إن التخلي صعب و هو أكثر من القطيعة، لأن هذه
الأخيرة هي مؤقتة الإنفعال ، و لهذا فقد نحس
برخوة الحروف تتفجّر من على جنباتنا و تنطق
مثل الأبجديات اللغوية ، لكن بطريقتنا و طريقتنا
قاتلة …!!!
فصوت الانكسار يحدث في سراديب عشقنا هدما لا
نستطيع ترميمه، لأن الحب المهدّم لا يرمّم و لن
يدخل ورشة إصلاح العطب العاطفي ، و إن حدث
هذا فلن يدوم طويلا…مثله كمثل عملية جراحية
باءت بالفشل…!!!!
عندما ينكسر القلب فقد يسمع صوته و يحدث
فوضى حتى على الحواس تشبه صخب الطائرة في
لحظة إقلاعها تكاد الأفئدة تطير من مكانها
لفرط الزخم الصوتي المتعمّد…
فهذا القلب المنكسر عمدا يحق له أن يسعد بكل من
حوله إلاّ الذي كبت شوقه فلن يغذّيه من هذه السّعادة
بل يطرده من دائرة الإبتهاج ثمنا لما صدر منه سلفا…
و إذا أراد الرجل أن يحطّم قلب امرأة أحبته ، فيجهر
أمامها بأنه قد تعلّق بامرأة أخرى ، فقد تصاب بوعكة
أو إعاقة عاطفية مستعصية العلاج…و بالمقابل فهي
مستعدة أن تترك كل شيء من أجل أن تحافظ على
هذا الرجل الذي أحبّته…
فهي تملك قمّة الود …عكس ذلك التصرف القاسي فقد
ترى كل الرجال على قلب رجل واحد و تفقد بالتالي
الجوانب الأساسية للحب و تدرجها في خانة :
التخاريف العشقية أو العاطفية…!!!