أمعلـّمي أنـْتَ لنا سُــلـّمٌ .

[عيوني العيون]

قال المعلم لتلميذه :

أعرب يا بني فضلا :
أمعلمــــــي أنتَ عــلــــــمٌ .

قال التلميذ معترضًا :


بل أنت يا فخري سُــلّمٌ .



أما سمعت قول الشاعر الفذّ :


العِلـْمُ أحسَنُ ما بهِ ظـَفِرَتْ يّـــــدٌ ...... عَظـُمَتْ عَليّ بهِ لأستاذي يَـــــدُُ

رُوحِي فِـــدًا لمعلـِّم ٍ تحــــــيا به .... رُوحِي ويِحسُنُ مَصْدَرِي والموْرِدُ

العِلـْمُ بَيْــــتٌ والمُعَلـِّــمُ سُــلـّــمٌ .... مِنْ أيْنَ تـَرْقـَى البَيْتَ لولا المِصْعَدُ


سرّ المعلم بقوله ، لكن ما حيلته واليأس قد عمّ ..؟!

- نعم فديتك ... أنا هاهنا لك سلّم .. أما سمعت قول الشاعر المحترم :

من كان يُرثي قلبه لمعـــذبٍ ..... فأجدر شخص بالرثاء معلّـــمٌ

على كتفيه يبلغ المجدَ غيره ..... فما هو إلا للتســـلـّــق ِ سلّــمٌ


- مهلا - أيا فخري وأستاذي والقلم - ألم يكن لك مثلنا سُلّم ؟!

أيزعجك أن تكون للخير منبعًا ؟ وللأدب مرتعًا ؟ وللمجد مصعدًا ؟!

قل لي بربك : كيف لهذا الفضل جئتَ ؟


نعم ، بل هي - يابني - سلالم لا سلّمـــًا ..! وليت السلالم من الهمّ تسلم ..!

هو ميل في القلب زرع ، وإليه قد سارت الخطى ، وساقنا نحوه القدر ، دون وعي لحجم العبء ..!

أما علمت يا صغيري أنا هنا نبني عقولا وأنفسًا ؟! وعلينا أن نكون أرضـًا صالحة لذلك الغرس .


فهو الذي يبني الطباع قويمــــةً ...... وهو الذي يبني النفــوسَ عدولا

ويـُقيمُ منطقَ كلّ أعوج منطـــق ٍ ..... ويريد رأيـًا في الأمورِ أصيــــلا


وإذا المعلّم لم يكن عدلا مشــى ...... روح العدالة في الشباب ضئيلا

وإذا المعلم ساء لحظ بصـــــيرةٍ ...... جاءت على يده البصائر حــولا


- ها أنت الآن توضّح لنا الأمر ، ولك يامعلمي كل الفخر ..

فقد اُنـْتـُقـِيْتَ من بين البشر ؛ لتهدي القلوب الغالي الأنفس ..


ما الفخر إلا لأهل العلم إنــّــهمُ .....على الهدى لمن استهدى أدّلاءُ

ففز بعلم ٍ تعـــــش حيّــًا به أبدًا ..... الناس موتى وأهل العلم أحيـاءُ


- لك يا بني من القلب شكرًا .. أن جعلت لي على أقراني فضلا .. لكنما الواقع يحمل في طيّاته

أسفًا على القناديل التي أمست بلا عمل ...!

وهذه الشموس في الميدان قد كسفت ، إذ لم تجد لها في سماء الكون من ينصف ..!!



يا أرض قد فقد المعلّم نفســـــه ..... بين الشموس وبين شرقك حيلا

ذهب الذين حموا حقيقة علمهم ......واستعذبوا فيها العـــــذاب وبيلا

إنّ الشجاعة في القلوب كثيـرة ..... ووجدت شجـــــعان العقول قليلا
-

آه يا أستاذي ، كم لك والله أسفت ، وعليك حقًا أنا حزنت ..وماذا أقول والحال كما تقول ،

هذه أبيات أهديها إليك فاقبلها مكسّورة الوزن ؛ فقد أعيا استقامتها حالك الكسير المحزن ..


قد جاء في شعــــــــــــر ٍ جميـــل ..... قم للمعلـّــم ِ وفــّهِ التبجيل

هذا المعلـّمُ صاحب العبء الثقيل .....هل له في الوظيـــفة مثيــل؟



احصوا عليه كل صغيرة وكبيرة ...... الويل ثم الويــــــل للتقصير ِ

كل الوظائف نالت التقديــــــــــــر .... إلا المعلم خارج التسعيـــــر ِ