عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2014, 10:22 AM   #1

ماجد محمدالخزيم
عيوني مبدع

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 13453
التسِجيلٌ : Feb 2014
مشَارَڪاتْي : 60
 نُقآطِيْ » ماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant futureماجد محمدالخزيم has a brilliant future
افتراضي كيف يساهم المعلم في حماية تلاميذه من الأفكار المنحرفة؟

كيف يساهم المعلم في حماية تلاميذه من الأفكار المنحرفة؟

(الحلقة الأولى)

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا علمنا أنَّ من فِتَن آخرِ الزمان: غلبةَ الجهلِ وكثافة الشبهات وضعف الفقه وقلة العلماء وتفرُّق المسلمين وعودة الإسلام غريبا كما بدأ، وأنَّ العجلة والطيش وغلبة العاطفة من صفات الشباب، وأنَّ وسائل الإعلام والتواصل قد تنوعت وانفتح عليها الناسُ انفتاحا كبيرا: أدركنا شدة حاجتنا إلى تحصين شبابنا بالعقيدة الراسخة والعلم النافع والبيئة الصالحة... ضد أفكار الغلو والجفاء، وأنَّ التهوين من خطر «الأفكار الوافدة» والتخذيل عن نصح أبنائنا والسعي في حمايتهم جهلٌ وخَوَر!.

فكيف نربي شبابنا على السنَّة ونردُّ عنهم صائلَ الشبهات؟

لا بدَّ أنْ ندرك حجم الخطرِ ومكامنه، ونعرف العلاج ووسائلَه. وهذه وقفاتٌ أرى أهميَّتها في هذا الباب:

1-نبَّه بعض العلماء على أنَّ «المقدّمات الفاسدة» هي أصل الضلال. لأنَّ المقدمات الفاسدة تولّد أفكارا فاسدة.
فإننا إن تركنا شبابنا يتلقفون الأفكار من كل جانب، دون أن يبنوا أنفَسهم بالعقيدة، وجدناهم ينطلقون إلى أهواء مختلفة يكونون بعدها شِيَعًا متفرّقين.

2- ومن أسباب نشوءِ تلك المقدمات الفكرية الفاسدة: إرخاء السمع للشبهات، قال تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 41] قال العلامة ابن القيِّم رحمه الله: «يدلُّ على أنَّ العبْدَ إذا اعتادَ سمَاعَ الباطل وقبولِه؛ أكسَبَه ذلك تحريفًا للحقِّ عن مواضعه، فإنَّه إذا قَبِلَ الباطل أحبَّه ورضيَه، فإذا جاء الحقٌّ بخلافه ردَّه وكذَّبَه إنْ قدر على ذلك؛ وإلا حرَّفَه».[إغاثة اللهفان: 1/ 118، ط: دار ابن الجوزي].

3- ومن آثارِ الاستماع للشبهات ومختلف الآراء المذمومة: «فتنة الرأي» التي فَشَت كثيرا بين طوائف من الشباب، وبها أعرضوا عن الحقائق وسخروا بأهل العلم، ووقعوا بسببها في «بطر الحق، وغمط الناس».

والرأي الباطل: جهلٌ. قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله: «الرأي المخالف للسنة جهلٌ لا علم، فصاحبه ممن اتبع هواه بغير علم». [قاعدة في المحبَّة: 37، ط: عالم الكتب].

وإنَّ القلبَ إن عرِيَ عن العلم بالسنة، وانغمس في الشبهات أدركه العطب.

4-ومن مصادر تلك الشبهات: الكتب المشتملة على البدع، فإنَّ كثيرا من المدرسين يُغرون طلابهم بالقراءة دون التنبيه على خطورة الكتب البدعيَّة فإنّها تبني البدع وأصول الضلال في قلوبِ أبنائنا. قال ابن مفلح رحمه الله: «ويحرمُ النظرُ فيما يُخشى منه الضلالُ والوقوع في الشكّ والشبهة» [الآداب الشرعيّة: 1/ 219، ط: مؤسسة الرسالة].وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله: «ويرون (يعني أئمة السلف) صونَ آذانهم عن سماعِ أباطيلهم (يعني أهل الأهواء) التي إذا مرّتْ بالآذان، وقرَّتْ في القلوبِ ضرّتْ، وجرَّتْ إليها من الوساوس والخطراتِ ما جرَّتْ» [عقيدة السلف وأصحاب الحديث: 298 – 299، ط: دار العاصمة].






5-ومنها: الأئمة المُضلُّون الذين يغترُّ الناسُ ببعض علومهم، أو بزخرف قولهم، أو بعبادتهم، فيتابعونهم على ضلالاتهم. ويكثر في الناس تركُ الحق الظاهر والحجة الساطعة تعلّقا بمتبوعٍ خالف الدليل.

وفي جامع الترمذي (2229) عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «إنَّما أخاف على أمتي أئمةً مضلين»، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قال عمر رضي الله عنه: «ثلاثٌ يهدمن الدين: زلّة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون» [انظر: تحريم النظر في كتب أهل الكلام، لابن قدامة: 69، ط: عالم الكتب].

وقال ابن القيم رحمه الله: «وأمَّا العابد الجاهل فآفته من إعراضه عن العلم وأحكامه وغلبة خياله ووجده وما تهواه نفسُه» [الفوائد: 149، ط: المجمع]

ولقد كثر في هذا العصر: اتباع الرؤوس الجهّال الذين يزخرفون القول ويخالفون صريح السنة وفهمَ الراسخين في العلم. وبكثرتهم كثرت الفتن، واشتد التفرق. فتجد كثيرا من الناس إذا نزلت بالمسلمين نازلة ذهب ينشر رأي الكاتب الفلاني والواعظ العلاني وينصرفون عن توجيهات العلماء الراسخين!

وقد ساعد على ذلك أمور عديدة منها: الورع البارد عن التحذير من الدخلاء المتعالمين والمدسوسين الماكرين، فتلاعب أهل الجهل والأهواء بعقول الكثير من الناس وقلبوا أفهامهم، والله المستعان!

فعرِّفْ تلاميذَكَ -أيها المربي- بأهل العلم المعتبرين فعلا، واذكر لهم سماتهم، وعلّمهم الموقف الصحيح من زلَّة العالم، وأنَّ العبرة بما وافق الدليل، وصِفْ لهم صفاتِ أهل التعالم ونبئهم بأن ليس كل من تصدّر لوعظ الناس وتوجيههم صار أهلا للفتيا والفصل في قضايا الأمة، وأنَّ من أعلن الخطأ أعلن العالمون عليه النكير. قال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله: «جاء الأمر بإعلان الإنكار على المجاهرين من الفسّاق، ولو كان مسلما» [عيون الرسائل: 2/ 934، ط: مكتبة الرشد]. قال ابن مفلح رحمه الله: «احتجَّ البخاري على غيبة أهلِ الفساد وأهل الريب بقوله عليه الصلاة والسلام في عيينة بن حصن لمّا استأذن عليه: «بئسَ أخو العشيرة»...[الآداب الشرعيَّة: 1/ 261، ط: مؤسسة الرسالة]. وقال النووي رحمه الله في [رياض الصالحين: 403، 404، ط: دار السلام]: «باب ما يباح من الغيبة»، وذكر ستة أشياء منها: «أن يكون مجاهرًا بفسقه أو بدعتِه». وفي البابِ فوائد وتنبيهات نافعة، فراجعْها إن شئتَ.

6- أصحاب السوء، فما أسوأ أثرهم على من يُجالسهم! فإن كانوا عصاة أشركوا جليسهم في عصيانهم، وإن ابتدعوا في الدين زيَّنوا له بدعتهم، وإن استنكرتْ نفسُه شيئا مما يقترفون اعتادتْ عليه ولانَتْ!

أخرج الترميذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرَّجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» (2378) قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريب.

ومن يتصفَّح كتب الآثار وشرح اعتقاد السلف يجد شدَّةَ تحذير السلف الصالح من مؤاخاة أهل البدع ومجالسة الموبوئين.


(وللحديث صلة بإذن الله...)

كتبه: ناصر بن عبد الله بن ناصر الخزيم
11 / 11 / 1435هـ
ماجد محمدالخزيم غير متصل   رد مع اقتباس