عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2008, 11:50 AM   #1

الـمـهـاجـر
عيوني مثابر
 
الصورة الرمزية الـمـهـاجـر

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 2683
التسِجيلٌ : Feb 2008
مشَارَڪاتْي : 1,849
 نُقآطِيْ » الـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond reputeالـمـهـاجـر has a reputation beyond repute
أضرار ضرب الاطفال ( على الرأس)

أخذت قضية ضرب الأولاد تنال قسطا وافرا من الاهتمام خلال السنوات الأخيرة، سواء على الصعيد الدولي أو على النطاق المحدود من قبل الدارسين والباحثين، خاصة مع تزايد عدد الأطفال المصابين في المستشفيات نتيجة لاستخدام العنف معهم، حيث ذكرت الدكتور منيرة بنت عبد الرحمن آل سعود في دراسة علمية أعدتها عن "إيذاء الأطفال" أن أكثر حالات الإيذاء التي يتعامل معها الممارسون المهنيون في المستشفيات هي حالات الإيذاء البدني، كما أثبتت الدراسة أن غالبية حالات الأطفال المتعرضين للإيذاء قد وقع عليهم الإيذاء من قبل أحد الوالدين".

إساءة الأبوين في العقوبة يحدث مشاكل عديدة

وهذا يستدعي وقفة تأمل تجاه هذه القضية، ونحن لا ننكر أن من حق الأب والأم أن يؤدبا الولد إذا عصى أو أساء الأدب، وقد ذكرنا في مقال سابق الحدود والضوابط والقواعد التي وضعتها الشريعة الإسلامية في ضرب الأبناء لتأديبهم وإصلاحهم، لكن وبالرغم من تلك الضوابط الشرعية والنصائح التربوية، فإن الملاحظ أن بعض الآباء والأمهات قد يسيء جدا في استخدام هذه الوسيلة، كأن يضرب على الوجه أو الرأس، أو الضرب بالعصا والحزام والأسلاك، أو حمل الولد وإلقائه على الأرض، أو الإمساك به وضربه في الجدار، وكل هذه الأساليب وغيرها يترتب عليها أثار سيئة خطيرة، فقد تترك أثارا جسدية وكدمات، أو بعض الكسور التي قد تحدث نتيجة لارتطام الطفل بالجدار أو الأرض، هذا ناهيك عن الأضرار النفسية التي تحدث نتيجة لهذا الضرب غير الموجه، وهذا ينافي الغرض الذي من أجله شرع الضرب في الإسلام، ويتحول بذلك إلى سلبيات وتبعات وأضرار حذر منها الإسلام ورفضها، وهذا بالطبع يجرنا إلى سؤال هام وهو: ماذا لو تم إلحاق الأذى بالأطفال نتيجة لتجاوز الحد في عقابهم؟ وهل تلحق بالآباء جناية نتيجة لهذا التجاوز؟ وهل يلزمهم عقوبة معينة أو غرامة مالية أو نحو ذلك؟

الاعتدال في التأديب وعدم التجاوز يعفي الوالد من المسؤولية

يرى الدكتور جمال شعبان حسين (عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الأزهر) أنه إذا تحقق من الأب الالتزام بالقواعد الشرعية في الضرب، وتدرج في تأديب ولده فلا مسؤولية عليه، حتى وإن تأثر الولد وأصيب بجرح أو غيره ما دامت الغاية من الضرب التأديب والتهذيب وإصلاح حال الصغير، أما إذا استهدف الأب بفعل الضرب الانتقام من الولد أو ذويه أو دفعه إلى منكر، أو تجاوز القواعد الشرعية، فإنه حينئذ تقوم المسؤولية الجنائية كاملة عن هذا الفعل تجاه الأب مثله مثل غيره.

وهذا ما يؤكده الدكتور جمال شهاب (عضو الهيئة القضائية بمصر) الذي يرى أن الأب إذا أدب ولده في حدود القواعد والضوابط الشرعية وحصل أذى للولد فإنه في هذه الحالة لا ضمان عليه، فإذا تجاوز القواعد المعروفة في التأديب، والتي حددتها الشريعة والقانون، وأدى ذلك إلى إصابة الولد في جسده، ففي هذه الحالة يتحول الأمر إلى جريمة عامة تتولاها نيابة الحق العام، وتنظر فيها باعتبارها قضية حق عام، ولها بعد ذلك رفع القضية إلى القضاء، حيث يحق للقاضي في هذه الحالة توقيع ما يراه مناسبا، فقد يوقع عقوبة، وقد لا يوقع العقوبة، ويمكن أن يقرر عقوبة مع وقف التنفيذ، بحسب الحالة التي أمامه وملابساتها وما يحيط بها.
أما التعويض فهو موضوع آخر، ولا يمكن إصدار حكم عام يشمل جميع القضايا، بل ينظر في كل قضية على حده، والذي يتولى ذلك النيابة العامة، فقد تنتظر حتى يتم إنهاء قضية التجريم، وبعد ذلك تقوم برفع قضية التعويض، وقد ترفع القضية مباشرة، والحكم فيها أيضا راجع إلى القاضي و ما يراه من ملابسات القضية.

ضمان الأب وعقوبته تكون بغير القصاص

ويبين الشيخ الدكتور إبراهيم الخضيري (القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض) بأنه لا ضمان على الأب إذا أدب ولده، بشرط ألا يسرف في التأديب، ويزيد على ما يحصل به المقصود، فإذا أسرف في التأديب كان متعديا، والحاكم عليه أن يضمنه، وخصوصا إذا أحدث تلفا بالجسم أو جروحا، أو زيادة عن الحد المعهود عادة، لكن يكون ذلك بغير القصاص، لأن القاعدة الشرعية أن ما كان سببا في الإيلاد لا يجعله الله سببا في الإتلاف.

لا بد من مراعاة القاضي لظروف الحالة التي أمامه

ويرى الدكتور بيومي محمد البيومي (القاضي بالمحاكم المصرية ونائب رئيس مجلس الدولة المصري) أن الضرر المفضي إلى عاهة أو جرح، سواء كانت العاهة مستديمة أو غير مستديمة، فهو مجرم قانونا، ويعاقب عليه القانون، والأب في هذه الحالة حكمه حكم الشخص العادي، فكون الضارب أبا والمضروب ابنا لا يرفع صفة التجريم عن الفعل، ولكن القاضي فيه هذه الحالة يقدر ظروف الحالة المعروضة أمامه حفظا للأرحام ومراعاة لظروف الأب الذي قد يتأثر بما حدث لولده من جراء الضرب، فيقدر القاضي ظروفا مخففة، وخاصة إذا كان الأب لم يتعمد إحداث العاهة أو الجرح بولده، ففي هذه الحالة يحكم القاضي بوقف تنفيذ العقوبة أو يحكم بعقوبة مخففة حسب الظروف والأحوال.

تجاوز الحد في التأديب له آثار نفسية خطيرة

هذا ولا يقتصر تجاوز الحد في الضرب على مخالفة الشريعة الإسلامية، بل إن له آثارا نفسية ضارة، فحوادث العنف التي يرتكبها الكبار ضد الأطفال مهما كانت صغيرة فإنها تترك أثرا نفسيا عميقا يتراكم مع استمرار الاعتداء بالضرب على الطفل، خاصة إذا كان الضرب على الوجه، حيث إن مثل هذا الضرب يدخل الأطفال في غضب عاطفي هائل يجعلهم غير قادرين على تعلم دروس الكبار والاستفادة منها، مع الجرح العميق الذي تتركه مثل هذه الضربات
ولعل ذكر بعض الآثار يعطي الآباء تصورا لما يمكن أن يحدثه العنف مع الأطفال، وأول ذلك فقدان الثقة:
إن كثرة الاعتداء بالضرب، خاصة على الوجه، على الطفل يفقده الثقة في أبويه، ويحدث تآكلا في حبه لهم، فالطفل الذي يضرب بانتظام، لا يستطيع أن يعتبر الأبوين مصدر حب وحماية وأمن وراحة، وهي العناصر الحيوية للنمو الصحي لكل طفل.
تعلم الخداع والكذب
نظرا لأن بعض الآباء قد يضربون أبناءهم، أو لا يضربونهم إطلاقا ولكنهم يهددون بالضرب باستمرار وبفعل أشياء أكثر عنفا مثل قولهم (لو ما قفلتش أو إذا ما سكتش هاقص لسانك بالمقص) فإنه وإن كانوا يجدون سهولة في السيطرة على أبنائهم لكون الطفل يستجيب خوفا من التهديدات، إلا أن مثل هذه التصرفات تعلم الأطفال كيفية الخداع والكذب لكي يفلتوا من مثل هذا العقاب المرعب الذي ينتظرهم، وفي النهاية عندما يدركون أن هذا التهديد واهن ولن يحدث، فإنه يتكون لديهم مفهوم عميق بأن الكبار، وخاصة من يوثق فيهم، كذابون مخادعون.
وتبين الدكتورة منيرة بنت عبد الرحمن آل سعود أن الدراسات التي أجراها الباحثون على مدى العقود السابقة تبين بشكل عام أن هناك علاقة بين الأذى الذي يلحق بالأطفال وبين ضعف الوظائف الإدراكية والمعرفية، وذلك راجع إلى إصابات الرأس، والتي ينتج عنها حدوث إصابات في الدماغ، مما يؤثر على قدرات الطفل العقلية.
وتضيف الدكتور منيرة أن لأنواع إيذاء الأطفال تأثير نفسي عليهم، فقد تؤثر على نموهم أو توافقهم العاطفي والاجتماعي والسلوكي، ومثل هذه التأثيرات قد تكون قصيرة أو طويلة الأجل وذلك بحسب شدتها وتكرارها.
ولوحظ أن كثيرا من الأطفال الذين يؤذون من قبل والديهم يفتقدون الدفء والمحبة والعاطفة التي يشعر بها نظراؤهم الذين لم يتعرضوا لمثل هذه الأمور، بالإضافة إلى تعطيل تطور ونمو العلاقة الحميمية والمودة بين الوالدين وأطفالهم.
وتذكر الدكتور منيرة أن بعض الدارسين توصلوا إلى أن العقاب الشديد للطفل يعد أحد العوامل المسببة لزيادة السلوك العدواني لديه، حيث يحاكي الطفل في كثير من الأحيان ما يتعرض له من العدوان والعقاب الشديد ويمارسه في تعامله مع الآخرين.
الـمـهـاجـر غير متصل   رد مع اقتباس