أخي بحر الأخوة وفقه الله
اشكر لك طرح هذا السؤال المهم جدا في معرفة هذا الحديث الصحيح
الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر
وفر من المجذوم كما تفر من الأسد))سنتكلم فيما هو مرتبط بموضوعنا
وهو عن العدوى سنتكلم عن (( لا عدوى )) وعن ((فر من المجذوم كما تفر
من الأسد)) حيث يظهر من الحديث في بدايته نفي العدوى يعني أنه لا توجد
عدوى أصلا . وفي نهاية الحديث إقرار بان هناك عدوى .اليس كذلك؟؟
بلى والدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالإبتعاد عن المجذوم لكي
لا يعديه بمرض الجذام الخطير .
إذا عندي سؤال هل معنى ذلك أن بداية الحديث تتعارض مع نهايته؟؟
أقول لا ويستحيل أن يكون هناك تعارض في قول النبي صلى الله عليه وسلم
لأنه لا ينطق عن الهوى.
إذا قد يسأل احدهم ويقول كيف نجيب على من يقول بالتعارض في هذا الحديث؟؟
أقول نجمع بين (( لا عدوى )) و(( فر من المجدوم كما تفر من الأسد))
بان لا عدوى هنا الرسول صلى الله عليه وسلم ينفى معتقد أهل الجاهلية حيث يعتقدون
أن العدوى تنتقل بذاتها لا بإرادة الله تعالى.لذلك نفى الرسول هذا المعتقد الباطل.
وفر من المجذوم هنا دليل واضح لوجود العدوى وكذلك دليل على الأخذ بالأسباب
حيث ذكر فر من المجذوم لكي لا يعديك .
إذا الجواب نفي العدوى هنا هو نفي معتقد الجاهلية لا نفي وجود العدوى وأن العدوى
لا تنتقل إلا بإرادة الله تعالى.
ولعلي من المناسب هنا أن اذكر أن مرض الجذام ينقسم إلى قسمين رئوي وأسدي
وسبحان الله ان المصاب بالجذام الاسدي يكون شكل وجهه قريب لوجه الأسد ولعلي
قريبا ان شاء الله اضع هذه الصورة وهنا قد يكون إعجاز علمي في هذا لان الرسول
صلى الله عليه وسلم ذكر الفرار من الاسد والمصاب باهذا المرض يشبه الاسد
ومن اعراض الجذام تساقط اصابع اليدين والرجلين وساعرض ان شاء الله الصورة لاحقا
أخي الكريم بحر الأخوة آمل أن اكون قد وفقت في إيصال المعلومة جيداً
وللحديث بقية في موضوع العدوى وحديث الطاعون ان شاء الله تعالى