قـــلبي كـــن للـه ..

[ترانيم السحر]

ماهي الأشياء التي تعين المرء على أن يكون قلبه معلقا بالله وحده وأن يشعر بلذة العبادة؟؟


إن للاستدامة على الصلاة والأعمال الصالحة فوائد لا تحصى, فهي سبب لمداومة الاتصال بالله _سبحانه_, إذ إن المنقطع عن عمله غافل في لحظة من اللحظات عن صلة ربه, ومن وصل بربه لم يضره الدنيا بما فيها, كذلك فإن اتصال العمل واستمراره فيه تعاهد النفس عن الغفلة، وترويضها على لزوم الخيرات حتى تعتادها
كذلك فإن الاستمرار على الطاعات يتابع نقاوة السريرة والظاهر ويتعاهدهما فيكن سبب لمحو الخطايا والذنوب، قال _صلى الله عليه وسلم_ فيما أخرجاه في الصحيحين: " لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا".
كذلك فالاستمرار والمداومة وعدم الانقطاع في الطريق سبب لحسن الختام، قال _تعالى_:" و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"، فهو لما جاهد نفسه وثبت على طاعة ربه هداه الله إلى سواء الصراط.

أول الوسائل المساعدة ما يلي:

1- اللجوء إلى الله والتضرع إليه حال السجود. بأن يثبتك الله على دينه . ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم دائماً يقول في حال الحيرة :[ يا مقلبَ القلوب ثبت قلبي على طاعتك ] فطلب الثبات مطلب هام.

2- المداومة على الذكر على كل حال كما قال عليه الصلاة والسلام ( ولا يزال لسانُك رطباً بذكر الله ) الحديث.

3- التفكر بعظمة الله وذلك بتأمل مخلوقاته الظاهرة للعيان والمحسوسة فهذا يورث تعظيم الرب سبحانه ومحبته والانس بقربه
4- قراءة سير الصالحين من الصحابة والسلف وكيف كانوا يجاهدون أنفسهم في الثبات على الخير والصلاح وحسن العبادة

فقد أخرج مالك في الموطأ عن عائشة _رضي الله عنها_ أنها كانت تصلي الضحى ثماني ركعات ثم تقول: لو نشرني أبواي ما تركتها.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لبلال عند صلاة الفجر: " يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة"، قال: "يا رسول الله ما عملت عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي".


5- تأدية الفرائض على وجهها كما أمر الله خاصة الصلاة فلا تعلم ما للصلاة من أهمية وتأثير وانشراح للصدر.. وحتى تستطيع الحفاظ عليها والخشوع فيها أحرص كل الحرص على الاستعداد لها قبل الاذان بوضوء سابغ مع دعاء وتضرع في ساعات الإجابة وخاصة آخر ساعة من الجمعة فهي عظيمة جدا فرغ نفسك للدعاء فيها والله لطيف بعبادة.
عليك بمجاهدة نفسك واجبارها على الصلاة في اول وقتها حتى لو لم تشعر بلذتها .

فقد كان السلف يجاهدون انفسهم على الصلاة سنوات ويجدون بعدها اللذة

حتى ان احدهم جاهد نفسه 20 سنة وتلذذ بالصلاة بعدها 20 سنة.

فلا يصرفك الشيطان بحجة عدم الخشوع والتلذذ بالصلاة



6- الصدقة في السر لها ثمار يانعة لا يحسها إلا من جربها كل هذه الأعمال بإذن الله تجعلك أكثر تمسكا وأارسخ ثباتا .
7- لاتلتفت لوساوس الشيطان بأنك مقصر ولست أهلا للاستمرار في طريق الاستقامة
تأكد أنك مع عظيم الدعاء والمجاهدة سوف يتولى الرحمن أمرك .
8- أنصحك بالتوبة ابتداء قبل البحث عن أي معوق يعوقك عن الطاعة فإن التوبة النصوح تعد دافعا بذاتها للخير والمغفرة والفلاح في العمل إذ يقول سبحانه : " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "


9- حب الطاعة دافع مهم في الاستمرار عليها , فأنصحك بالتدبر في العبادة التي لاتتلذذ فيها والتي فتر عملك فيها , وتفهمها بعقلك , وافتح لمعانيها قلبك , , حتى تملأ بحبها قلبك, وعندئذ ستجد للقياها سعادة وستبحث بالتالي عن الاستمرار عليها , وتدبر حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة – عند أبي داود وغيره – " أرحنا بها يا بلال ".

10- مناجاة الله سبحانه ودعاؤه وسيلة ناجعة لاستدراج النفس نحو الخير وتقريبها من تذوق طعم العبادة, فابدأ بمناجاة صادقة بما في قلبك وادع ربك به مخلصا, وهو سبحانه خير مأمول .
11- أختار أصحاب خير يدلونك على العمل المحمود

وأسأل الله قائما قاعدا الثبات على الحق واكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال عليه الصلاة والسلام لابي بن كعب عندما قال اجعل لك صلاتي كلها اي دعاءه
قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : إذن تكفى همك ويغفر ذنبك



م/بتصرف ..