(لا عزاء إلى الرفيق الأعلى انتقلت متوسطة العيون الثانية )

[وارفة الظل]

مهلا يافراق فقد خبأت دمعي في أكفانه
هاهم من كل حدب قادمون
ليطلقوا شظايا بنادقهم
وللأرض من تحتنا يزلزلون
وكأننا بوصلة تعثرت وما استقرت واستكانت
للقلب يجرحون وللروح أعوام يصلبون
هاهم يمزقون كل كراس وكل إحساس
ماضين إلى الرحيل وانحدار ظهرٍ متين
هدمت جدرانه
هشموا في نوافذ الوداع علم ترفرف أركانه
هاهم كلعبة شطرنج بنا يتقاذفون
وللأماني يصعقون
وكأن ماكان ماكان أما رأونا هنا
نبعثر من العبير ريحانه
ونشعل من النور أوطانه
أم إنهم شقوا جسر الوصال
ليتساقط في الربيع آخر حلم كفيف
وكل نفس شاهد للمجهول رديف
فدعني أبكي يافراق الصبر ضاق
لندخل في عنق زجاجة موت أستباح المكان
ونبض فقد اتزانه
وكأننا نكتب فوق سبورات بقلم كسيح
لاصوت يرفع ولا عمرٌ في العمر يشفع
هانحن الآن مفقودون مفقودون
وحسبنا في لجة البحر غارقون
لافرج يأتي ولاطوق نجاة
غير شوك يدمي الخطوات
وكأنه يقول هيهات هيهات
وإن كنتم تشخصون وعن حكيم تبحثون
وكأننا ورم تربع في جسد ومانطق
دون رأفة ورحمة يسلخ
وكأنه شيطان يرجم
أيها الفراق الشمس تكسف والقمر يخسف
لكنهم عائدون
إلا نحن مرحلون مهجرون وبــالأغلال مقيدون
وإن كنتم تسألون من نكون ومن تكون ؟!
انظروا في الأفاق قد نقش بنزيف الدم عنوانها
تلك غالية الأثمان قد خلت من الطرقات أفراحها
حين أعلنوا بيان تأبينها
صرح مصدر مسؤول ومن عساه يكون معلول؟!

غير من كان هنا يطوقون
قفل أضاعوا في الكون مفتاحه
حين ينخر كالسوس ويشق صدر عتبانه
فلا عزاء اليوم فقد سقط الطائر وما كحل عيونه
وهاهم يافراق للروح يفصلون
توأم سيامي شيدت عمدانه
ليقولوا لاعزاء نشاطركم فيه
فقد انتقلت إلى الرفيق الأعلى
مدرسة كانت تسمى متوسطة العيون الثانية
ومن كانت للصروح بانية
وللفتيات بالهمم عالية
ومن كان فيها ينتسبون تلاشوا كفقاعات صابون
من الأحداق راحلون
فلا عزاء فقد انفرطت حبات لؤلؤ رفيعة
في أنامل كف حزين
حين أحرقت سجلات وبقايا رماد
لذكرى مدرسة غالية
وللريح بــــــ أوراقهم يتطايرون
هكذا هم في متوسطة العيون الثانية
فلا عزاء لهم اليوم وإن كثر الباكون !!

الهنوف معجب بهذا