فلا حملت بعد الفرزدق حرّة *** ولا ذات حمل من نفاس تعلت
هو الوافد المجبور والحامل الذي *** اذا النعل يوما بالعشيرة زلت



الخاتمة
تم بحمد الله هذا البحث الذي بحث قضية أسلوب الهجاء
عند النقيضين المبدعين جرير والفرزدق
ونسبهما وطريقتهما في الهجاء ورأي بعضهما عن بعض الخ.
هذا وان أصبت فمن الله وإذا أخطأت فمن نفسي والشيطان .
وصل الله وسلم على نبيك ورسولك محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.

((المـــــصـــادر))

اسم الكتاب اسم المؤلف- المحقــــــــــــــــــــــق مكان الطبع تاريخ الطبع
المنجد في اللغة والأعلام لويس دار المشرق- بيروت 1975 م
القاموس المحيط الفيروز ابادي دار إحياء التراث العربي بيروت- لبنان 1991م
العصر الإسلامي د.شوقي ضيف دار المعارف- بيروت
تاريخ الأدب العربي أحمد حسن الزيات دار المعرفة بيروت 2004م
ديوان جرير كرم البستاني دار صادر ؟؟؟؟
ديوان الفرزدق كرم دار صادر ؟؟؟؟
رحلة الشعر د.مصطفى الشكعة عالم الكتب- بيروت 1979م
العمدة ابن رشيق دار الجيل 1672م
الأغاني ابو الفرج الاصبهاني دار إحياء التراث العربي بيروت- لبنان

ملاحظة:
هذا للفائدة فقط "يعني لاحد ينسخ ويسوي بحث ويلعب على استاذه او دكتوره"
وشكرا,,,
بقلم... المسكت

[عيوني العيون]

سمي جرير بهذا الإسم لأن أمه رأت في منامها حبلا يخرج منها فيلتف على أعناق الناس

وسمي الفرزدق يهذا الإسم لقباحته تشبيها له برغيف الخبز



1- كان يتصف بالجزالة والفخامة,وكان صلب الألفاظ.

من شدة صلوبة ألفاظه فقد سمى بناته (بسبطة ولبطة وخبطة وركظة)



جزاك الله خيرا

[المسكت]

مشكور على الرد اخي عيوني
وااسف لقلة المطلعين على المواضيع الادبية