اسعاف 103 آلاف حالة وتنويم 7412 مريضا
حجاج مصابون بالإيدز لم يمنعهم المرض من الوقوف على صعيد عرفات
للمرة الثانية وبدعم حكومي
جدة: علي مطير
للمرة الثانية على التوالي نظمت جهات صحية سعودية رحلة لحج نحو 15رجلا وسيدة سعوديين وعربا من المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز بالتنسيق مع جهات خيرية تكفلت بمصاريف أدائهم لفريضتهم هذا العام.
الحافلة التي أقلت الحجاج في ساعة مبكرة من صباح أمس، حملت معها روحا إيمانية مؤثرة، خاصة أن أحاديث الحجاج المصابين كانت تطفر بالفرح بعد أن كان اليأس تملكهم من عدم قدرتهم على أداء هذه الفريضة وهم يخوضون حربهم مع مرض الإيدز والسعي نحو إزالة الوصمة والتمييز ضدهم.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن اتصالات مكثفة من قنوات عالمية يأتي في أبرزها قناة CNN الأمريكية، لإجراء حوارات حية مع الحجاج المصابين بالمرض من مقر إقامتهم في منى، غير أن تلك المفاوضات لم تحسم حتى مساء أول من أمس نظرا لطبيعة وحساسية المرض لدى المصابين وما يتطلبه الأمر من إجراءات فنية قبل إعطاء الموافقات الرسمية على إجراء تلك الحوارات.
ورغم أن السلطات السعودية لا تمنع حج المصابين بالمرض، غير أن هذه الخطوة التي قام بها مستشفى الملك سعود بجدة هي في إطار إزالة الوصمة الاجتماعية عن المرضى، ودمجهم في المجتمع بكل تجلياته الزمانية والمكانية بهدف رفع الروح المعنوية للمصابين وإخضاعهم لظروف صحية مختلفة كموسم الحج دون أن تتأثر صحتهم بالاعتماد على الخطة العلاجية الدائمة الخاصة بمراقبة المناعة في الجسم والتأكيد على أن مرضى الايدز هم أصحاب حق في كافة الشؤون الحياتية والدينية والاجتماعية.
وكان حجاج توافدوا منذ إشراقة صباح أمس الخميس للحاق بالحافلة التي أقلتهم للمشاعر المقدسة، وهم يرتدون إحراماتهم البيضاء، بينما بعضهم يكشف عن وجهه للمرة الأولى أمام الحضور من الاطراف التي قدمت لتوديع الحجاج وتسليمهم مبالغ رمزية تعينهم على أداء الفريضة خاصة ومعظمهم من المعوزين والفقراء ومن هم بلا عمل.
وقالت مصابة بالمرض كانت تتكئ على جدار قصير في المستشفى بانتظار الحافلة، «عندما أحقق حلم حياتي في أداء فريضة الحج سأكون حققت كل أحلامي· من يدري ربما لا أستطيع الصمود حتى العام القادم».
المصابة والتي كانت تتحدث بلهجة سعيدة للغاية لا تعكس حجم ألمها الداخلي شكرت من ساعدهم على تحقيق حلمهم البسيط «ليت المجتمع كله يقف إلى جوارنا، نحن ضحايا ولسنا مخطئين».
يشار إلى أن المستشفى نظم خلال موسم حج العام الماضي أول رحلة من نوعها للمصابين بالمرض، بالتعاون مع هيئة الإغاثة الاسلامية العالمية التي تكفلت وقتها بتكاليف نحو 20 حاجا تراوحت بين 2500 ـ 3 آلاف ريال للحاج الواحد، كما رافقهم موظفون من المستشفى للاشراف على الرحلة والتعامل مع أي مستجدات يحتاجون إليها في أداء مناسكهم.الدكتورة سناء فلمبان، مديرة مستشفى الملك سعود ومنسقة البرنامج الوطني لمكافحة الايدز في منطقة مكة المكرمة، والتي تصدت لتنظيم رحلة الحج للمصابين، قالت لـ«الشرق الأوسط» في نوفمبر الماضي خلال احتفالية للايدز «إن السعودية لا تزال تسجل في قائمة أقل الدول إصابة، إذ تتراوح النسبة حتى الآن بين 0.1 و0.2 في المائة، وهي نسبة متدنية قياسا بدول نامية أخرى، غير أنها أكدت على ضرورة حماية المجتمع والوقوف بشكل جدي لمحاصرة المرض في أضيق نطاق».