كل العداوات قد ترجى إماتتها=إلا عداوة من عاداك عن حسد..!!
إليك بعض الخطوات للتخلص من الحسد
الخطوة الأولى : أن نضع إصبعنا على موضع الداء ، أي نختبر أنفسنا لنكتشف هل أن داء الحسد قد تسرب إليها ، وكيف تتعامل مع تفوّق الآخرين واحترام الناس لهم وإعجابهم بما لديهم من مواهب وملكات .
الخطوة الثانية : أن نتحسّس مخاطر المرض وآثاره الوخيمة الداخلية والخارجية . فقد لا يذهب إلى الطبيب الذي لا يشعر بخطورة المرض أو يستسهله ، لكنّه إذا عرف أ نّه مرض خطير بادر إلى علاجه.
الخطوة الثالثة : دراسة أسباب الحسد في كلّ حالة ومناقشتها مناقشة علمية وصريحة ، فقد تختلف أسباب الحسد من حالة إلى أخرى . والغاية من دراسة الأسباب هو السعي لتجفيفها وردمها قبل أن تصبح حفرة عميقة يصعب الخروج منها .
الخطوة الرابعة :
وصفة العلاج ، وهي وصفة تشتمل على بنود عديدة ، منها :
1 ـ أن نتذكّر دائماً أنّ النِّعَم هبات إلهية ولا تقاس بالاستحقاق وعدم الاستحقاق ، فحكمة الله أبلغ وأوسع من مداركنا
(أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )( النساء / 54 .).
2 ـ لنتذكّر أيضاً ، أنّ المحسود لا يقصد ـ في الأعمّ الأغلب ـ الإساءة إلينا ، أو إثارة حالة الحسد داخل نفوسنا ، فلِمَ نحاربُ إنساناً بريئاً أو نشهر العداوة ضدّه ؟!
3 ـ لنتعلّم .. أن نتطلّع إلى ما في أيدينا من نِعم ومواهب وخصائص ، ولا يكون أكبر همّنا أن نمدّ أعيننا إلى ما متّع الله به غيرنا .. فالعيون المتطلّعة إلى الأعلى تتعب.. أكثر النظر إلى مَنْ هم دونك ، فهو نظرٌ يحمل إليك الكثير من المشاعر الرضية الشكورة .
(قد يقول شاب أو فتاة إذا أدمنا النظر إلى مَنْ هم دوننا فإنّنا سوف لن نتطوّر ، وهذا الكلام صحيح على صعيد الفضائل الخُلقية والإرتقاء بالمستوى العلمي وتطوير الأداء العملي أمّا الماديات والشكليات فمن طبيعتها أنّها ترهق كواهلنا النفسيّة .)
4 ـ أن نتذكّر أنّ امكانية السعي للحصول على ما لدى الغير أو بعضه أو أكثر منه ، متوافرة خاصّة إذا امتلكنا إرادتنا وعزمنا وتصميمنا على بلوغ ما نتمنّى . وهذه ليست وصفة تسكينية ، فلعلّك جربتَ في حياتك كيف أنّ الإرادة ـ كما يقال ـ تصنع المستحيل أو تقهره .
إنّ السعي بحد ذاته يخفّف من مشاعر الحسد وربّما يزيلها تماماً ، أو يقلبها إلى (منافسة شريفة) أي التنافس في الخيرات والإبداع والتنمية والتطوير .
5 ـ نمِّ ما لديك من نقاط إيجابية ومزايا طيبة ومواهب أوّلية حتى تكون مرموقة .
6 ـ لنتذكر دائماً .. مساوئ الحسد وأضراره وشروره وما فعله بالحسّاد من قبل ، وليردّد مَنْ يشعر بالحسد قول الشاعر :
لله درُّ الحسد ما أعدله=قد بدأ بصاحبهِ فقتله !
والعاقل ـ كما يقال ـ مَنْ اتّعظ بغيره ، فهل أرتضي لنفسي أن أكون طُعمة للحسد يأكلني ليلاً ونهاراً ، وأنا أتفرّج على مشهد افتراسي دون أن أضع حدّاً أو نهاية لاسترساله في نهش قلبي ومشاعري ؟!
7 ـ لنقرأ في عيون الناس وملامحهم وانطباعاتهم ومواقفهم من الحاسدين ، لنرى كيف أ نّهم ينبذون الحسود ويمقتونه ويهربون منه هروبهم من النار المحرقة . ولندِر البصر لنرى الحسّاد كيف يُحشرون في الزوايا الضيّقة .. مهملين .. محتقرين قد انفضّ الناس من حولهم .
8 ـ حاسب نفسك عند كلّ حالة حسد .. ولا تدعها تمرّ وأنت ساكت أو راض .. اعتبر ذلك حالة مشينة .. ربِّ في نفسك حالة التأنيب الداخلي ، فذلك سبيل مهم من سبل تطويق الحسد ومحاصرته تمهيداً لقتله .
وربّما كان نافعاً أيضاً أن تستثير في نفسك حالة الشعور بالإثم ، بأن تقول : هذه معصية .. هذه كبيرة .. هذا عملٌ يُسخط الله .. إلخ .
9 ـ راجع حالات الحسد التي تقدّم ذكرها في البداية .. ادرسها بنفسك .. حاول أن تواجه كلّ حالة بعكسها ، فإذا دعاك الحسد إلى طمس فضائل الآخرين .. خالفه وانشر تلك الفضائل .. وإذا حملكَ على التكبّر فجابهه بالتواضع .. وإذا دعاك إلى احتقار الآخر فقابله
بالاحترام والتقدير ، وإذا وسوس لك باغتيابه فأكثر من مدحه والثناء عليه ، وإذا ضغط عليك لتقاطعه أو تهجره فقابل ذلك بالألفة والتواصل .
فردود الأفعال هذه ستكون لها آثار إيجابية على نفسيتك ، وستجد أ نّك أكبر من خواطر شيطانية تريد أن تحبسك في زنزانة الحسد الضيقة .
10 ـ قوّ الحالة الإيمانية لديك .. التقوى والورع يمكن اكتسابهما
بالتربية الخاصّة ، والمفردات السابقة كلّها تزرع في داخلك هاتين الملكتين ، فإذا اتقيت الله في أخيك ولم تبغِ عليه بحسدك ، وإنّما تمنّيت له المزيد من التوفيق والنعم ، فإن ذلك سوف يحقق لك أكثر من مكسب ، فعلاوة على أ نّك تكسب مودّته ومحبّته وعرفانه بلطفك ، فإنّ الله سيرزقك مثله وزيادة ، وستعيش هانئاً قرير العين .
11 ـ راجع كتب الأخلاق والمواعظ التي قيلت في علاج الحسد ، والدراسات التي تضع خطوات عملية لمجابهته ، وستجد فيها ما يأخذ بيدك في طريق المكافحة .
12 ـ اعمل بنصيحة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأ نّها مجرّبة وذات أثر فعّال ، فلقد قال لأصحابه ذات يوم : «ألا إنّه قد دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد ، ليس بحالق الشعر ، لكنّه حالق الدين ، وينجّي منه أن يكفّ الانسان يده ، ويخزن لسانه ، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن» .
فالنبي (ص) هنا يقدِّم لنا وصفة علاجية ناجحة للحسد ، في قوله «وينجِّي منه» ، فالنجاة من الحسد ترتكز على ثلاث ركائز :
أ . كفّ اليد : أي أن لا يتحرك الحسد من حالة نفسية داخلية إلى ممارسة للعنف مع المحسود في الخارج ، كما فعل (قابيل) مع (هابيل) فقد بسط إليه يده ليقتله .
ب . حبس اللسان : فلا يطفح الحسد من الداخل إلى اللسان بكلمات الفحش والبذاءة والتسقيط والسُّباب والتشهير والغيبة والبهتان ، فتلك روائح منتنة لا تنبعث إلاّ من القلب الآسن الذي تنمو فيه طحالب الخبث والسوء والرذيلة والتشفّي .
ج . لا تكن غمّازاً:والغمز هو الطعن في سمعة وقدرات ومواهب المحسود من أجل إسقاطه في نظر الآخرين،لأنّ الحاسد يريد أيضاً أن يؤلّب غيره على محسوده حتى لا يبدو الحاسد الوحيد.
وقد طرح النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) العلاج المذكور بصيغة أخرى في حديث آخر ، حيث يقول : «وإذا حسدت فلا تبغِ» أي يجب أن لا يتطوّر الحسد لديك إلى حالة بغي وعدوان ومكيدة وحقد أعمى .
الخطوة الخامسة :
واظب على العلاج .. واحمل نفسك على تطبيقه .. ولا تضع الدواء على الرف دون أن تستخدم منه شيئاً ، وإلاّ مكنتَ داء الحسد من أن يكون عقدة مستحكمة .
_________________
عين .. أم حسد؟!
يخلط البعض بين الحسد والعين ويظنون أنهما مترادفان. بينما هما مختلفان إذ أن الحسد خليقة سيئة مذمومة ذمتها النصوص القرآنية والنبوية ونهت عنها. أما العين أو النظرة فهي إصابة الأشياء أو الإنسان بعين الحاسد أو نظره. وهو مفهوم شاع بين الناس باسم الحسد. فصار يطلق على كل صاحب قدرة على الإصابة بالعين وصف (حاسد).
وقد وجدت في قراءاتي أن الحسد الوارد في الآيات القرآنية إنما يقصد به ذلك الخُلق السيئ الذي يتمنى زوال النعمة عن المحسود دون القدرة على التأثير على المحسود وإصابته بالضرر، فالحسد نفسه لا ينقل ضررا إلى المحسود فيصيبه كما تصيب العين.
وقد تكون آية سورة الفلق:
(ومن شرّ حاسد إذا حسد) موحية بأن الحسد شر يستعاذ بالله منه إلا أننا حين ندقّق في اللفظ المستخدم نجد أن المستعاذ منه في الآية هو الحاسد وليس الحسد في حد ذاته، لأن الحاسد إذا حسد وتحرّكت نوازع الحقد عنده قد يتحوّل إلى عدو للمحسود يسعى في أذيته. أما العين فهي ذات قوة مؤثرة تنبع من (العائن) وتصيب الآخرين فتسبب لهم أضراراً متفاوتة.
ومن ذلك نرى أنه حين حسد أولاد يعقوب أخاهم يوسف ألقوه في الجب بأيديهم، ولم يقع وحده بتأثير الحسد وحين حسد قابيل أخاه هابيل قتله ضرباً بالحجر ولم يمت هابيل فجأة. وقد جاء الفرق بين المفهومين واضحا في حديث جمع بينهما في اللفظ: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه جبريل قال: (باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين). وفي الحديث ما يدل في دقة بالغة على أن الشر يأتي من الحاسد إذا حسد، ويأتي من ذي العين، وهو شخص مختلف قد يكون حاسداً وقد يكون غير حاسد، فليس كل إنسان قادراً على الإصابة بالعين.
وعن أثر العين وضررها ورد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال: اغتسل أبو سهل بن حنيف فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر إليه، وكان سهل شديد البياض حسن الجلد، فقال عامر: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء، فوعك سهل مكانه واشتد وعكه. فأُخبر الرسول بوعكه فقيل له: ما يرفع رأسه، فقال: هل تتهمون أحدا؟ قالوا: عامر بن ربيعة، فدعاه رسول الله فقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، ثم أمره بالاغتسال فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه من ورائه فبرأ سهل من ساعته.
وقد قال صلّى الله عليه وسلّم:
(العين حق،ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغتسلوا)
والأمر في الحديث واضح بشأن وجوب استجابة العائن وعدم الامتناع عن الاغتسال إذا اتهمه أهل المصاب بالعين أو أحسّ هو من نفسه أنه عان أحدا.
وقد انتشرت الإصابة بالعين في زمننا هذا انتشارا عظيما. وهناك من يصاب بالعين وهو لا يعلم، لأنه يجهل أو ينكر تأثير العين عليه. لأن أعراض العين في الغالب تظهر كمرض من الأمراض العضوية التي غالبا لا تستجيب إلى علاج الأطباء.
كما يستنكر البعض أن تكون العين وراء الكثير من الأمراض والمصائب والمشاكل التي تحل بالإنسان. بل إنهم قد يتهمون الشخص المتضرّر من العين بأنه يبرر كل أخطائه وخسائره بأن العين هي السبب. ناسين قول النبي صلى الله عليه وسلم بشأنها:
(تورد الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر)
كما قال:
(أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين).
وإن كان هذا لا يعني أن نغالي فننسب كل شيء إلى العين. لكن يجب الاحتياط ودفع غوائل الشر ما استطعنا لاتقاء شر العين قبل وقوعها. وفعل ما هو مأذون به شرعا بعد وقوعها.
ويجب على صاحب العين ذات الشرر الذي يصيب الآخرين إذا رأى ما يعجبه أن يفعل كما أمر الرسول عليه السلام: إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة. وأن يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. فقد قال تعالى:
«ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله» فالمرء قد يؤذي بعينه ماله وولده وأعز الناس عنده، بل قد يصيب بها نفسه، لذا شاع المثل القائل (ما يحسد المال إلا أصحابه)
-الحسد وخطورته صحيا:
أكدت الدراسات العلمية أن التعرض للضغوط النفسية والكروب أو الانفعالات الشديدة يمكن أن يثير نوبة الذبحة الصدرية ، وهناك دلائل علمية حديثة تشير إلى ذلك فالحسد ممكن ان يسبب جلطة للقلب لان صاحبها يصاب بالقلق والهم والقلقون أكـثـر الناس عرضة لجلطة القلب.
اصبر على حسد الحسود فان صبرك قاتله= كالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله
____________
بعض آثار الحاسد وأضراره على الفرد والمجتمع :
1- حلق الدين ( دبّ إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر ) .
2- إنتفاء الإيمان الكامل ( لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد ) .
3- رفع الخير وانتشار البغضاء في المجتمع ( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ) .
4- اسخاط الله وجني الأوزار ( الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) .
5- مقت الناس للحاسد وعداوتهم له ( شر الناس من يبغض الناس ويبغضونه ) .
6- الحاسد يتكلم في المحسود بما لا يحل له من كذب وغيبة وإفشاء سر .
الموقف الذي يجب أن يقفه المحسود من الحاسد1
1- الرجوع إلى الله وتجديد التوبة مع الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه .
2- التوكل على الله .
3- الاستعاذه بالله وقراءة الأذكار والأوراد الشرعية .
4- دعاء الله بأن يقيك من الحساد .
5- العدل مع الحاسد وعدم الإساءة إليه بالمثل .
6- الإحسان إلى الحاسد .
7- الرقية .
8- عدم إخبار الحاسد بنعمة الله عليك .
لو قال قائل أنا أبتليت بالحسد ! فكيف أزيل الحسد من قلبي ؟ 1
1- التقوى والصبر .
2- القيام بحقوق المحسود .
3- عدم البغض .
4- العلم بأن الحسد ضرر على الحاسد في الدنيا والآخرة .
5- الثناء على المحسود وبرّه .
6- إفشاء السلام .
7- قمع أسباب الحسد من كبر وعزة نفس .
8- الإخلاص .
9- قراءة القرآن .
10- تذكر الحساب والعقاب .
11- الدعاء والصدقه .
تأمل في الأدلة التالية واستنتج منها مظاهر قبح الحسد ؟ 1-
قال تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) .
مظهر قبح الحسد أنه أول ذنب عصي الله به في السماء .
2- قال تعالى ( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين ) .
مظهر قبح الحسد أنه أول ذنب عصي الله به في الأرض .
3- قال تعالى ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) .
مظهر قبح الحسد أنه من صفات الكفار من اليهود والنصارى .
4- قال صلى الله عليه وسلم ( لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ، ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد ) .
مظهر قبح الحسد أنه يضاد الإيمان بالله تعالى .
5- قال صلى الله عليه وسلم ( دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء ) .
مظهر قبح الحسد أنه داء وقع فيه جميع الأمم من قبلنا .
____________________