21 ألف سعودي يكتتبون في مصرف الريان في يوم واحد

[ابن سعـــfـــيد]

21 ألف سعودي يكتتبون في مصرف الريان في يوم واحد


الاقتصادية" - الرياض - الدوحة - 16/12/1426هـ

أكدت لـ "الاقتصادية" مصادر مصرفية قطرية أنه تم أمس الاكتتاب في أسهم مصرف الريان أكثر من 30 ألف خليجي 70 في المائة منهم سعوديون، متوقعين زيادة العدد في اليوم الواحد مع مرور أيام الاكتتاب في 82.5 مليون سهم حتى الـ 29 من الشهر الجاري.
وذكرت المصادر أن موقع اكتتاب الخليجيين في نادي قطر الرياضي شهد توافد كثير من مواطني دول المجلس يتقدمهم السعوديون فالإماراتيون ثم البحرينيون والعمانيون. وشاركت في الاكتتاب أمس شريحة نسائية كبيرة حيث اصطحب عدد من المكتتبين أسرهم ومعارفهم وأصدقاءهم إذ تقاطروا على مركز الاكتتاب في شكل مجموعات أتت غالبيتهم عبر المنفذ البري وجرت عمليات الاكتتاب في يومها الأول بسلاسة ودون أية إشكالات.
وبيّن لـ "الاقتصادية" محمد الخليفي مساعد مدير عام عمليات الخدمات المصرفية للأفراد أن الاكتتاب جرى في يومه الأول دون أية إشكالات، لكنه أشار إلى أن شريحة من المكتتبين لم يستوعبوا التعليمات والشروط والإرشادات الموجودة على مداخل مركز الاكتتاب.
ورفض الخليفي إعطاء أية تقديرات بحجم الاكتتاب مفيدا أن نتائج وأرقام الاكتتاب ستعلن عند اكتمالها حتى لا يؤثر ذلك في على سير عمليات الاكتتاب أو يقوم البعض باستغلالها، موضحا أن الإقبال النسائي كان أكثر من التوقعات.
وتوقعت مصادر مصرفية قطرية أن يرتفع عدد المكتتبين في الأيام القادمة، وبيّن مسؤول في بنك قطر الوطني ـ مدير الاكتتاب - أن عملية تسليم الطلب وإدخال البيانات وتسليم الإيصال تستغرق فقط خمس دقائق.
في المقابل نفى مصدر مسؤول في منفذ جمرك سلوى على الحدود السعودية القطرية أمس، أن تكون هناك سوق سوداء لبيع نماذج الاكتتاب في أسهم مصرف الريان في المنفذ، لكنه لم يستبعد أن يكون هناك توزيع لاستمارات الاكتتاب في منفذ أبو سمرة القطري.

ويأتي حديث المسؤول الجمركي في السعودية بعدما واجه المسؤولون في المنفذ إصرارا من المسافرين السعوديين وبعض مواطني دول مجلس التعاون الخليجي الذين توافدوا إلى منفذ سلوى ـ المنفذ الوحيد لجميع دول الخليج للعبور إلى الدوحة ـ في الحصول على نماذج الاكتتاب منذ اللحظات الأولى لانطلاق الاكتتاب في مصرف الريان القطري أمس.
وأكد عبد الله الغامدي مدير عام جمارك منفذ سلوى، أن حركة المسافرين الذين عبروا الحدود باتجاه الدوحة كانت طبيعية، بخلاف ما كان متوقعا لها، حيث كانت الحركة عادية جدا ولم يكن هناك أي زحام يذكر.
ولفت الغامدي في حديثه لـ "الاقتصادية" حول توافد السعوديين إلى قطر للاكتتاب في مصرف الريان، أن مسؤولي المنفذ الحدودي مع قطر أكملوا جميع الترتيبات اللازمة لاستقبال السعوديين وغيرهم من مواطني دول المجلس الراغبين في الذهاب إلى قطر لأي هدف كان سواء للاكتتاب أو الزيارة.
وذكر مدير عام المنفذ، أنه تم تجهيز ست مسارات للسيارات القادمة من السعودية أو دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى والمتجهة إلى قطر، وذلك تحسبا لمنع حدوث أي زحام قد يحدث أو يعوق المستفيدين من الوصول إلى المدينة أو البلد المراد الذهاب إليها في وقت مبكر لإتمام عملية الاكتتاب.
وتابع "إن عدد السيارات التي عبرت المنفذ أمس باتجاه قطر كان طبيعيا ولم نواجه أي مشاكل تذكر في هذا الشأن، خاصة وأن مثل هذه الأيام من كل عام تشهد عودة بعض القطريين الذي قضوا إجازة العيد خارج بلادهم وخصوصا لدى أقربائهم في السعودية والمنطقة الشرقية تحديدا.
وأشار الغامدي إلى أنه تم تكليف عدد من المرشدين من رجال الجمرك لتوجيه أصحاب السيارات إلى الطريق الصحيح والإسراع في إنهاء إجراءات سفرهم وتنظيم الحركة المرورية وفقا للمسارات الستة المخصصة لهذا الغرض.
في المقابل ظهرت على الساحة سوق للاكتتاب عن الغير الذين لا تسمح لهم ظروفهم بالسفر إلى قطر لأجل الاكتتاب، حيث انتشر عرض خدمات الاكتتاب بالإنابة بمقابل مادي. وتختلف الأسعار من وسيط لآخر، بحيث تحكمها عوامل الصداقة أو القرابة، ويزيد السعر إذا لم يكن محكوما بتلك العلاقات.
ومما يعزز هذه المهنة المؤقتة التي امتهنها البعض وخصوصا في الاكتتابات الخليجية، أنها مربحة 100 في المائة، وذلك لكون المكتتب الفرد يذهب إلى بلد مقر الاكتتاب وفي هذه الحالة لن يخسر شيئا من ماله بسبب تكفل المكتتبين بمصاريف الرحلة وتحقيق مكاسب قد تزيد على ما دفعه هو نفسه للاكتتاب باسمه.
وبدا أن عددا من مكاتب الخدمات العامة حولت نشاطها ولفترة مؤقتة لامتهان الوساطة في الاكتتابات، خصوصا بعد نجاحها في اقتناص العملاء في اكتتاب شركتي دانة غاز الإماراتية، وناس البحرينية. ويؤكد طلق العتيبي ـ صاحب مكتب خدمات عامة في الرياض - أنه بدأ الوساطة في الاكتتابات الخليجية عندما شاهد اندفاع العملاء وراء اكتتاب شركة دانة غاز الإماراتية، حيث قرر بعدها عرض الوساطة على بعض أقاربه وأصدقائه الذين عملوا على جلب عملاء آخرين من معارفهم إليه، وبالتالي أصبح اسمه لامعا في وساطة الاكتتابات.
وأضاف العتيبي أن عملاءه الحاليين هم من عمل على وساطتهم في اكتتابي دانة غاز وناس البحرينية، مشيرا إلى أن هذه الوساطة سهلت على الكثير من العملاء الاكتتاب دون عناء.
وبين العتيبي أن الفنادق والشقق المفروشة تبدأ في حال وجود اكتتابات في رفع أسعارها وذلك نظرا للطلب الكبير الذي يشهده هذا القطاع خلال الاكتتاب، مؤكدا أنه يعرض سعر 500 ريال على الوساطة في الاكتتاب معتبرا ذلك بالمبلغ الزهيد مقابل ما سيدفعه المكتتب من مصروفات خلال وقت الاكتتاب.
ولفت العتيبي إلى أن مكتبه لا يكتفي بالوساطة في الاكتتابات وإنما في بيع أسهم المكتتبين حال تداولها في سوق الأسهم، مبيّنا أن سعر الوساطة في البيع يبلغ 800 ريال للمكتتب الواحد.
وواجه عدد من المكتتبين مشاكل تتعلق بإصدار شيكات مصرفية بقيمة الأسهم المكتتب بها حيث اعتذرت بنوك قطرية عن ذلك ولجأ عدد من المكتتبين إلى مكاتب الصرافات والأصدقاء الذين لديهم حسابات في البنوك القطرية للحصول على الشيكات المصرفية.
وذكر عدد من المكتتبين الخليجيين لـ "لاقتصادية" أن عمليات الاكتتاب والتنظيم كانا جيدين. وقال بسام فهد العجمي - كويتي يعمل موظفا - إن شريحة كبيرة من الكويتيين لم تحضر بعد بسبب وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت وإغلاق البنوك ومؤسسات الدولة لمدة ثلاثة أيام.
وأفاد أن الكويت شهدت خلال الفترة الماضية عمليات شراء كثيفة لجوازات السفر، حيث بلغ سعر الحصول على الجواز الواحد قبل الاكتتاب 50 دينارا تضاعف حاليا إلى 100 دينار.
من جانبه أكد مكتتب إماراتي فضل عدم نشر اسمه أن شريحة كبيرة من الخليجيين اشتروا جوازات سفر للاستفادة منها لزيادة حصتهم من اكتتاب الأسهم وتقوية مراكزهم في عمليات التخصيص، مشيرا إلى أن ما يعزز الإقبال على الاكتتاب كون المصرف إسلاميا.
وذكر غليفص العجمي رجل أعمال كويتي أن القطريين استفادوا جيدا من سلبيات الاكتتاب في شركة دانة غاز الإماراتية، حيث لم تكن الشروط واضحة لدى البنوك التي كانت تعتمد على الاجتهادات الشخصية, إضافة إلى تعدد وثائق الاكتتاب والشروط وتعقدها.
وانعكس إقبال السعوديين المبكر على الاكتتاب في بنك الريان على حجوزات الطيران المتجهة إلى الدوحة التي أغلقت على أثرها الخطوط السعودية والقطرية طلبات الحجز حتى نهاية الشهر الجاري الذي يصادف انتهاء موعد الاكتتاب. وأكدت لـ "الاقتصادية" مصادر مطلعة في الخطوط السعودية أن مقاعد الرحلات المتجهة إلى قطر تم حجزها تماما حتى نهاية هذا الشهر، ولم تستبعد مصادر "السعودية" تسيير رحلات إضافية في ظل الإقبال المتزايد.
من جانبه أفاد أحمد الإدريسي مدير عام الخطوط القطرية في السعودية "الاقتصادية" أن الضغط على الدوحة توافق مع عودة الحجاج القطريين إلى ديارهم وبعض السعوديين الراغبين في الاكتتاب في بنك الريان، مشيرا إلى أن معدل الرحلات الأسبوعية من المطارات السعودية إلى مطار الدوحة يبلغ خمس رحلات من مطار الملك عبد العزيز في جدة وثلاث رحلات من مطار الملك خالد الدولي في الرياض وسبع رحلات من مطار الملك فهد في المنطقة الشرقية.
وفي الأحساء كشفت جولة ميدانية لـ "الاقتصادية" في جمرك سلوى أمس إقبالا كبيرا في الفترة الصباحية من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي عامة. وأبان صالح المضحي أحد ملاك محطات النفط الواقعة على طريق قطر أن هناك أعدادا كبيرة من المواطنين تم تزويد مركباتهم بالوقود، مشيرا إلى أنه تم تزويد المحطة بكميات كبيرة من البنزين مع وجود الاحتياط وتزويد المركز الغذائي بالمواد الغذائية ومستلزمات السفر تحسبا للإقبال الكبير المتوقع