بسم الله الرحمن الرحيم
ليس للقلب الا ان يحزن وليس للعين الا ان تذرف الدمع على ذلك المنظر
صورة تحمل في طياتها جبالا من الحزن وفي دواخلها انهارا من الدموع
صورة تنادي وتصرخ بأعلى صوت
يامن تراني وترأف على حالي لاترأف علي فالله هو الرؤوف الرحيم وهو الرازق المنعم يرزق عباده بغير حساب
كفاك حزنا علي واحزن على حالك واذرف الدمع على ما أنت عليه
فبين يديك مال الله لاتحسبه مالك استخلفه الله فيه وليس للعبد الا التصرف فيه ليحاسبه الله على ذلك التصرف
قال تعالى ((
وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ )) سورة النور
وقال عز من قائل ((
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ
كَبِيرٌ (7) )) سورة الحديد
فالمال مال الله فالنظر يا عبد الله ما انت فاعل بمال الله وكيف ستتصرف فيه
هل ستنفقه في الملذات والشهوات ؟
ام ستنفقه في العبادات والطاعات ؟
هل سيكون نكالاً عليك ؟ ام سيكون باباُ تتقرب به الى الله عز وجل ؟
نصيحتي لك يامن تنظر لصورتي وقلبك مليء بالحزن والحسرات علي أن تنفق من مال الله الذي اعطاك واستخلفك
فيه .
فانفق ينفق الله عليك ..........
أما سمعت قول الله عز وجل
أ ما سمعت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ..................... تعال واقرأ قول الله وقول رسوله
قال تعالى {
إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم }
وقال {
من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة }
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (
قال الله : أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك )
وأحب الأعمال إلى الله كما جاء في الحديث (
سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ) ، رواه البيهقي ، وحسنه الألباني .
وقوله : (
ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ) أخرجاه في الصحيحين .
أُ خيّ تذكر دائماً نعمة الله عليك وأن النعمة تزول فاحمد الله عليها وبادر بالصدقة وسارع بالإنفاق
لاتسرف ....................................
ولأن هذا المال هو في الحقيقة مال الله ، استخلف عباده فيه لينظر كيف يعملون ، فليس للإنسان الحق المطلق في
أن يتصرف فيه كيف يشاء ، بل إن تصرفاته ينبغي أن تكون مضبوطة بضوابط الشريعة ، محكومة بأوامرها
ونواهيها ، فيُبْذَل حيث يُطْلب البذل ، ويُمْسك حيث يجب الإمساك ، والإمساك حيث يجب البذل بُخْلٌ وتقتير ، والبذل
حيث يجب الإمساك إسراف وتبذير ، وكلاهما مذموم ، وبينهما وسط محمود وهو الكرم والجود ، وهو الذي أمر الله
به نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله :{
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا }
وامتدح به عباده المؤمنين بقوله :{
والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما }
قال ابن عباس : "
في غير إسراف ولا تقتير " .
وسُئل ابن مسعود عن التبذير فقال : "
إنفاق المال في غير حقه " .
__________________________________________________ _
كل الشكر والتقدير لك اختي الفاضلة على ماتقدمتي به وحركتي به مشاعرنا تجاه اخوان لنا
هم في امس الحاجة الى مساعداتنا وجزاك الله عنا كل خير
هذا والله اعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين