عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2012, 05:14 AM   #36

عَبقْ
alkap ~
 
الصورة الرمزية عَبقْ

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 10731
التسِجيلٌ : Aug 2011
مشَارَڪاتْي : 3,667
مُڪإني : مآفِي مَعلوم :/
الُجٍنس :
دًولتّيَ : دولتي Saudi Arabia
مُزَأجِيِ : مزاجي
 نُقآطِيْ » عَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» اشجع naser
мч ѕмѕ ~
{ الّلَّهُم اجعَلْ هَمّيِ الآخِرَة }
041









بلغني أيُّها المَلِكُ السَّعِيد , ذو الرّأي السَّديد ,والعَقـلِ الرَّشِـيد ,
أنَّ أبا سامِرَة دَخَلَ البيت يسـبقه صوته بالتهليل والتحميد والاسـتغفار
بعـد صلاة التراويح والدعوات في القـنوت ، وقعـد في المجلس المهيأ في الصالة كالعادة ،
وشـدّته صورة الحرم المكي في التلفاز حيث تقام صلاة التراويح هـناك ،
فأمعـن في الإصغاء والمشاهـدة ريثما يأتي العيال ويكتمل حضورهم كالعادة ..
وما هي إلا دقائق حتى اكتمل العقـد وكانوا على شـغف لما سـوف يتحفهم به أبوهم
إذ أنه لم يقل لهم في الليلة الماضية ما في جعبته هذه الليلة..

وكان كل فردٍ منهم كبيرهم وصغيرهم يبتدر أباه بالسلام أو بالدعاء بخير المساء حين تطأ رجله بسـاط الجلسـة ..
حـيث سـبق أنْ علمهم أداب القـدوم والجلوس والحـديث والإسـتماع ..

قال الأب : كيف حالكم مع الصيام اليوم ؟ .
فرد الجميع : كلنا بخير وعون وفضل من الله ..
قالت سـامرة : هاااه يا أبي أنك لم تخبرنا في الليلة الفائتة ما سـتقصه علينا هذه الليلة ؟؟
. قال : نسـيت ونسيتم . فضـحك الجميع .
ثم أردف قائلاً : إنكم لا تدرون ما سأقول لكم ؟

قالوا جميعاً لا !! .
قال الأب : إذاً ما الفائدة من اجـتماعكم هـنا .. لأنكم لا تعلمون ماذا سأقول لكم !! .
فساد صمت تتخـلله ابتسامات ، ونظرات ، وتعجـب !! .
فقطع الأب صمتهم وقال : هاااه !! .. أما زلتم على موقفكم ؟ .
فتطاولت الأصوات وتصافعت قريب السـقف ثم تهادت إلى أصحابها بعد ما أظهرت تباينها واختلافها مع بعضها ..

فقسـمٌ يقول : بل نعـلم ما تقول يا أبانا ،
وقسمٌ مصرٌ على موقِفِهِ السابق أنهم لا يعلمون ما سـيقول لهم هذه الليلة ،
وقسـمٌ ثالث فضّل الصمت ..

قال الأب : اتـفقوا على رأي ثم أخبروني حالاً .
وبعد هُـنيهة من الوقت قالوا بصوت واحـد : نعـم نعـم يا أبانا إننا نعلم ما سـتقوله لنا الليلة .
قال الأب : أحـسـنتم أحسـنتم .. إذاً فـليخبرنا أحـدكم بما سـأقوله لكم .
فعاد الصمت والتعـجب والنظرات ..
فوقفت إحدى الحـفيدات - وكانت على قدر من الذكاء - ..
ثم قالت : أنا أدري بأنك تدري بأننا لا ندري ..
فقال : صـدقت ِ يابنيتي.. ما أذكاك وما أفصـحـك ِ..
إنني ابتدأت حديث هـذه الليلة بما ابتدأته به لأدخل الحيوية والنشاط في نفوسـكم .

فـتـنفس الجميع تـنفس المثقـلون من حمل ، وراجت الابتسامات وتُبُودِل ضرب الأكف .
فشاركهم أبوهم الأبتسامات .. ثم أديرت القهوة فقــُدم للأب فنجال القهوة فألحقه بآخر ثم ألحقه بثالث ثم هـز الفنجال معلناً اكتفاءه ،
والعيال أيضاً تناول بعضهم العصير والبعض الآخر الماء وتناول الشاي آخرون ..

وبعد ترديد الاسـتغفار والحوقـلة قال :
في هذه الليلة سـأتحدث لكم عن بعـض العادات الطـيبة والمحمودة التي كان عليها الناس في بلدتنا هذي .. فأيش رأيكم يا عيالي ؟؟؟؟ .
قالوا جميعاً : أنعم بتلك العادات الإسلامية الطيبة فأرْوِنا من نهلها الصافي ، وأطعمنا ما لذ ّ وطاب مما في أوعيتها ..
قال : سـأخص بالذكر بعض العادات في شـهر رمضان في كل عام ..
.. كان الناس كلهم جيران في هذه البلدة لا فرق بين غني وفقير ، أو بين رئيس ومرؤوس .. أو شريف وطريف ..
ترى التعاون والتعاطف والمودة والأخوة الألفة ، ويزداد ذلك في شهر رمضان .
يقول شاعرهم :

يازيـن وقـتٍ راح يــوم المصـــافـاة //// ماحـْد ٍ على جاره يدوْر النكاية
كل الوطن جـيرة من اقصاه لـ اقـصاه //// متــْـقاسـمين ٍ بـينهم كل شـاية
- - - - -
فإذا قربت ساعة الإفطار وتذهّـبَت أشـعة الشمس..ترى مناظر تأسر العين وتبهج النفس .

قالت عائشـة : وما تلك المناظر يا أبي ؟؟ .
قال : ترى الأطفال وبعض النساء في حركة دائبة في الطرق الصغيرة حتى أنك لتخـشى أن يصـطدم بعضهم ببعض ،
وهم في تطـوافهم ذاك إلى أن يضرب النجـر ( الهاون ) إيذاناً بحلول موعـد الإفطار ثم يتلوه الأذان مباشرة ،
وتتكرر تلك العادات قبل السحور أيضاً في كل ليلة من رمضان لكنها أقل حركة من التي قبل الإفطار.

قال أحـد الأبناء : وماذا يفعلون في تلك الساعة الحرجة قبل الإفطار ؟ .
قال الأب : تراهم يحـملون الأواني المقـببة ، والصحون المغطاة ، والقفاف الملفعة بالقماش ..
ترى طفلة تطرق هذا الباب وفي يدها إناء ، وذاك الطفل يطرق الباب الآخر وبين يديه ماعون ،
وتلك المرأة تضرب بيدها باباً آخر لتدخل على أهـل البيت القفة وما تحـويه..
وهكذا،، ولا يخص بذلك ذوي الحاجة من الفقراء والمساكين والمحتاجين فقط ..
بل وتعطى كإهداء وتبادل الأكلات لأهل اليسر لتعميق أواصر القربى والجيرة والصداقة والألفة ..
مناظر جميلة حـقاً تُعزز قيم الدين الإسلامي بين أهـله ..

قالت الطـفلة الحـفيدة ذات الفطنة الفريدة بعـد رفع يدها طالبة الأذن بالسؤال
وبعد موافقة الأب لها :
- وما تحوي تلك المواعين والصحون والقفاف ؟؟ .
قال : إنها تحوي نعم الله من المأكل والمشرب .
قالت سامرة : إن لم يكن سـراً يا أبي .. فـسـمّ لنا بعضاً منها ..
فضحك الأب وضحك الحاضرون لطرافة ما قالته..
قال أبوها حااااضر : إن بداخل تلك المواعين والقفاف.. الهريسـة ، والثريد ، واللبن ، والتمر أو الرطب ،
والرز المشخـول أو المكبوس ، أو الرز بالدجاج المحشي ، أو الرز باللحم ،
وتحوي الخبز الرقاق ، المفلق ، الزبدة ، والدبس ، والخضار الورقية . . . وما شابه ذلك ..

قالت إحدى البنات : زدنا يا أبي .
قال : إن الناس لم يتعودوا التأخر عن النوم كثيراً . فلم تكن عادة السـهر مثل ما الناس عليه في هذا الزمن .
فبتقديري إن الغالبية العظمى ينامون بعيد صلاة التراويح بساعتين .
وعقيب نصف الليل أو قبله بقليل تقوم الأم لطبخ السحور وخوفاً من أن يغـبّ أو يداخله الفساد
فإنها تحفر للقدر في التراب ثم تضعه في الحفرة بعد أن تحكم غلقه جيداً بالقماش السـميك ثم تغطي جوانبه بالتراب الحار،
وتكمل تغطيته بالرماد ثم ترجع لتكمل نومها إلى وقت السحور ،
هكذا ربات البيوت سابقاً ، وفي الباقيات خير إن شاء الله ..

هذا ، ويعرف دخول وقت السحور آنذاك بعلامتين :
إحـداهما : ضرب النجر ( الهاون ) من قبل إمام المسجد الجامع أو المؤذن أو من ينوب عنهما .
والعلامة الثانية هي المسـحر أو ما يسـمى المسحراتي عند غيرنا..

وقبل أن يدلي أحد الأولاد بسؤال أبيه أشار إليه أبوه بيده وهز رأسه بابتسامة خفيفة ليعلمه أنه قد عرف ما يريد السؤال عنه ..
قال : إنك يا ولدي تسـتأذن لتسـأل عن المسحر.. هـااا ؟؟. فهـز الولد رأسـه موافقا ً .
فقال الأب :
ذلك ما سـأحـدثكم في الليالي المقبلات عنه وعن غيره من العادات والذكريات في تلك الليالي الرمضانيات السالفات..
قالت الأم :
لا تبرحوا مجـلسـكم حتى أصلح لكم بعض الأكلات الخفيفة والشراب الحـلو في دقائق معـدودة ..
ثم أشـارت إلى من يساعدنها من بناتها في إعداد ذلك فقمن معها ،
وأخـذ الأب يمازح أبناءه وبناته وأحفاده ويرد على اسـتفساراتهم حول ما جاء في حديث الليلة حتى اسـتدعوا لتناول الأكل والشراب .



وَ أدرَكَ شَهرَزَادَ الصَّباح , فَسَـكَـتـَتْ عَـن الكَلام ِ المُباح .








.

عَبقْ غير متصل   رد مع اقتباس