أولا
حرمان العلم الشرعي
المعصية تطفيء ذلك النور،
ولما جلس الشافعي بين يدي الإمام مالك وقرأ عليه، أعجبه ما رأى من نور فطنته، وتوقد ذكائه، وكمال فهمه، فقال: إنيأرىالله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية.
ومن تأمل في واقعنا يجد من حملة الشهادات العليا في تخصصات دنيوية، وهو لا يحسن الصلاة المفروضة، فما الذي حرمهمن العلم الشرعي.
ثانيــــــــاً
حرمان الرزق
وكماأنالتقوى مجلبة للرزق، فإن ترك التقوى مجلبة للفقر.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِإِلَّا الْبِرُّ}
الحديث أخرجه بألفاظ متقاربة من حديث ثوبان رضي الله ::
1-الحاكم في (المستدرك برقم 1814، ورقم 6038) وصححه.
وأما ماتراه من واقع الكفار أو الفاسقين من سعة رزق فإنما هي إستدراج فإن المقصود بالرزق ما أغنى وكفى، لا ما كثر وأشقى. وكم ممن يملك الديناروالدرهم وهي تشقيه ولا تسعده
ثالثــــــــــاً
تعسيرأموره عليه
فإن الله ييسر أمور عباده الصالحين
قال تعالى:
{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (2)
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4)
سورة الطلاق (4,3,2 )
وعلى العكس من ذلك، نجد آثار الذنوب تعم حتى الدابة والخادم
فتتعسر أمورهما على صاحبهما
رابعــــــــــاً
إن المعاصي تزرع أمثالها
يولد بعضها بعضاًحتى يعز على العبد مفارقتها،
فلو عطل المحسن طاعته لضاقت عليه نفسه ورجع إليها سريعاً،
ولو عطل المجرم المعصية لضاق صدره ورغب في تتابع وتمناها
خامســـــــــــاً
إنها سبب لهوان العبد على ربه
والكثيرينظرإلى مديره بعين الحذر والرجل حتى لا يرى منه سقطة أو زلة، فكيف برب العباد إذاسقط العبد من عينه قالى تعالى :
{ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} سورة الحج ( 18 )
سادســـــــاً
أن المعصية تورث الذل
فصاحب المعصية ذليل حقير،
فتجد الراشي والمرتشي ذليل في عمله حتى وإن ملك الملايين،
وتجد اللوطي والزاني ذليل في نفسه،
وعلى ضد ذلك كله {مَن كَانَ يرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}
سورة فاطر (10 )
قد ترى فقيراً منكراً لله، لكنه عند الناس عزيز رفيع القدر.
سابعــــــــــــــــاً
أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله
مِن حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم .
{لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والنامصات والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيِّرات خَلْق الله" رواه البخاري ومسلم
وحديث أسماء رضي الله عنها " {لعن الله الواصلة والمستوصلة "} . رواه البخاري ومسلم.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
{ لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده}
رواه البخاري
حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- .
قال عبد بن حميد في "مسنده" :حدثنا عبدالله بن يزيد ثنا حيوة بن شريح عن ابن عباس يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
" أتاني جبريل فقال : يا محمد إن الله لعن الخمر ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وشاربها، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وبائعها ، ومبتاعها ، وساقيها ، ومسقيها ".
وأخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" من طريق عبدالله بن يزيد المقرئ به ، وقال الحاكم :"هذا حديث صحيح الإسناد " ، وصحّحه أيضاً ابن حبان
عن أبي جحيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: "لعن آكل الربا وموكله ولعن المصور".
رواه البخاري في صحيحه
مسند أحمد - ومن مسند بنس هاشم - بداية مسند عبدالله - رقم الحديث : ( 1779 )
- حدثنا : محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال النبي :
{ ملعون من سب أباه ، ملعون من سب أمه ، ملعون من ذبح لغير الله ، ملعون من غير تخوم الأرض ، ملعون من كمه أعمى عن طريق ، ملعون من وقع على بهيمة ، ملعون من عمل بعمل قوم لوط.}
وغيرهم كثير، واللعن: هوالإبعاد والطرد من رحمة الله.
ثامنـــــــــــــــــــاً
حرمان دعوة رسول الله ودعوة الملائك
وقد أمر الله نبيه بقوله:
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}
سورة محمد (19)
فأمره أن يستغفر لذنبه أولاً، ثم بأن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات.
في آيات كثيرة، وتارك المعصية المقبل على طاعة الله عز وجل رجل يشمله هذه الإستغفار من خيارالخلق.
تاسعــــــــــــــــــــاً
إن من آثارالذنوب ما يحل بالأرض من الخسف والزلازل
والله عز وجل يقول
{فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَ}
[العنكبوت:40]
وكل هذابسبب الذنوب والمعاصي،
وكانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تردد قوله تعالى:
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }
[الشورى:30].
عاشـــــــراً
الخوف والجزع
فلانرى صاحب المعصية إلا خائفاً مرعوباً.
فهم يحسبون كل صيحة عليهم، فتجدالزاني في وجل،
والزانية في خوف،
وعلى عكس ذلك تجد أصحاب الطاعة في سعادة وإستقرارنفسي وإطمئنان.
إحــــــــدى عشر
أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف
فهذا نقي
بر، تقي، مطيع، منيب، ورع، صالح، عابد، أواب،
والآخر:
فاجر، عاص،فاسد،خبيث، زان، سارق، لوطي، خائن
قال تعالى :
{بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات:11].
ومن يرضى بهذه الأسماء لباساً له!
وقد عرف سوء هذا الأسماء الكفاروأهلالفساد، فجعلوا الزنا صداقة، والإختلاط والتبرج حرية،
والمرأة البغي الزانيةأطلقواعليها بائعة الحب تزييناً لفعلها!
ثانـــي عشر
أن من آثار الذنوب أنها قد تكون حاجباً للعاصي عن حسن الخاتمة
فإنهإذا أقبلت الآخرة وأدبرت الدنيا فقد تكون الخاتمة السيئةـ والعياذ بالله ـ
والقصص قديماً وحديثاًكثيرةجداً، ومن يغسلون الأموات يشاهدون الكثير من ذلك.
ثـــــــــــالث عشر
:أنها تزيل النعم الحاضرة:لأن المعصية جحود وكفران للنعمة ومن شكرالنعمة
القيام بحق الله عز وجل، وعدم التعدي على محارمه،
وكم من امرأة أو رجل تعيش سعيدة في بيت هانئ،
ولما تطاولت إلى الحرام أصابها الغمّ،
وكم من شاب وقع في الحرام فتفرق شمله وضاقت به الدنيا.
رابـــــــــــــع عشر
المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الآخرة:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاًوَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى سورة طه (124 )