11-17-2009, 09:15 PM
|
#5
|
|
خامسا: الوقاية من الغيبة:
ويكون ذلك بثلاثة أمور:
*أولهم:الصمت فالصمت هو المضاد القوي للغيبة قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صمت نجا).
*ثانيهم: الانشغال بما ينفع بتلاوة القرآن والتسبيح والتهليل والذِكر عموما.
*ثالثهم:أن تفكر قبل ان تتكلم ...فكر بالكلمة مرارا أفيها خير ؟؟؟وإلا فاسكت فكل ما تقول يكتب لك أوعليك.
قال الله عز وجل:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }18سورة ق
وقال ابن كثير لشرحه لهذه الآية يكتب كل ما تكلم به من خيرا أو شر حتى انه ليكتب قوله (أكلت ,شربت, ذهبت, رأيت) حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه خيرا أو شرا وألقِيَ سائِره.
وسئل معاذ النبي صلى الله عليه وسلم قال (يارسول الله أكل ما نتكلم به يكتب علينا؟ قال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم إنك لن تزال
سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك )
وذكر عن الإمام أحمد أنه كان يئِن في مرضه فبلغه عن طاووس انه قال: يكتب الملك كل شيء حتى الأنين فلم يئِن حتى مات رحمه الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم:( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يظن إن تبلغ ما بلغت يهوي بها سبعين خريفا في النار )
و قال صلى الله عليه وسلم(أكثر خطايا ابن آدم في لسانه .)
وإذا أراد المسلم طريق الاستقامة والثبات عليها عليه بحفظ لسانه وحساب كلماته فكم من عثرات وزلات وخطايا كان سببها اللسان,كن قليل الكلام كثير الصمت وأعرض عن اللغو فهو مزلاق للغيبة,كم من كلمة لاخير فيها ولا فائدة منها جَرت غيبة محرمة. وقد قِيل في تعريف اللغو ( إذا كان الأمر يعبر عنه بكلمتين تكون الثالثة لغوًا).
قال ابن المبارك:
وإذا هممت بالنطق بالباطل... فاجعل مكانه تسبيحا
فاغتنام السكوت أفضل من..... خوض وإن كنت في الحديث فصيحا
وقال الحسن البصري (ما حفظ دينه من لم يحفظ لسانه)
وقال ابن الوردي(والله لترك الغيبة عندي أحب إلى من أتصدق بجبل من ذهب)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:( من يضمن لي ما بين لحييه، و ما بين رجليه، أضمن له الجنة)
*مابين لحييه=المراد اللسان
*مابين رجليه=هو الفرج
*قُتل رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم:فبكت عليه باكية فقالت وا شهيداه ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم(ما يدريك أنه شهيد؟! لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ، أو يبخل بما لا ينقصه)
وقال صلى الله عليه وسلم:( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
وقال الحسن البصري:من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه.
وقال معروف رحمه الله:كلام العبد فيما لا يعنيه خُذلان من الله عز وجل.
وقال سهل رحمه الله:من تكلم فيما لا يعنيه حُرم الصدق.
|
|
|