هذه أبيات منتقاة للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ...من قصيدة تعد من روائع الجواهري يبكي فيها بغداد فتنهال دموعه على وجنتي دجلة فتختلط بمائها..!!
ماتت بغداد الأم بغداد الوطن ،وبقيت بغداد الجرح ..!!عظم الله أجوركم ..!
أتمنى لكم طيب الاستمتاع ..
حَييتُ سفحـكِ عـن بُعـدٍ فحيينـي = يا دجلـة الخيـر، يـا أُمّ البساتيـنِ
حييـت سفحـك ظمآنـاً ألـوذُ بـهِ = لوذَ الحمائـم بيـن المـاء والطيـنِ
يا دجلـةَ الخيـر يـا نبعـاً أفارقـهُ = على الكراهة بين الحيـن والحيـنِ
إني وردتُ عيـونَ المـاءِ صافيـةً = نبعـاً فنبعـاً فمـا كانـت لتروينـي
وأنتَ يا قارباً تلـوي الريـاح بـهِ = لَـيَّ النسائـمِ أطـرافَ الأفانـيـنِ
وددتُ ذاك الشراعَ الرخص لو كفني = يُحاكُ منـه غـداةَ البيـنِ يطوينـي
يا دجلةَ الخير: قد هانـت مطامحنـا = حتى لأدنى طمـاحٍ غيـرُمضمـون
يا دجلة الخير: ما يُغليكِ مـن حنـقٍ = يُغلي فؤادي، وما يُشجيك يشجينـي
ما إن تـزال سيـاطُ البغـي ناقعـةً = في مائك الطُهْرِ بين الحين والحيـنِ
أدري على أي قيثارِ قـد انفجـرت =أنغامُكِ السُمر عن أنّـاتِ محـزونِ
يا دجلـة الخيـر: مَنّينـي بعاطفـةٍ = وألْهميـنـيَ سلـوانـاً يُسلّيـنـي
يا دجلة الخير: من كل الأُلى خبـروا = بلوايَ لم ألقَ حتى مـن يواسينـي