بسم الله الرحمن الرحيم
التقاعد نهاية حتمية لكل موظف
كلمة مريحة في لفظها ومعناها فالتقاعد من القعود وهو ضرب من اضرب الراحة
لاأجد في تلك الكلمة مايخيف او يرعب فبعد عناء العمل لسنين طوال ومايصاحب ذلك العمل
من مجهود ذهني وبدني تأتي مرحلة الراحة فهو حق مشروع .
أخي ابراهيم اتفق معك في جل ماتفضلت به الا اني استبيحك العذر في لومك في جزء بسيط وتذكيرك
بما غاب عن ذهنك وهو المنظور الديني للمسألة
اخي الكريم من الواجب علينا طاعة الله في كل وقت وفي كل حين وعلى اية حال كنا فيها
الا انه قد تشغلنا مشاغل الدنيا او تقلل من طاعتنا لله من صلاة واتحدث هنا عن السنن وليس الفروض فالفرض
واجب علينا اداءه .
فمع انشغالنا في اعمالنا يضيع علينا الكثير من الخير من صلاة ودعاء وزيارة لمريض ووووووو كثير من
الاعمال الصالحة .
اما المتقاعد فانه في خير عظيم حيث لاعمل يربطه ويشغله عن القيام بما فات الاخرين من الخير العظيم
فالواجب على كل متقاعد ان يمتثل لأمر الله سبحانه وتعالى في اشغال وقته في الطاعة والعبادة
قال تعالى (( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) )) سورة الشرح
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الاية مايلي :
{ وَقَوْله تَعَالَى " فَإِذَا فَرَغْت فَانْصَبْ وَإِلَى رَبّك فَارْغَبْ " أَيْ إِذَا فَرَغْت مِنْ أُمُور الدُّنْيَا وَأَشْغَالهَا وَقَطَعْت عَلَائِقهَا
فَانْصَبْ إِلَى الْعِبَادَة وَقُمْ إِلَيْهَا نَشِيطًا فَارِغ الْبَال وَأَخْلِصْ لِرَبِّك النِّيَّة وَالرَّغْبَة}
فلا تحزن ايها المتقاعد فانت في خير عظيم قد يحسدك الغير عليه فأحسن استغلاله
ولا يدل ماذكرت على تخاذل وتكاسل المتقاعد والجلوس مضموم اليدين
بل الجد والاجتهاد في امور الدنيا الصالحة التي تعود عليه بالخير والنفع
قال تعالى (( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ
اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) )) سورة القصص
وتفسير هذه الاية الكريمة مايلي :
ذكر ابن كثير في تفسيره { وَقَوْله : " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاك اللَّه الدَّار الْآخِرَة وَلَا تَنْسَ نَصِيبك مِنْ الدُّنْيَا "
أَيْ اِسْتَعْمِلْ مَا وَهَبَك اللَّه مِنْ هَذَا الْمَال الْجَزِيل وَالنِّعْمَة الطَّائِلَة فِي طَاعَة رَبّك وَالتَّقَرُّب إِلَيْهِ بِأَنْوَاعِ الْقُرُبَات الَّتِي
يَحْصُل لَك بِهَا الثَّوَاب فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة " وَلَا تَنْسَ نَصِيبك مِنْ الدُّنْيَا" أَيْ مِمَّا أَبَاحَ اللَّه فِيهَا مِنْ الْمَآكِل وَالْمَشَارِب
وَالْمَلَابِس وَالْمَسَاكِن وَالْمَنَاكِح فَإِنَّ لِرَبِّك عَلَيْك حَقًّا وَلِنَفْسِك عَلَيْك حَقًّا وَلِأَهْلِك عَلَيْك حَقًّا وَلِزَوْرِك عَلَيْك حَقًّا فَآتِ
كُلّ ذِي حَقّ حَقّه " وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّه إِلَيْك" أَيْ أَحْسِنْ إِلَى خَلْقه كَمَا أَحْسَنَ هُوَ إِلَيْك " وَلَا تَبْغِ الْفَسَاد فِي
الْأَرْض " أَيْ لَا تَكُنْ هِمَّتك بِمَا أَنْتَ فِيهِ أَنْ تُفْسِد بِهِ فِي الْأَرْض وَتُسِيء إِلَى خَلْق اللَّه " إِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ } " .
__________________________________________________ ________________
والله اعلم
وصلى الله على نبي الهدى محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه أجمعين
التعديل الأخير تم بواسطة ولد العيون ; 11-17-2005 الساعة 01:33 AM
|