[باب الليل]

ومن غرائب ما يذكر عن أحد الملوك
أنه كان له مادح و قادح .
فأما المادح فهو أحد أفراد الرعية
وظيفته أن يستيقظ باكراً فيعمد إلى قصر الملك فيطرق باب القصر ويعرف بنفسه ثم يفتح له ، ثم يعمد إلى غرفة الملك فيوقظه , ثم يبدأ في مدحه ناسباً إليه أجمل الأوصاف , كأن يقول له : إنه شجاع ، كريم ، حكيم ، وإنه خير إنسان على وجه البسيطة جمعاء . فيطرب للملك هذا المديح ويمنحه الهبات وقد لايمنحه شيئاً .

فإذا كان المساء جاء دور القادح , وهو رجل ورث هذا المنصب عن أبيه
فيدخل على الملك ويأخذ يوبخه على أعماله ويتهمه بالكسل ، والتواني عن القيام بواجبات الملك , ويذكر له حوادث معينة لم يحسن فيها السياسة وإدارة شؤون البلاد , كل ذلك والملك صامت لايحق له الدفاع عن نفسه .
ولكنّ جلاد الملك واقف إلى جانبه يحمل سيفاً يراقب جمهور الواقفين , فإذا رأى أحد الحاضرين أبدى سروراً بهذا التوبيخ عمد إليه ففصل رأسه عن جسده !!

أما الملك فيحق له أن يتفادى التوبيخ العنيف إذا أرضى القادح فقدّم إليه الهدايا لكي لايبالغ في تأدية عمله ...

الله يعطيك العافية كرستانة تلمع