رابطة الأتحاد

[النمر العيوني]

الاتحاد
اتحاد القمة.. وشباب عالي الهمة


عندما يلتقي الاتحاد والشباب مساء اليوم الاربعاء في نهائي كأس الملك فإن كلا منهما سيجد منافساً مختلفاً عما كان عليه المنافس في الدور قبل النهائي حيث قابل الاتحاد الهلال.. والتقى الشباب الحزم.. وكان الهلال الأكثر حيوية وتحفزاً.. ولكنه كان الأضعف بنية وتنظيماً من الشباب الذي سيكون هو المنافس اليوم للاتحاد.. كما كان الحزم الأكثر تنظيماً وجموحاً وبالذات في المباراة الاولى ولكنه عجز عن استكمال تطلعاته في الإياب امام الشباب فخسر بالخمسة بعد ان استعاد الشباب قدرته على فرض شخصيته.. وتوظيف قدرات لاعبيه بأسلوبه الرصين. وقد كانت مشكلة الشباب في المباراة الأولى أمام الحزم أنه لعب بإحساس الفريق القادر على الانتصار في أي لحظة يشاء.. ففوجئ بفريق نشط ومنظم قلب الطاولة وتقدم 2/4 حتى خاف البعض ألا يستطيع الشباب ادراك الفارق ومن ثم التفوق في الإياب لكن الشباب أدرك المسؤولية واستجمع قواه ونظم صفوفه واستنفر نجومه قدراتهم فدكوا الحزم بالخمسة وتقدموا للنهائي بإنذار الخمسة الشديد اللهجة!!.
أما الاتحاد فقد كان احترامه لمنافسه في مباراة الذهاب هو مفتاح انتصاره الكبير الذي حققه في تلك المواجهة 1/4 وقطع به -منطقياً- 75% من مشوار التأهل للنهائي رغم ان الاتحاد كان يعاني في الذهاب واستمر يعاني في الاياب من دفاع متواضع لا يصح الاعتداد به أو الاعتماد عليه دون أن يراجع حسابات التنظيم لهذه المنطقة الخطرة.. لكن خط المقدمة بكيتا السريع والخطير استطاع ان يحول مسرح العمليات امام المرمى الهلالي ويفتح خطوطاً سريعة ومعبدة الى مرمى الدعيع الذي استقبل اربعة أهداف صريحة ورائعة.. وعندما جاء الرد كان واضحاً بأن الهلال سيعتمد على الاندفاع أماماً وهو حل لا يوجد له بديل.. وكانت المشكلة هي غياب جنرال الدفاع الاتحادي المنتشري وزميله اسامة.. وكان التوقع ان الغارات الهلالية ستدمر الشباك الاتحادية بكثافة القصف وبالتالي فإن الاتحاد كان يخاف مجريات مباراة قد تقوده الى الخسارة والاقصاء عن التأهل لكن قائد العمليات الاتحادية كان له رأي آخر لم يتوقعه أي أحد حين حوّل برأسه الذهبية كرة المهندس الفنان تشيكو الى المرمى الهلالي مسجلاً هدفاً حاسماً ومهماً غيّر به الاستراتيجية المتوقعة للمباراة.
نعم هو هدف أشبه بالزلزال كتب بالخط العريض تأهل الاتحاد ومنذ اللحظات الاولى من المباراة.. ولم يكن الهجوم الهلالي قادراً على استغلال ثغرات الدفاع الاتحادي..وظل وسط الاتحاد حاسماً في ارباك الخطوط الخلفية للهلال حتى أنهى الفيس الأمر بهدف صاروخي في المرمى الأزرق مؤكداً جدارة الاتحاد بالتأهل والفوز والتفوق مجدداً على منافسه الهلال ومتقدماً للنهائي لمقابلة الشباب اليوم.
وأغلب الظن ان المباراة هذا المساء ستكون من الوزن الثقيل اذا ما أحسن الاتحاد اغلاق دفاعاته امام مهارات الشبابيين الذين يعرفون تماماً طريق المرمى اذا ما كانوا في أحسن حالاتهم بعيداً عن التثاؤب الذي داهمهم في المباراة الاولى أمام الحزم.
والفريقان جديران بالوصول للنهائي وكلاهما قادر على الحسم والأمل أن نرى مباراة تليق بالمناسبة الكبيرة.