أفلام كراتين وأفلام أجنبية وغنائية دمرت تربية أطفالنا

[احمد السبيعي]

((أطفالنا والمشاهد المرئية المريبة))
ويبقى هاجس يؤرق نفوسنا ويقلقنا فننغمس في التفكير حتى نتعب من كثرة التفكير فيما يجري حولنا بل اننا نخطط ونأخذ الاحتياطات اللازمة لكي نكون يقظين لنوفر السلامة النفسية والعقلية والبدنية لأطفالنا ..
كيف وهذا الصندوق السحري الذي يسمى تلفازا .. يشاركنا في تنشئة أطفالنا وتربيتهم شئنا أم أبينا .. بل وفي خلسة يزرع قيما لا نرضى عنها ولا توافق ديننا وأخلاقنا ..
فبعد ان برع بصولاته وجولاته في بث العنف والرغبة في التدمير والصراع عن طريق اثارة غريزة الطفل القتالية .. بشكل محموم ومرضي ..عبر الرسوم المتحركة الناطقة باللغة العربية
نجده يتفنن في مشاهد مثيرة ومغرية في كل وقت وكل لحظة حتى الإعلانات التجارية لا تخلو من الهمز واللمز والإشارات الجنسية من أجل عطر أو شامبو أو صابون .. والمشكلة هنا هي في تهاون وتكاسل الأسرة في عدم تغيير القناة حين عرضها لمشاهد مخلة بالأدب والذوق العام .. متعذرة بأن الطفل عليه أن يعتاد على مشاهدة هذه اللقطات حتى لا يشعر بالكبت والقمع ..
فهذا والله هو الجهل بعينه بل هذا هو الجمود العقلي بعلته ..
أيعقل أن نترك أطفالنا يشاهدون ممارسات غير محترمة تؤدي نتائجها إلى خلل جوهري في قيمهم ومعتقداتهم الفطرية .. أنصمت عن التصرف صمت القبور بحجة أنه قد يشعر بالكبت والحرمان ..
ألا نفهم الأثر الخطير الذي يتركه المشهد المثير في العقل الباطني لطفل . . ألم نستوعب بعد أن من هذه المشاهد توقظ الغريزة الجنسية عند الطفل مبكرا في حالة اضطراب دائم وثورة بركانية تقذف بحممها في وجدانه ودهاليز أعماقه ..
أمن المنطق أن اترك طفلي يشاهد فتيات شبه عاريات يرقصن بميوعة ويتمايلن على الرجال بشكل مقرف ومقزز وأقنع نفسي بأن هذا الأمر طبيعي ..
ألم يأمرنا القرآن الكريم بغض البصر وأن النظرة المحرمة سهم من سهام الشيطان ..اذا كيف أربي طفلي على الفضيلة وأنا أرمي به في وحل الشهوات الحيوانية ..
كيف أربيه على غض البصر وعلى العفة والطهارة وأنا أتهاون فيما يعرض من لقطات مثيرة على التلفاز ..
تخبرنا معلمة رياض أطفال عن سلوك طفل لديها في الفصل .. حيث لاحظت عليه أنه يقوم بحركات جنسية مع زملائه فشكته لوالدته فقالت لها أمه انه دائم الجلوس مع أخته الكبرى يشاهد معها أفلاما هندية وأجنبية رومانسية ..
فها هي ثمرة الحماقات والأخطاء المدمرة لنفسية الطفل ..يقتلون براءته ..ويلوثون فطرته السليمة ..ويعبثون بنقائه وطهارته... وحتى العجز عن الإحساس بالمسؤولية نحوه واحترام مشاعره ..
يضج مجتمعنا بمشاكل الشباب الذين يتخبطون في ضبط غرائزهم والتى كان عامل اضطرابها في نفوسهم هو ما تعرضوا له في صغرهم من مواقف مؤسفة .
الا يحزن الواحد منا على ضياع هذه الأجيال بسبب غفلة الأسرة وتهاونها في إحضار أفلام محرمة للبيت ....
وهنا تأتي أهمية تدريب الطفل على غض البصر وتربيته تربية روحية إيمانية محاطة بالحب والحنان وليس التعصب والسيطرة ..
وعلينا أن نبذل جهدنا وطاقتنا وأن نفعل ما يجب أن نفعله تجاههم أنهم يستحقون الأفضل لحياتهم ..