عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2008, 10:46 PM   #106

خربشات مبدع
عيوني بديع
 
الصورة الرمزية خربشات مبدع

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 2094
التسِجيلٌ : Nov 2007
مشَارَڪاتْي : 1,462
 نُقآطِيْ » خربشات مبدع is on a distinguished road
افتراضي

أم الجماجم وحب في المقابر

الحلقة 23

اللعنة يا فارس بتظل لعنة كلنا ورطنا بلعنة القبور وهلأ ما في حل .. انا ترجيتك ما تحاول تشوف وجهي وقلت لك انو ما حد بشوف وجه بنات جورجيت الا وبشوف عتمة القبور وانت ما صبرت وما صدقت !!

فقال فارس : ياسمين انا ما كنت اعرف انو وراك كل هالقصة وهلأ لازم نلاقي حل ان كان الحل انو ادخل قبر واسكن فيه لسبع ايام انا جاهز وما يهمني شو حيصير فيّ ... وان كان الحل انو اتجوزك واسكن معك تحت القبور تتخلفي بنت انا جاهز من هلأ بس هاللعنة تنتهي وتطلعي انت للنور.

ضحكت ياسمين وقالت : هذا الكلام قالوا ابوي لأمي ... واكثر من هيك كمان ، بس ما صبر وهرب وحكم علينا ننولد في العتمة ونعيش في عتمة القبور ... ما فيّ حل يا فارس " لعنة القبور " ما في منها هروب.

فقال فارس : ما في شيء ما الو حل يا ياسمين كل شيء الو نهاية .

فردت ياسمين : الا لعنة القبور ما الها نهاية...

فتنهد فارس ورد باستياء : ما الها نهاية لانه انتن ما بدكن تنتهي.

فقالت ياسمين : هذا اللي كتبوه علينا عيلة الدهري...

فقال فارس : طيب يا ياسمين عيلة الدهري السبب ، عيلة الدهري عذبت ستك جورجيت ودفنتها طيبة وبسببها عشت انت وامك واختك تحت القبور بس مية سنة مروا .... مية سنة وانتوا بتقتلوا برجال الدهري اللي الو ذنب ولّي ما الو ذنب ... كل هذا الانتقام ما بكفي

غضبت ياسمين وقالت : احنا ما قتلنا وما اذينا حد...رجال الدهري فتحوا القبور وسكنوها بخاطرهم وما حدا اجبرهم...!!!

قال فارس : يا ياسمين في حد بحفر قبره بيده وبيدفن حالو فيه وبخاطروا ...في مجنون في الدنيا بيعمل هيك؟؟!!

رفعت ياسمين حاجبيها ورمقت فارس بنظرة غريبة مليئة بالغموض والثقة

وقالت : آه يا فارس فيّ ناس كثير وخاصة اذا كانوا من ذكور الدهري بفتحوا القبور وبسكنوها بخاطرهم وبدون ما حد يجبرهم ... ما انت يا فارس كمان فتحت قبور وما حدا جبرك وحتسكن القبر بخاطرك مثلك مثل كل رجال الدهري.

فقال : صحيح كلامك بس انت اللي دفعتيني اعمل هيك ...وانت اللي سحرتيني........

فردت : شو يا فارس ارجعنا للكلام الفاضي .. سحرتيني وسحرتك مليح اذا صرت بتأمن بالسحر وبالكلام الفاضي على اخر ايامك...

فقال بصراحة : فيّ اشياء احسن للانسان ما يفهمها واذا انا بدي افهم قصة ستك جورجيت وامك واختك واهلي وكيف بفتحو القبور وكيف بيسكنوها وشو هالقوة الغريبة اللي عندكن ما بعرف .. اصدق ولا ما اصدق بكفيني اللي شفتوا واللي عرفتوا ... وما بدي افهم الا كيف هالقصة بدها تنتهي .. وما بدي افهم ولا شيء ثاني؟؟؟

فقالت ياسمين : انا ما عندي مشكلة اذا بدك تفهم أي شيء انا جاهزة افهمك .. انا اصلا ما في شيء وراي غيرك.

فقال فارس : شغلة وحدة اللي بدي افهمها وبس ... اللي كانوا بدخلوا القبور من رجال الدهري كانوا بموتوا ولا شو اللي كان بصير فيهم؟؟!!

فقالت ياسمين ساخرة : هلأ قلت انك ما بدك تفهم اشي ..شو غيرت رأيك...؟ على العموم اللي كان بيطلع منهم بعقله كان يتعلم انو عمرو ما يئذي حدا وعمروه ما يتباهى انو من عيلة الدهري واغلبية رجال الدهري كانوا بطلعوا مجانين لانه اصلهم مجانين.

فقال فارس مازحا : طيب هو ما ظل حدا من عيلة الدهري غيري !

فقالت : لا ظل أكم واحد هون وهون بس انا تاركتهم لاختي وردة تتسلى فيهم.

اقترب فارس من ياسمين وامسك بيدها دون ممانعة من طرفها ...

وقال لها : بحبك ... بحبك وما بدي الا هالكابوس ينتهي..

رفعت ياسمين رأسها وقالت بلهجة حزينة : لو هالموضوع بأيدي كنت تركتك بحالك وما بدي كل هاللعبة .

فقال فارس : طيب شو راح تعملي هلأ ..؟!

بكت ياسمين وقالت : مش عارفة؟؟!! ... انا تعبت وانا لازم ارجع لامي واختي واسلم العهد لاختي من جديد بلكي هي عرفت تعمل اشي..

وسحبت ياسمين يدها من يد فارس وتركته وسارت بين الاشجار ..

لحق بها فارس وحاول ان يستوقفها .. فنظرت اليه وسارت من جديد .. لم يستطع اللحاق بها وكأن هناك قوة ما تمنعه من فعل ذلك... جلس فارس على صخرة واخذ يفكر ويفكر ومن ثم قاد سيارته وعاد الى منزله في الناصرة.

اما ياسمين التي لم تستطع ان تخفي حبها لفارس ... فقد سارت عبر طرقها السرية الغامضة حتى وصلت الى احدى المقابر وجلست على حافة احد القبور القديمة شاردة الذهن تبكي لا تأبه بشيء ومن ثم مسحت دموعها واستعدت وكأنها تتهيأ لمقابلة احد ... ارادت ان لا يشعر بأنها تبكي ...

ازاحت حجرا من طرف القبر ليفتح من خلاله باب صغير يكشف عن درج قديم نزلت منه الى سرداب طويل يضيئه نور خافت منبعث من فتحات صغيرة تظهر بالكاد من جوانب السرداب ، تزينه رسومات وحروف قديمة ... اخذت تسير بخطى حزينة بطيئة ... حتى وصلت الى نهاية السرداب المغلق بجدار حجري...

وضعت يدها على طرف الجدار فتزحزح وافضى الى سرداب آخر دخلته فاغلق الجدار من جديد وسارت ياسمين من سرداب الى آخر حتى وصلت الى قاعة واسعة كبيرة مفروشة بأجمل الاثاث...

وفي القاعة جلست هناك امرأة غاية في الجمال والوقار تبلغ من العمر نحو60 عاما لا يبدو عليها انها من ذلك الجيل بل يبدو على ملامحها انها ابنة ثلاثين عاما او حتى اقل وبجانبها جلست فتاة سبحان الذي خلقها انعكست عليها صورة ياسمين ولولا اختلاف ما ترتديان لاستحال التمييز بينهما ...

وقفت ياسمين تنظر اليهما وهما ينظران اليها.

ولم تتمالك ياسمين نفسها فأسرعت والقت بجسدها في حضن المرأة ... واخذت تبكي بحرقة وألم ....احتضنتها المرأة بقوة واخذت تمسح بكفها على شعرها وجسدها

ورفعت ياسمين رأسها قليلا وقالت وهي تشهق من شدة البكاء " ماما انا تعبت "

واعادت رأسها من جديد الى حضنها وثلاثتهن صامتات لا يتكلمن.. وانهمرت الدموع من عيني الفتاة التي كانت تراقب المشهد بهدوء وصمت وكانتا تعلمان سبب بكاء ياسمين.

مرت دقائق ودقائق ... لترفع المرأة رأس ياسمين من حجرها وامسكت برأسها بحنان وازالت خصلات من الشعر المبتلة ، ومسحت الدموع المنهمرة عن خدي ياسمين وامطرتها بقبلات حارة ..

وقالت لها : مالك يا ماما شو فيّ ؟؟!!

ردت ياسمين : انا تعبت يا ماما ..انا زهقت ...

نظرت اليها امها بأشفاق وحزن وقالت : بعرف يا ماما ، بعرف ... بس شو نعمل قدر وانكتب علينا.

رفعت ياسمين رأسها وصرخت بأعلى صوتها وقالت : قدر شو يا أمي اللي مش مخلينا نشوف النور..؟ قدر شو يا أمي اللي حكم علينا نعيش تحت القبور .

تأففت ام ياسمين وامتعضت وقالت بلهجة حادة : شو ناقصك يا ياسمين؟!!...في شيء طلبتيه انت واختك وردة وما اخذتوه ... في شيء اتمنتوه وما حصلتوا عليه ..شو ناقصك انت واختك احلى واذكى واقوى بنات الدنيا ..شو ناقصكم.

ضحكت ياسمين وهي تطلق ضحكة مقهورة وقالت : شو ناقصنا يا أمي ...ناقصنا نعيش تحت الشمس، ناقصنا نعيش مثل كل الناس ... وجمال ايش ياأمي اللي بتحكي عليه واللي بشوفنا ملعون ، جمال ايش اللي محرم على حدا يشوفوا .. جمال محرم عليه يحب ويتجوز الا عدوه...جمالنا مدفون بين القبور يا أمي ولو ينتا يا أمي بدنا نظل نطارد اولاد الدهري....

اقتربت الفتاة الاخرى من ياسمين واحتضنتها ليشكلان معأ اجمل لوحة حزينة ...واخذت تهدأها بحنان ...

نظرت اليها ياسمين وقالت : اتعبت يا وردة ؟....

ردت عليها : معليش يا اختي...

اقتربت الام واحتضنت ابنتيها وردة وياسمين واجلستهما الى جوارها وقالت : يا بناتي انتو بالنسبة الي نور هالدنيا وشمسها ، وانتو الامل اللي هيطلعنا للنور ... انا لما كنت بسنكن بكيت كثير وحزنت كثير وتعبت كثير وكانت ستكم جورجيت بتقول لي انه البكا مش عيب ..ابكي مثل ما بدك بس لا تبكي قدام عدوك... واحنا انكتب علينا نبكي بالعتمة وما نبكي بالنور.

وبكلمات ناعمة وبريئة قالت ياسمين : طيب ليش ما نغير الوضع اللي أحنا فيه يا امي؟!

ردت عليها وقالت : ما بنقدر احنا جزء من لعنة القبور وبنحمل عهد جورجيت ولازم نحافظ عليه.

قالت وردة : وهاللعنة هاي ما الها نهاية ..؟؟

فردت الام : لعنة الها بداية وما الها نهاية... ولعنة جورجيت على كل اولاد الدهري وما دام في ذكر منهم بعيش تحت النور احنا مش راح نشوف النور.

فقالت ياسمين : بس يا أمي ما ظل حدا اليوم يحمل اسم الدهري...!!!

فردت الام : لا يا ابنتي ظل كثير وولاد الدهري معبيين البلد ....ومش مهم اسم العيلة اللي حاملينها المهم انهم من دم الدهري ومن نسله.

فقالت ياسمين : بس يا امي معظمهم ما بعرفوا انهم من عيلة الدهري وما الهم دخل في اللي صار..

الام : هاي لعنة الدهري ومش احنا اللي صنعناها ..حتلاحق ولد الولد.

فارادت وردة ان تتكلم ... ولكن الام قاطعتها قائلة لكلتا بنتيها : .......


تابع الحلقة 24
خربشات مبدع غير متصل   رد مع اقتباس