الى محبي الشيخ المغامسي

[شعله الامل]

السلام عليكم لقد احضرت لكم تفريغ لبرنامج البشاره والنذاره للشيخ المغامسي الذي كان يعرض في اذاعه القران في شهر رمضان
"برنامج البشارة والنذارة في القرآن الكريم"
الحلقة الرابعة
فهد السنيدي : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
أيها الإخوة والأخوات : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم إلى حلقة جديدة في برنامجكم : ( البشارة والنذارة في القرآن ) في بداية حلقتنا نرحب بضيف البرنامج فضيلة الشيخ : صالح بن عواد المغامسي . فأهلا ومرحبا بكم ياشيخ ..
الشيخ صالح المغامسي : حياكم الله الأستاذ فهد وحيا الله الإخوة المستمعين.
فهد السنيدي : ننصت أيها الإخوة والأخوات إلى الآية الخاصة بهذه الحلقة , وحلقتنا هذا اليوم عن النذارة والآية المختارة من سورة محمد الآية الثامنة عشرة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ * فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ {(سورة محمد: 18-19)
فهد السنيدي : أهلا بكم مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات شيخ أنصتنا إلى قول الله تبارك وتعالى :{ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ { (سورة محمد: 18) هذه في الإنذار بالساعة , ونحن نقول في مثل هذه الآيات أنها للإنذار بالساعة وليست للبشارة بالساعة لأن الساعة لا يبشر بها وإنما ينذر بها فقط الشيخ صالح : الساعة تقع على ثلاث معاني:
- تقع على موت الإنسان نفسه فكل من مات فقد قامت قيامته وحلت ساعته.
- وتقع على الوقت الذي يأذن الله فيه أن يفنى العالم ويضطرب وينتهي.
- وتقع كذلك على البعث والنشور.
فهذه أحوال ثلاثة جاء في القرآن والسنة عموما لفظ الساعة فيها وهي غيب لا يعلمه إلا الله , ولهذا قال جبريل لنبينا صلى الله عليه وسلم لما قال له : (أخبرني عن الساعة ؟) قال : (مالمسؤول عنها بأعلم من السائل) أي : أن علمي وعلمك في الساعة سواء والله يقول : } يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً { (سورة الأعراف: 187) الآية التي بين أيدينا هنا قال الله عز وجل فيها :} فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا { هذه :} فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا { : تحتمل معنيين :
- إما يكون الحديث عن أشراط وقعت.
- أو أن يكون الحديث عن أشراط دنت وقربت وهي لتحقق وقوعها عُبِّر عنها كأنه وقعت.
الذي يعنينا نحن هنا ونحن نتدارس القرآن أن نعلم أن أشراط الساعة الكبرى تنقسم إلى قسمين :
- قسم لم يرد في القرآن البتة رغم اتفاق الأمة على أنه علامة كبرى وهذا ظاهر وهو (الدجال)
فهد السنيدي : لم يرد في القرآن , مع الاتفاق
الشيخ صالح : لم يرد البتة مع الاتفاق على أنه علامة كبرى طبعا عند من يُعتد بقوله فالدجال نطقت به أحاديث كثيرة لكنه لم يأت له ذكر في القرآن البتة , وهو من أعظم علامات الساعة وأُخر من علامات الساعة صرّح القرآن به وآخر من علامات الساعة التصريح به في القرآن أظهر من التلميح يعني القول بأن القرآن صرّح به أشد من القول بأنه تلميح , والأول قلنا صرّح القرآن به فمما صرح القرآن به :
خروج (يأجوج ومأجوج) قال الله جل وعلا : } حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ {(سورة الأنبياء: 96) ثم قال : } وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ { , و : } الْوَعْدُ الْحَقُّ { : أي قيام الساعة إذا هذا علامة وشرط نص القرآن عليه وجاءت به السنة ,فاتفق الوحيان القرآن والسنة على النطق به هذا (يأجوج ومأجوج)
الثاني من نفس الأول : مما دلّ القرآن وصرح به (الدابة) , فإن الله قال : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ {(سورة النمل: 82) فـ :} وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ { إشعار بدنو قرب الساعة , و : } أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً { صريح في أن الدابة من علامات الساعة وقد جاءت بهذا الأحاديث إذا هذان ما ذكرناه (يأجوج ومأجوج والدابة) صرّح القرآن بهما
- هناك من علامات الساعة الكبرى ما نقول إن القرآن صرّح به إلى حد كبير والسنة حسمت يعني بينت ما يمكن أن يقال شيء من الإبهام , فالله جل وعلا يقول :{ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً {سورة الأنعام (158) فقوله الله جل وعلا : } بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ { ليس فيه تصريح صريح بيّن ظاهر إنه (طلوع الشمس من مغربها)لكن نطقت بذلك الأحاديث , أن نفسا لا ينفعها إيمانها إذا طلعت الشمس من مغربها فحمل جمهور العلماء معنى قول الله جل وعلا : } بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ {على قوله صلى الله عليه وسلم أنه طلوع الشمس من مغربها
الثاني : (نزول عيسى بن مريم) , فنزول عيسى بن مريم من هذا القسم (فعيسى بن مريم) نزوله ثابت في السنة , والله جل وعلا قال : } وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ { (سورة الزخرف: من الآية 61) وفي قراءة : } وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ { , فإنه } لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ { أو } لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ {هذا ظاهره التصريح بأن عيسى عليه السلام من أمارات الساعة ,وأظهر منه قول الله جل وعلا في سورة النساء :{ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ { فقوله جل وعلا : } إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ {(سورة النساء: من الآية 159) دليل على أنه سينزل في آخر الزمان لكن ليس التصريح فيها بين كالتصريح في الأوَّلَين والعلم عند الله.
هذا الذي يقول الله جل وعلا هنا :} فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا { ,ثم قال يخاطب من عتا وتجبر , قال : } فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ { , وهذا أسلوب استفهام ,المقصود : كيف تكون لهم الموعظة ؟ كيف يكون لهم الانتفاع ؟كيف يكون منهم التعبد والتذكر ؟ إذا كانت الساعة قد جاءت بغتة , يعني إذا حلت بغتة وهي كذلك , فإنه لا يمكن لهم حينها أن ينتفعوا بشيء مع أن الساعة كما قلنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما عَلِم أن هذا غيبا لن يطلع عليه أحد حث الأمة على العمل , وقال عليه الصلاة والسلام لما قال له : ( متى الساعة ؟ , قال : ما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام ولكني أحب الله ورسوله , قال : أنت مع من أحببت ) فقوله عليه الصلاة والسلام : (ما أعددت لها ؟) , يضع لنا المنهاج كيف يستعد الإنسان للساعة وإلا هي إذا حلت هو اضطراب كون وحدث عظيم وخطب جسيم , مازال الناس يترقبونه عبر التاريخ وقد قال عليه الصلاة والسلام فيما دلت عليه الأحاديث : (إنه لا يكون إلا يوم جمعة) مع أنه يكون في يوم جمعة فالله سماه بغتة , وتدري أن الإنسان أحيانا حتى ما يملكه من علم قد لا ينتفع به بمعنى أنه قد يغيب عنه أنه يوم جمعة ينسى أنه يوم جمعة , لأنه إذا أراد الله أن يُمضي شيئا ضرب على أفهام الناس حتى لا يحول أحد بينه وبين قدره لأنه لا يستطيع أحد أن يحول بينه وبين قدر الله تبارك وتعالى.
فهد السنيدي : لكن في بعض النصوص : } أَكَادُ أُخْفِيهَا { (سورة طه: 15) مثل في سورة طه , ما المراد بالإخفاء هنا ؟
الشيخ صالح : التعبير القرآني هنا بليغ , لأنها لم تخفى بالمرة ولم تظهر بالمرة ظهرت بعض علاماتها فالساعة كأمر نفقه علاماتها لكن لا نعلم متى تكون ولهذا قال الله جل وعلا : } أَكَادُ أُخْفِيهَا {فلا أنا بالذي أظهرتها بالكلية ولا أنا بالذي أخفيتها بالكلية , لأنه لو أخفاها الله بالكلية لما جعل لها علامات لكن العلامات مؤذنة بقربها , طبعا كما لا يخفى هناك علامات قبل حصلت ووقعت :كبعثته صلى الله عليه وسلم (بعثت أنا والساعة كهاتين) الأشراط التي ذكرناها القرآن نطق بها إذا أراد الإنسان أن يفصل فيها مثلا : (يأجوج ومأجوج) :معلوم أنهم يقول العلماء أنهم من نسل (يافث بن نوح) ويقولون أنهم في سد الآن موجودون لا يعلمهم إلا الله تبارك وتعالى , والقرآن والسنة دلّا على أن (يأجوج ومأجوج) :كانوا موجودين قبل البعثة , وموجودون أثناء البعثة , وموجودون آخر الزمان قال جل وعلا كونهم موجودين قبل البعثة قال :{ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ {(سورة الكهف: من الآية 94) فهذا كلام في غابر الأزمان قبل بعثته صلى الله عليه وسلم , دليل وجودهم في الزمن الأول دليل وجودهم في زمنه قال : ( ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج) هو يقول فتح اليوم أي في زمنه صلى الله عليه وسلم دليل وجودهم في آخر الزمان الآية التي بين أيدينا : } حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ {(سورة الأنبياء: 96) والأحاديث الواردة في نفس الباب .
(الدابة) :لا نعرف كُنهها , ورد عن ابن عمر آثار بعض العلماء يرى أن فيها قوة , أنها تخرج من عند الصفا لكن الذي نقطع به أنها تَسِمُ الناس على خراطيمهم وهذا معنى قول الله جل :{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ { (سورة النمل: من الآية 82) ثمت أشراط نزول عيسى بن مريم هذا ينزل في آخر الزمان
فهد السنيدي : المهدي
الشيخ صالح : المهدي قبل عيسى , أجلى الجبهة أقنى الأنف من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (محمد)
فهد السنيدي: متفق على الترتيب , عفوا شيخ , أو على الأقل المتفق عليه , هذه الكبرى
الشيخ صالح : المتفق عليه الكبرى بالترتيب : المهدي ثم الدجال ثم نزول عيسى بن مريم
فهد السنيدي : عيسى يقتل الدجال
الشيخ صالح : عيسى يقتل الدجال ثم خروج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى ثم الدابة أو الشمس لا نجزم أيهما أول
ثم هدم الكعبة
فهد السنيدي : لكن إذا خرجت الشمس انتهى الإيمان والكفر
الشيخ صالح : انتفى الإيمان والكفر{لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً {(سورة الأنعام: من الآية 158) هدم الكعبة على يد ذي السويقتين من أرض الحبشة , رفع القرآن في ليلة ,طي وشي الإسلام , هذه كلها وردت لكن الترتيب فيها معضل قليلا لكن : المهدي , عيسى , الدجال ,يأجوج ومأجوج , هذه ظاهرة بينة يجزم بها
فهد السنيدي : الريح التي تأخذ أرواح المؤمنين إذا تكون بعد الشمس جزما لأنه لم يبقى مؤمن
الشيخ صالح : نعم جزما لأنه لم يبقى مؤمن , وهذه بعد موت عيسى عليه السلام , بعد طلوع الشمس لكن تبقى ترى فيها شيء من الغيبيات غير واضح حتى يعرف العجز البشري في فهم النصوص وحتى يبقى للغيب هيبته لأن الغيب إذا كان يمكن تفصيله والجزم به وترتيبه كما يقع من بعض الناس اجتهادا هذا لم يعد غيبا , وعَظَمَتُ الغيب في أنه ثقيل على العقل يعجز عنه ,حتى يعرف الإنسان ضعفه ويسلم أمره لربه
فهد السنيدي : أيضا في إشكالية عند البعض يا شيخ إذا أذنتم أنهم البعض ينظر إلى الأخبار الغيبية هي أخبار يعني يقيسها في نصوص الشرع مثل نصوص الأوامر والنواهي وهذا خطأ فادح يعني الآن عندما يأتي الإخبار بأن المسلمين سيقاتلون اليهود تجد أن البعض يعلق على هذا الأمر شيء هل هذا مستساغ ؟
الشيخ صالح : هذا غير مستساغ أبدا , لأن الإخبار شيء كما قلتم والأوامر والنهي شيء آخر مثلا يعني بداهة : أخبرنا الله أننا سنموت} إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ {(سورة الزمر: 30) لا يعني هذا أن يطلب الإنسان الموت !! لا يعني أن يطلب الإنسان الموت مع علمه أن الموت حاصل حاصل فالغيب لا يُستجلب سيأتي في وقته
فهد السنيدي : ولا يُعلق عليه
الشيخ صالح : ولا يُعلق عليه , إنما نؤمن أنه سيكون , يدفعنا للعمل , يدفعنا للسعي المبني على منهج حق لا المبني على عقول تسبح في الخيال وتبني قصورا على الرمال هذا غير معقول , وهذا وقع فيه الكثير منا للأسف.
فهد السنيدي : الله المستعان جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم أيها الإخوة والأخوات بهذا نصل وإياكم إلى ختام هذه الحلقة في البشارة و النذارة في القرآن الكريم نلقاكم بإذن الله في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[شوووق]

حلقة رائعة ومميزة من شيخنا الفاضل الشيخ صالح

وأستاذنا فهد السنيدي ..

الله يجزي من فرغها الجنة ..

والله يجزاك الفردوس الاعلى على الموضوع

الرائع ياشعلة الامل ..

تحياتي لك ..

[عديل الروح]