ومضة : اعلمي أن ما أصابكِ لم يكن ليخطئكِ
العسجدة الثامنة :
كوني مشرقة النفسِ يحيِّكِ الكون
أتحسبُ أن البؤس للمرء دائمٌ .. .. .. ولو دام شيءٌ عدَّه الناسُ في العجبْ
انظري للحياة نظر المحب المتفائل ، فالحياة هدية من الله
للإنسان ، فاقبلي هدية الواحد الأحد ، وخذيها بفرحٍ وسرور ،
اقبلي الصباح بإشراقه وبسمته الرائعة ، اقبلي الليل بوقاره
وصمته ، اقبلي النهار بسنائه وضيائه ، عُبَّي الماء النمير
حامدةً شاكرة ، استنشقي الهواء فرحةً مسرورةً ، شُمِّي الزهْرَ
مسبِّحةً ، تفكَّري في الكون معتبرةً ، استثمري العطاء المبارك
في الأرض ، في باقة الزهر ، في طلعة الورد ، في هَبَّة النسيم ،
في نفحة الروض ، في حرارة الشمس ، في ضياء القمر ، حوِّلي
هذه العطاءات والنعم إلي رصيدٍ من العون على طاعة الله ،
والشكر له على نعمه ، والحمد له على تفضُّله وامتنانه ، إياكِ
أن يحاصركِ كابوسُ الهموم وجحافلُ الغموم عن رؤية هذا النعيم ،
فتكوني جاحدةً جامدةً ، بل اعلمي أن الخالق الرازق – جلَّ في علاه –
ما خلق هذه النعم إلا ليستعان بها على طاعته ،
وهو القائل : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً
إشراقة : أفضلُ الكرم وأنقاه يكون من
أولئك الذين لا يملكون شيئاً ،
ولكنهم يعرفون قيمة الكلمة والابتسامة ،
وكم أناسٍ يُعطُون وكأنهم يصفعون ! .