إذا فيه مشاكل في دخول الملتقى راسلوا الإدارة من خلال قسم مجلس الزوار

العودة   ملتقى مدينة العيون > المنتدى الأدبي Literary Forum > أحآسيس جميلة وهمسـآت دآفئه
التسجيل التعليمات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

أحآسيس جميلة وهمسـآت دآفئه قصآئِد آلآعضآء آلخآصهـَ بِآقلآمِهٌم أو منقولهـ

للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي

الإهداءات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-05-2012, 06:03 AM   #18

عَبقْ
alkap ~
 
الصورة الرمزية عَبقْ

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 10731
التسِجيلٌ : Aug 2011
مشَارَڪاتْي : 3,666
مُڪإني : مآفِي مَعلوم :/
الُجٍنس :
دًولتّيَ : دولتي Saudi Arabia
مُزَأجِيِ : مزاجي
 نُقآطِيْ » عَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» اشجع naser
мч ѕмѕ ~
{ الّلَّهُم اجعَلْ هَمّيِ الآخِرَة }
041









بلغني أيُّها المَلِكُ السَّعِيد , ذو الرّأي السَّديد , والعَقـلِ الرَّشِـيد ,
أنهُ كان في بِلآدِ الهند والٍ يُدعَى "الحَبَردِيّ"
وكان ذا بأسٍ شَديد , لآيرحَمُ عجوزاً ولا وليد ,
وكان دَميمَ الخِلقَة , وعلى مابِهِ مِنْ دَمامَة لآزَمَهُ البُغضُ واللّئامَة .
وكان كثيرَ المال , قليلَ العِيال , مُرَفـَّه الحال .
لهُ عَبيدٌ و ممالِيكٌ وخَدَمٌ وجوارٍ ,
عَبيدٌ زِنجِيَّة , ومماليكٌ تُركيَّة , وخَدَمٌ حَبَشِيَّة , وجوارٍ فارِسِيَّة , وغِلمانٌ هِندِيَّة .

وكان "الحَبَردِيُّ" جبَّاراً على النِّساءِ الأرامِل , لآيَكُفُّ أذاهُ عنهُنَّ إلاَّ بِمُقابِلْ .
وكانَ على جَريِ عادتِهِ في غـُرَّةِ كُلِّ شَهر يُرسِلُ جَماعَةً مِنَ العبيد ذَوي البأسِ الشَّديد
تَحمِلُهُم الخيُولُ والجِمال , ومعهُم البِغال كي تَحمِل الأحمال ,
يجُوبونَ البِلآد , قاصِدِينَ بيوتاً تَسكُنُها أرامِل لديهِنَّ أموالٌ وأولاد .

يَضرِبونَ الأبوابْ ويَقتَحِمون البيوت , ويأخذون ماطآب لهُم مِن مالٍ أو قُوت
مُنادِينَ رَبَّة البيت : " إذا جاكِ الحَبَردِي يَردِي وش تَعطِينَه ؟ "
ولآيَرضونَ إلاّ بشيءٍ نَفيسٍ عَليهِ القِيمَة ,
فإن لم يَجِدوا فيأخذوا أحد أولآدِها غصباً بِأرخَصِ قِيمَة ,
فإن أبَت أخذُوها جاريةً لِلوالي وتركوا رَعِيَّتَها كَسِيرةً يَتيْمَة .

وذاتَ يومٍ تَوقَّفَتِ القافِلَةُ وَسَط البِلآد , عِندَ بيتٍ تَقطِنُهُ أرمَلَةٌ وأربعَةُ أولآد .
وإذا بِرئيسِ العَبِيد يَتَرَجَّلُ عن خَيلِهِ , ويَرفِسُ البابَ بِرِجلِهِ .

فِيَدخُلُ في الفِناء , فـَـيَرى أولاداً صِغاراً يَلعَبُونَ ويَمرحُون ,
تَتوسَّطُهُم بَقَرةٌ صَفراءَ ذاتَ قُرون .
وأرجُلٍ رَفِيعَة , وحوافِرَ دَقِيقَة .

ولكن تَبَدَّلتِ هذهِ الحالُ إلى حال
وأخذَ الرُّعب والخَوفُ يَدُبُّ في قلوبِ الأطفال .

فإذا بِالرئيسِ يُنادي العَبيد :
أن آتونِي بِسلسِلَةٍ وطَوقٍ مِن حَديْد
وخذوا هَذِهِ البَقَرةَ ومن رَقَبَتِها اربطُوها
وبالقافِلَةِ ألحِقُوها .


ووَسَطِ صُراخِ الصِّغار ,
يَزدادُ جَذبُ البَقَرةَ ويعـلو مِنها الخُوار
إذْ تُطِلُّ مِنْ خَلفِ تِلكَ الأستار
حَسناءَ كأنها قَمَرٌ مِنَ الأقمار
بِجَبينٍ أزهَر , وخدٍ أحمَر , وجِسمٍ كالمَرمَر
واسمُها "تَمامْ" وبَدَت كَبَدرٍ تَمام .

تُوَلْوِلُ وتقُول :
يآوَيلِي , وياسَوادَ لَيلِي
مَنْ أَنتُم ؟؟؟
وماذا تُريدُون ؟
وبأيِّ حَقٍ لِدارِنا مُقتَحِمُون ؟
ولِمالِنا أنتُم ناهِبُون !!

فقاطَعها رئيسُهُم وهو عابِسُ الوَجةِ وعاقِدُ الحاجِبَيْنِ :
ألا تَعرفِينَ مِن تُحادِثِيْن ؟؟
نَحنُ ..

فقاطَعَتهُ :
وَمَن غَيرُهُ يَفعَلُ هذا الفِعلَ المَشِيْن ؟
فقال : وَيْحَك !!
نَحنُ هُنا بِأمرِ الوَالي , نأتي لهُ بِما يَشاءُ مِن نَفيسٍ وغالٍ .

قالت : ولكنَّ هذا مالي , وأقتاتُ مِنهُ أنا وعِيالي !

فقال : أنتِ ومالديكِ مُلكاً لِلواليّ .

فقالت : خَسِئتُم ..
وبِكَيدِكُم بئتُم ..
وإلى واليِكُم بِخَيبَتِكُم عُدتُم ..

فقالَ : وَيْحَك !!
" إذا جاكِ الحَبَردِي يَردِي وش تَعطِينَه ؟؟ "

قالت تمامُ :
أُعطِيهِ مِنَ الهَواءِ بِحَجمِ السَّماء
ومَورِداً يَتَدَفَّقُ مِنهُ الماء
وإنَّ لهُ في الدُّنيا بَقاءٌ بِلآ فَناء
وسعادٌ بِلآ شَقاء
شَرطَ أن يَترُكَني والصِّغار , في بيتِنا ولنا مالنا آمنين أحرار
فاذهَب إلى سَيّدِك في الحال , وأخبِرهُ بِهذا المَقال .

فقال : مالكِ يامرأة !!
أأبدوا لكِ أحمَقاً !
أم سَفيهاً وأخرقاً ؟
الماءُ والهواء , والسعادةُ والشقاء , والحياةُ والفناء
بيدِ الله الذي لآيُحيطُونَ بشيءٍ مِن عِلمِهِ إلاّ بِما شاء .

فقالت :
كذلك انا وعيالي ,
خَلَقنا الله أحراراً لِنعبُدهُ
ولا لأحدٍ سُلطانٌ علينا
ولسنا مِن أملاكِ الواليّ .

فقال : ويلـَك !
أتخرُجين على العصا ؟
فالمَوتُ لِمن عصى .

فلمّا أدرَكت تمامُ أنّه ذو بأسِ وشِدَّة
تراجعت عن نَبرَةِ الحِدَّة
وخاطَبَتهُ بلينٍ وتؤدَة .

وأرادت أن تأخُذَهُ بالحِيلَة , عَلَّها تَسْلَمَ مِنهُ هذهِ الّليلَة .

فقالت :
إنّي أهبُ نفسي لك زَوجةً وتُشارِكني في مالي وحَلالي وتكونُ أباً لعيالي .
فضَحِكَ ساخِراً : مَالكِ وحلآلك ؟
لأن أعيشُ عَبداً ذليلاً لِلوالي خيرٌ من أن أعيش تحتَ وطأةِ الفقرِ وأنا مُتَيَقِنٌ بأنني من الجُوعِ لآشَكَ هالِك .

فقالت : ولكِنَّني صادِقَة , وفي المَكرِ لستُ بِحاذِقَة .

فضَحِكَ قائِلاً : ماتملكينَ سِوى هذه البقرة أبِعـقـلي تِستَهينين !!
قالت : إنَني أملُكُ ثَروةً هائلةً ورِثتُها منذُ حيْن .

أمهلني سويعات , وسآتيك ببعضِ مالديَّ مِن خيرات .
فأخذتِ البقرة واخـتفت بها عن الأنظار ,
وأمرت ولدها عمَّار ,
أن تَوجَّه بهذهِ البقرة إلى رابِعِ جار ,
وقُل لِلجارة : إنَّ هذهِ البقرةُ مِن والِدتي إعارَة .
فأعيريني بعضَ الأواني الفِضيَّة , والفاكِهةَ الشَّهيَّة .

فذهب إليها في الحال ,
وأحضر معهُ فاكِهةً وأقمِشَةً عديمَةَ المِثال .

وبدأت "تمامُ" بتحضيرِ مائدةَ الطَّعام ,
يكسوها قِماشٌ من حَرير , وعليها أصنافٌ من الطعامِ والخيرِ الوفير
فيها ماتشتهي الأنفسُ وتلذُ الأعيُن ,

مِن الخوخِ الدِّمشقيّ , والرُّمانُ التُّركيّ , وكُمَّثرىً وكيويّ ,
وبرقُوقٌ وتُفَّاحْ , وعصائرُ تحمِلُها أقداحْ ,
وأوانِ ماءِ وَردٍ ذاتَ عِطرٍ فوَّاحْ .

فلمَّا دَعَت رئيسَ العَبيد ومن معهُ انبهروا مما رأوا , وأكلوا وشربوا حتى شَبِعوا .

فأخذت "تمامُ" رئيس العَبيد إلى حاشيةٍ من البيت
وقالت : ليكُن مارأيت ومن مَعَك سِراً بيننا ,
فإذا ذهبتَ إلى الوالي قُل لهُ مارأيتُ سوى عجوزاً شمطاء , ليس لها ولدٌ ولا تَلَد .

فقال لها في خُبث :
حسناً , أمهليني يوماً أو يَومَين .

فَتوجَّهَ إلى الوالي وأخبَرهُ بِما رآه ومالم يَرَه .
فأمر الوالي بجماعةِ العَبيد .. وسألهم عمَّا رأوا فأخبروه بِكُلِّ شيء , هو يُنكِر وهم يُكَذِّبونَه .
ولكنَّ الوالي أوجَسَ مِنهُ خيفَة ,
فنادى بالسَّيافِ "شَرفَلَك" :
أنِ أقتُلهُ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ بالسَّيفِ فهَلَك .

وبعدَحين أرسلَ الوالي "الحَبَردِيّ" إلى بيتِ "تمام" ثُلةٌ العبيد يترأسُهُم عبدٌ آخر ,
ففعلت بهم "تمامُ" مافعلتهُ مع رئيسِهِم الأول ,
وأمّا مصيرُهُ فكان كمصيرِ سالِفِه ,
إلى ان أرسَلَ ثالثَ رئيسٍ من رؤساءِ العبيد , فاستقبلتهُ "تمامُ" كما أستقبلت سابقيه .

فلمّا أخبرتهُ بِسِرّها تجلَّدَ وتَصَبَّر , وكتم أمرها في سرّهِ وأمام العبيدِ تنكَّر ,
وقبِلَ بالزواج من "تمام" التي تمكنت مِن قلبِه , وسلبت لُبَّه .

وأمّا "تمام" فلمست من الرئيسِ صِدقَ القولِ فاطمَأنت , وصارَ لها ماتمنَّتْ .

وأمَّا الرئيس فقد أمر حاشيتَهُ بالمكوثِ عندَ "تمام" ,
مُتذرِّعاً بأنها ربما تتحين الفرصة فتهرب والأنامُ نيام .
فتوجَّه إلى قصرِ الوالي ودبّر مكيدةً مع أحدِ المماليك لقتل واليهم "الحبردي"
فتمكنوا مِنه ونصّبوا عليهم رجُلاً من الأخيار , وعاشوا في البلادِ أُمناءَ أحرار .



وَ أدرَكَ شَهرَزَادَ الصَّباح , فَسَـكَـتـَتْ عَـن الكَلام ِ المُباح .








.

عَبقْ غير متصل   رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ملتقى مدينة العيون

الساعة الآن 05:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

new notificatio by 9adq_ala7sas
ملتقى مدينة العيون

Security team