عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2008, 07:12 PM   #2

°•¶ إحسـآسے ملكهے ¶•°
彡إحساس الملتقى彡
 
الصورة الرمزية °•¶ إحسـآسے ملكهے ¶•°

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 1739
التسِجيلٌ : Jun 2007
مشَارَڪاتْي : 6,997
 نُقآطِيْ » °•¶ إحسـآسے ملكهے ¶•° is on a distinguished road
افتراضي

ورجعت للبيت وصوت – عدنان – أخي يلعلع ويصل لمسامعي وأنا لازلت على البوابة وسعال أمي يقاطعه ... ترى ما الذي ذكره بنا فجأة ؟!! إننا لا نراه إلا في بداية كل شهر ليسلم أمي المصروف ولا نراه إلا في الشهر الذي يليه ، رغم أنه وعدني وهو يحتضنني وقد خالطت دموعه دموعي يوم وفاة أبي أن يكون لي أباً آخر إلا أنه أبداً لم يفي بوعده ..... دلفت للبيت وقد داخلني القلق، وما أن فتحت الباب حتى استدار لي وعينيه تقدحان شررا، وصرخ فيّ:
- اسمعي من الغد سأوصلك أنا من وإلى الجامعة أتفهمين وخروج من البيت ممنوع.
نظرت إليه وقد ازداد قلقي:
- لماذا ؟! ما الجديد الذي طرأ !! ؟
- اسألي مجنونكِ
ودقّ قلبي هلعاً، إلا أني اصطنعت التجلّد والاستغراب:
- مجنوني ؟!!! أي مجنون ؟!!
- نعم تظاهري!!!
وسكت وهو يخزني بنظراته الغاضبة وهو يجيبني :
- مجنونكِ يا ليلى العامرية
وبغضب أجبته :
- أي مجنون وأي خرابيط ، أنا لست بمزاج يسمح لي بمناقشة مواضيع حذفتها من قاموسي ، ولا أسمح لك وبالذات أنت أن تتهمني بأي اتهام ، المفروض يا من في مقام أبي أن تدحض أنت أي اتهام أو كلام يوجه ضدي لا أن تلقي التهم عليّ جزافاً دون التأكد حتى من صحتها
وتبسم ابتسامة مكر :
- ومن قال لكِ أني لم أتأكد
أدهشتني كلماته وصعقتني ، إذن كلام – حنان – لم يكن تلفيقاً أو كذباً !!
نظرت إليه باستغراب فأكمل :
- لقد واجهته بالأمر فاعترف بكل وقاحة
- اعترف بماذا ؟!
- رد علي بكل برود : أمر على الديار بغير داع... لعلي أراهم أو أرى من يراهمُ"
- وما ذنبي أنا من كل هذا ؟! هل قال لك بأني بادلته الحب حباً أو أني ألقيت عليه ولو نظرة تشجعه ؟
وتلعثم وأدار وجهه عني بخجل :
- لا ..إلا أنه لا يخليكِ من المسؤولية
- مسؤولية ماذا مادمت لم أشجعه ولو بنظرة ، ثم من هذا المجنون أصلا الذي تلومني بسببه ؟
وهنا تدخلت أمي أخيراً :
- أظن إلى هنا ويكفي حديثاً في الموضوع
ونظََرت إليه معاتبة :
- مادمت لم تسمع عنها أي شيء يشوبها فليس هناك داعٍ لهذا الحديث من أساسه، كان عليك أن تفخر بها لا أن تعاتبها لتعقلها.
وهزّت رأسها معاتبة :
- لقد جعلت أختك بغبائك تتلفت لأمر كانت تجهله !
وأكملت وهي تتجه ناحية المطبخ وهي تسعل من جديد :
- أظن أن الزيارة قد انتهت
رد عليها :
- لكني سأوصلها من وإلى الجامعة من الغد .
- ودون أن تلتفت :
- سنرى من نفسه أطول أنت أم هو .
- ماذا تعنين يا أمي ؟!
واستدارت لتجيبه وقد توقفت قبل أن تواصل مسيرها :
- يعني أنت لست في استعداد لأن توصلها كل يوم .
وتبسّمت باستهزاء وهي تكمل :
- لست فاضٍ إلينا ، بينما هو على ما يبدوا في استعداد لأن يرقد أمام بيتنا وقد لاحظت ذلك منذ مدة وتجاهلت الأمر ما دامت لم تلحظه هي وقد حاولت التأكد من ذلك مرة و أستفسر منها بطريقة غير مباشرة وتأكدت عدم علمها بالأمر.
ونظرت إليها وقلت بيني وبين نفسي :
- ألهذه الدرجة أنا فعلاً من عالم آخر ، الكل يلاحظ حتى أمي ويسمع بالأمر أخي وأنا آخر من يعلم !!
وأحسست لأول مرة بغبائي والفضول يقتلني لأن أعرف – مجنوني – ذاك، بينما أخي عقّب بغضب:
- سأرى أن كان يتجرأ بعد اليوم على ملاحقتها أو الوقوف على بابكم .
ومن يومها وأخي يوصلني للجامعة ذهاباً وإياباً، وفضول أخنقه يحاول البحث عن المجنون بين المارة والطلاب...


--------------------------------------------------------------------------------

وصلني يوماً رسالة على هاتفي النقال وحين فتحتها كانت:
- أحسست بي أخيراً ؟!
لا تحاولي أن تنكري.. لا
فبحثكِ عني بات يفضحك
وإن كنتِ تحاولي إخفاءه
وحدي لاحظت ذلك
وسأنتظرك
فنفسي طويل لن ينقطع
ولن أيأس
فلم الشمل على ما يبدو قد اقترب
وليته غداً أو حتى الذي بعده
لا يهم
فنفسي طويل طويل كما قلت
لن ينقطع

سأستعطف الأيام فيك لعلها بيوم سروري في هواك تؤوبُ

مجنونك للأبد :
محمود

تلفت يميناً وشمالاً إلا أني تنبهت لنفسي فتوقفت واحمرت وجنتاي ، وطأطأت رأسي للأرض خجلاً وكأني أراه يراقبني ، وصرخت في داخلي :
- من أنت ؟! لم تدخل عالمي متطفلاً بغموضك ؟!! لم لا تظهر نفسك ؟! لم ......ولماذا ؟!
أسئلة أربكتني وقلبت عالمي رأساً على عقب، ورسائله منذ ذلك اليوم لم تتوقف تحطم باقي أسواري التي اهتزت، فبات يرسلها بين الفينة والأخرى، وبتُ أنتظرها بشغف، بل وبت أحفظ أشعار قيساً التي كانت رسائله تعجّ بها والتي كان منها :

أحن لليلى وإن شطّت النوى بليلى كما حن اليراع المنشب
يقولون ليلى عذبتك بحبها ألا حبذا ذاك الحبيب المعذب


--------------------------------------------------------------------------------

أوقفتني أمي قائلة :
- ألا بد أن تحضري هذا الامتحان ؟!
وأجبتها والإعياء قد بان واضحاً عليّ :
- أنا بخير يا أمي لا تقلقي عليّ.
- بخير؟! أي خير هذا، ألم تنظري لنفسكِ في المرآة، إنكِ صفراء كاصفرار الشمس .
- لابد أن أحضر الامتحان
- تستطيعين أن تقدميه بعد أن تتحسني وقد يراعون لكِ ذلك
- وما يضمنني، ربما لا يفعلوا وأكون قد خسرت جهدي كله
- فلتخسري ما تخسري
ولم أجب عليها بل أكملت مسيري مترنحة ناحية موقع الحافلة بعد أن ملّ أخي واستسلم فلم يعد يوصلني للجامعة ...
ورنّ هاتفي بوصول رسالة جديدة وحين فتحتها كانت :

يقولون ليلى بالعراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا

والتوقيع كالمعتاد:
مجنونكِ للأبد :
محمود

تبسمت لمن يعرف أخباري أولاً بأول ، بينما لا أجرؤ أنا على السؤال عن شخصه أو هويته ، فبات مجهولاً غامضاً كما هو دائماً ..
وضعت الهاتف في حقيبة يدي وأكملت مسيري المترنح ناحية الحافلة إلا أني فجأة أحسست بدوار يعصف برأسي وشيئاً فشيئاً بدأت أفقد القدرة على المواصلة حتى شعرت بأني أفقد الإحساس بمن حولي ، وسمعت صرخة – حنان – البعيد يناديني بهلع وشبح شاب أسمر طويل القامة يجري ناحيتي بقلق ليتلقفني قبل أن أهوي للأرض مغماً عليّ .

وبدأت أفيق بعد يومين وأسمع الأصوات حولي خافتة تترنح ، إنه لا بد صوت أمي :
- اذهب يا ولدي واقضِ حوائجك هي بخير فلا تقلق نفسك أكثر .
وسمعت صوتاً جهورياً يرد عليها :
- لا أستطيع صدقيني، لا أستطيع أن أقضي لنفسي أي حاجة وليلى ترقد هنا مريضة
- هي بخير وقد طمأننا الطبيب ثم أن الممرضات كما ترى لا يقصروا
- أعرف لكني لن أبرح مكاني حتى تفتح عينيها
وفتحت عيناي بصعوبة لأطمئن أخي - ومن غيره عساه أن يكون !! –
وسمعت أمي وقد بان الفرح واضحاً من نبرة صوتها :
- إنها تستيقظ
ورأيت شبحيهما يطلان عليّ إلا أني لم أستطع أن أواصل استيقاظي فأغمي عليّ من جديد ..
وفي اليوم التالي استفقت فوجدت أخي راقداً بجانبي على الكرسي وقد وسّد يديه على سريري دافناً وجهه فيهما ، تبسمت وأنا ألبس نظاراتي ومسحت بيدي على شعره الغزير وتساءلت بيني وبين نفسي :
- أين كل هذا الحنان الأبوي قد اختبئ عني كل هذه السنين ؟!! ليتني قد فعلتها منذ زمن لأرى كم أنا غالية عليك .
وشعرت به يفيق ويتحرك تحت يدي فرفعتها عن شعره مبتسمة، وشيئاً فشيئاً رفع رأسه ويديه يمططها ، ففتحت عيني مندهشة وأحكمت حجابي الذي لازال على رأسي وسألته :
- من أنت ؟!
نعم فلم يكن أخي !! أكان أحد الممرضين ، لا فلم يكن يلبس الأبيض حتى ، وخفق قلبي لهاجس ، وسمعته من وراء ابتسامة عريضة يرد عليّ :
- حمداً لله على سلامتك
وسألته من جديد :
- من أنت ؟!
- ألم يشعر قلبكِ أو يدلكِ عليّ بعد ؟!
وسرت قشعريرة في جسدي وقلبي ازداد خفقانه ، بينما أكمل بابتسامته التي لم تفارقه وهو يعرّف عن نفسه :
- مجنونك يا ليلى .
وأكمل وهو ينظر لعيني المرتبكة :
- أنا محمود يا ليلى.

تلعثمت وارتبكت خجلاً فها هو أخيراً أمامي بشحمه ولحمه - مجنوني المجنون -

بقلم : سمية الغسرة

°•¶ إحسـآسے ملكهے ¶•° غير متصل   رد مع اقتباس