11-04-2009, 06:54 AM
|
#3
|
|
هذا يذكرني لهذه القصة
تقول القصة إن ملكاً أصبح من يومه وقد تعكر مزاجه بالنظر إلى رؤيا رآها في منامه تلك الليلة،
حيث رأى أن أسنانه كلها قد وقعت، ولم يبق له إلا سنٌ واحدة!
أرسل الملك في طلب من يُعبّر رؤياه فلما وقف أمامه وروى عليه ما رأى قال له المفسر: يا مولاي، إنك ستفقد كل أهل بيتك ولن يبق من أهلك إلا أنت.
هنا تعكر المزاج الملكي وازداد الملك حدة على ما أقلقه من شأن الرؤيا , فما كان منه إلا أن أمر بالمفسر فألقي في غياهب السجن،
فكيف يقول للملك إن أهله كلهم سيموتون؟!
نُفّذت الإرادة الملكية واقتاد الحرس المفسّر المسكين إلى السجن ,
لكن القلق عاود الملك وتكررت الرؤيا تمُرُّ بتفاصيلها أمامه فطلب مُفّسراً آخر وسأله تعبير رؤياه ,
فقال له المُفسر الجديد: يا مولاي أنت أطول أهلك عمراً فهنيئاً لك , فأمر بإكرام المفسر الثاني ,
وبعيداً عن كون هذه القصة قد وقعت بالفعل أو أنها من خلق المصنفين إلا أن المفسرين الأول والثاني قد أوصلا ذات المعنى بلغتين مختلفتين أحدهما رآى القصة بزاوية إيجابية، والآخر رآها بزاوية سلبية واستخدما ألفاظاً وسياقات طبقاً لرؤيتيهما فقاد التفسير الإيجابي صاحبه لكرم الملك وقاد التفسير السلبي صاحبه لسجن الملك ,
نمر بحياتنا بالكثير من الأمور تعكس رؤيتنا لها بإيجابية إيجابياتها ويمكن أن نراها من زوايا أخرى لا تعزز إلا الإحباط والتشاؤم والجزء الفارغ من الكأس .. ولكل وجهة هو موليها .. فاستبقوا الخيرات.
|
|
|