عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2012, 06:03 AM   #45

عَبقْ
alkap ~
 
الصورة الرمزية عَبقْ

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 10731
التسِجيلٌ : Aug 2011
مشَارَڪاتْي : 3,667
مُڪإني : مآفِي مَعلوم :/
الُجٍنس :
دًولتّيَ : دولتي Saudi Arabia
مُزَأجِيِ : مزاجي
 نُقآطِيْ » عَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» اشجع naser
мч ѕмѕ ~
{ الّلَّهُم اجعَلْ هَمّيِ الآخِرَة }
041









بلغني أيُّها المَلِكُ السَّعِيد , ذو الرّأي السَّديد , والعَقـلِ الرَّشِـيد ,
أنهُ كان في بِلآدِ الهند والٍ يُدعَى "الحَبَردِيّ"
وكان ذا بأسٍ شَديد , لآيرحَمُ عجوزاً ولا وليد ,
وكان دَميمَ الخِلقَة , وعلى مابِهِ مِنْ دَمامَة لآزَمَهُ البُغضُ واللّئامَة .
وكان كثيرَ المال , قليلَ العِيال , مُرَفـَّه الحال .
لهُ عَبيدٌ و ممالِيكٌ وخَدَمٌ وجوارٍ ,
عَبيدٌ زِنجِيَّة , ومماليكٌ تُركيَّة , وخَدَمٌ حَبَشِيَّة , وجوارٍ فارِسِيَّة , وغِلمانٌ هِندِيَّة .

وكان "الحَبَردِيُّ" جبَّاراً على النِّساءِ الأرامِل , لآيَكُفُّ أذاهُ عنهُنَّ إلاَّ بِمُقابِلْ .
وكانَ على جَريِ عادتِهِ في غـُرَّةِ كُلِّ شَهر يُرسِلُ جَماعَةً مِنَ العبيد ذَوي البأسِ الشَّديد
تَحمِلُهُم الخيُولُ والجِمال , ومعهُم البِغال كي تَحمِل الأحمال ,
يجُوبونَ البِلآد , قاصِدِينَ بيوتاً تَسكُنُها أرامِل لديهِنَّ أموالٌ وأولاد .

يَضرِبونَ الأبوابْ ويَقتَحِمون البيوت , ويأخذون ماطآب لهُم مِن مالٍ أو قُوت
مُنادِينَ رَبَّة البيت : " إذا جاكِ الحَبَردِي يَردِي وش تَعطِينَه ؟ "
ولآيَرضونَ إلاّ بشيءٍ نَفيسٍ عَليهِ القِيمَة ,
فإن لم يَجِدوا فيأخذوا أحد أولآدِها غصباً بِأرخَصِ قِيمَة ,
فإن أبَت أخذُوها جاريةً لِلوالي وتركوا رَعِيَّتَها كَسِيرةً يَتيْمَة .

وذاتَ يومٍ تَوقَّفَتِ القافِلَةُ وَسَط البِلآد , عِندَ بيتٍ تَقطِنُهُ أرمَلَةٌ وأربعَةُ أولآد .
وإذا بِرئيسِ العَبِيد يَتَرَجَّلُ عن خَيلِهِ , ويَرفِسُ البابَ بِرِجلِهِ .

فِيَدخُلُ في الفِناء , فـَـيَرى أولاداً صِغاراً يَلعَبُونَ ويَمرحُون ,
تَتوسَّطُهُم بَقَرةٌ صَفراءَ ذاتَ قُرون .
وأرجُلٍ رَفِيعَة , وحوافِرَ دَقِيقَة .

ولكن تَبَدَّلتِ هذهِ الحالُ إلى حال
وأخذَ الرُّعب والخَوفُ يَدُبُّ في قلوبِ الأطفال .

فإذا بِالرئيسِ يُنادي العَبيد :
أن آتونِي بِسلسِلَةٍ وطَوقٍ مِن حَديْد
وخذوا هَذِهِ البَقَرةَ ومن رَقَبَتِها اربطُوها
وبالقافِلَةِ ألحِقُوها .


ووَسَطِ صُراخِ الصِّغار ,
يَزدادُ جَذبُ البَقَرةَ ويعـلو مِنها الخُوار
إذْ تُطِلُّ مِنْ خَلفِ تِلكَ الأستار
حَسناءَ كأنها قَمَرٌ مِنَ الأقمار
بِجَبينٍ أزهَر , وخدٍ أحمَر , وجِسمٍ كالمَرمَر
واسمُها "تَمامْ" وبَدَت كَبَدرٍ تَمام .

تُوَلْوِلُ وتقُول :
يآوَيلِي , وياسَوادَ لَيلِي
مَنْ أَنتُم ؟؟؟
وماذا تُريدُون ؟
وبأيِّ حَقٍ لِدارِنا مُقتَحِمُون ؟
ولِمالِنا أنتُم ناهِبُون !!

فقاطَعها رئيسُهُم وهو عابِسُ الوَجةِ وعاقِدُ الحاجِبَيْنِ :
ألا تَعرفِينَ مِن تُحادِثِيْن ؟؟
نَحنُ ..

فقاطَعَتهُ :
وَمَن غَيرُهُ يَفعَلُ هذا الفِعلَ المَشِيْن ؟
فقال : وَيْحَك !!
نَحنُ هُنا بِأمرِ الوَالي , نأتي لهُ بِما يَشاءُ مِن نَفيسٍ وغالٍ .

قالت : ولكنَّ هذا مالي , وأقتاتُ مِنهُ أنا وعِيالي !

فقال : أنتِ ومالديكِ مُلكاً لِلواليّ .

فقالت : خَسِئتُم ..
وبِكَيدِكُم بئتُم ..
وإلى واليِكُم بِخَيبَتِكُم عُدتُم ..

فقالَ : وَيْحَك !!
" إذا جاكِ الحَبَردِي يَردِي وش تَعطِينَه ؟؟ "

قالت تمامُ :
أُعطِيهِ مِنَ الهَواءِ بِحَجمِ السَّماء
ومَورِداً يَتَدَفَّقُ مِنهُ الماء
وإنَّ لهُ في الدُّنيا بَقاءٌ بِلآ فَناء
وسعادٌ بِلآ شَقاء
شَرطَ أن يَترُكَني والصِّغار , في بيتِنا ولنا مالنا آمنين أحرار
فاذهَب إلى سَيّدِك في الحال , وأخبِرهُ بِهذا المَقال .

فقال : مالكِ يامرأة !!
أأبدوا لكِ أحمَقاً !
أم سَفيهاً وأخرقاً ؟
الماءُ والهواء , والسعادةُ والشقاء , والحياةُ والفناء
بيدِ الله الذي لآيُحيطُونَ بشيءٍ مِن عِلمِهِ إلاّ بِما شاء .

فقالت :
كذلك انا وعيالي ,
خَلَقنا الله أحراراً لِنعبُدهُ
ولا لأحدٍ سُلطانٌ علينا
ولسنا مِن أملاكِ الواليّ .

فقال : ويلـَك !
أتخرُجين على العصا ؟
فالمَوتُ لِمن عصى .

فلمّا أدرَكت تمامُ أنّه ذو بأسِ وشِدَّة
تراجعت عن نَبرَةِ الحِدَّة
وخاطَبَتهُ بلينٍ وتؤدَة .

وأرادت أن تأخُذَهُ بالحِيلَة , عَلَّها تَسْلَمَ مِنهُ هذهِ الّليلَة .

فقالت :
إنّي أهبُ نفسي لك زَوجةً وتُشارِكني في مالي وحَلالي وتكونُ أباً لعيالي .
فضَحِكَ ساخِراً : مَالكِ وحلآلك ؟
لأن أعيشُ عَبداً ذليلاً لِلوالي خيرٌ من أن أعيش تحتَ وطأةِ الفقرِ وأنا مُتَيَقِنٌ بأنني من الجُوعِ لآشَكَ هالِك .

فقالت : ولكِنَّني صادِقَة , وفي المَكرِ لستُ بِحاذِقَة .

فضَحِكَ قائِلاً : ماتملكينَ سِوى هذه البقرة أبِعـقـلي تِستَهينين !!
قالت : إنَني أملُكُ ثَروةً هائلةً ورِثتُها منذُ حيْن .

أمهلني سويعات , وسآتيك ببعضِ مالديَّ مِن خيرات .
فأخذتِ البقرة واخـتفت بها عن الأنظار ,
وأمرت ولدها عمَّار ,
أن تَوجَّه بهذهِ البقرة إلى رابِعِ جار ,
وقُل لِلجارة : إنَّ هذهِ البقرةُ مِن والِدتي إعارَة .
فأعيريني بعضَ الأواني الفِضيَّة , والفاكِهةَ الشَّهيَّة .

فذهب إليها في الحال ,
وأحضر معهُ فاكِهةً وأقمِشَةً عديمَةَ المِثال .

وبدأت "تمامُ" بتحضيرِ مائدةَ الطَّعام ,
يكسوها قِماشٌ من حَرير , وعليها أصنافٌ من الطعامِ والخيرِ الوفير
فيها ماتشتهي الأنفسُ وتلذُ الأعيُن ,

مِن الخوخِ الدِّمشقيّ , والرُّمانُ التُّركيّ , وكُمَّثرىً وكيويّ ,
وبرقُوقٌ وتُفَّاحْ , وعصائرُ تحمِلُها أقداحْ ,
وأوانِ ماءِ وَردٍ ذاتَ عِطرٍ فوَّاحْ .

فلمَّا دَعَت رئيسَ العَبيد ومن معهُ انبهروا مما رأوا , وأكلوا وشربوا حتى شَبِعوا .

فأخذت "تمامُ" رئيس العَبيد إلى حاشيةٍ من البيت
وقالت : ليكُن مارأيت ومن مَعَك سِراً بيننا ,
فإذا ذهبتَ إلى الوالي قُل لهُ مارأيتُ سوى عجوزاً شمطاء , ليس لها ولدٌ ولا تَلَد .

فقال لها في خُبث :
حسناً , أمهليني يوماً أو يَومَين .

فَتوجَّهَ إلى الوالي وأخبَرهُ بِما رآه ومالم يَرَه .
فأمر الوالي بجماعةِ العَبيد .. وسألهم عمَّا رأوا فأخبروه بِكُلِّ شيء , هو يُنكِر وهم يُكَذِّبونَه .
ولكنَّ الوالي أوجَسَ مِنهُ خيفَة ,
فنادى بالسَّيافِ "شَرفَلَك" :
أنِ أقتُلهُ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ بالسَّيفِ فهَلَك .

وبعدَحين أرسلَ الوالي "الحَبَردِيّ" إلى بيتِ "تمام" ثُلةٌ العبيد يترأسُهُم عبدٌ آخر ,
ففعلت بهم "تمامُ" مافعلتهُ مع رئيسِهِم الأول ,
وأمّا مصيرُهُ فكان كمصيرِ سالِفِه ,
إلى ان أرسَلَ ثالثَ رئيسٍ من رؤساءِ العبيد , فاستقبلتهُ "تمامُ" كما أستقبلت سابقيه .

فلمّا أخبرتهُ بِسِرّها تجلَّدَ وتَصَبَّر , وكتم أمرها في سرّهِ وأمام العبيدِ تنكَّر ,
وقبِلَ بالزواج من "تمام" التي تمكنت مِن قلبِه , وسلبت لُبَّه .

وأمّا "تمام" فلمست من الرئيسِ صِدقَ القولِ فاطمَأنت , وصارَ لها ماتمنَّتْ .

وأمَّا الرئيس فقد أمر حاشيتَهُ بالمكوثِ عندَ "تمام" ,
مُتذرِّعاً بأنها ربما تتحين الفرصة فتهرب والأنامُ نيام .
فتوجَّه إلى قصرِ الوالي ودبّر مكيدةً مع أحدِ المماليك لقتل واليهم "الحبردي"
فتمكنوا مِنه ونصّبوا عليهم رجُلاً من الأخيار , وعاشوا في البلادِ أُمناءَ أحرار .



وَ أدرَكَ شَهرَزَادَ الصَّباح , فَسَـكَـتـَتْ عَـن الكَلام ِ المُباح .








.

عَبقْ غير متصل   رد مع اقتباس