عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2007, 12:20 AM   #1

مرسول عيوني
عيوني قدير
 
الصورة الرمزية مرسول عيوني

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 1927
التسِجيلٌ : Sep 2007
مشَارَڪاتْي : 751
 نُقآطِيْ » مرسول عيوني is on a distinguished road
افتراضي يــا حــمـــــــار

بسم الله الرحمن الرحيم




مسكين هذا الكائن الصبور الذي لم يسلم من أذى أصحابه و لم يسلم أيضاً

من ألسنة البشر حتى أصبح مثالا يضرب به في البلادة و الغباء و لكن لم يعلم

الشامتون بأن هذا المسكين من أقوى الحيوانات تحملاً و صبراً وحفظاً

للطرق و قد أنعم الله عليه بخصائص و مميزات لم يمنحها للبشر ..!!



هذا الحيوان التاريخي المسالم الذي لم يكن الأرهاب و الدمار طريق له ولم يكن يوماً من الأرهابين كان له و لازال

فضل كبير بعد الله في حياة البشر فكان عوناً لهم , يساعدهم يحمل معهم زادهم و يحرث أرضهم

و يجلب لهم خير وفير ومال جزيل .. و مع ذلك يضرب و يجلد و لا تنطق شفتيه بنصف كلمة ..





مسكين هذا الحيوان الأليف رغم ما يميزه عن غيره الا و إنه يتلقى وابلاً من الشتائم و الضرب و الركل

تارة بالعصى و تارة بالأرجل و تارة بالحظر الاقتصادي . وغير ذلك كله إتهامه بهتاناً و زورا

حضوراً و غيبة بأمور هو بريء منها كـ براءة الذئب من دم ابن يعقوب ...



هذا الحيوان الصبور على الأذى بشتى أنواعه تغنى به الفنانيين ( بحبك يا حمار )

و انشئت بإسمه جمعية كان من أعضاءها عمالقة الأدباء في الوطن العربي

أمثال ( العقاد \ طه حسين ) و لهذه الجمعية باع كبير في تقديم المساعدة

للمرضى و تقديم العون للمحتاجين ..


صحيح أن صوت هذا المغلوب على امره نكرا كـ ( شلة شعبولا .. و سعد جمعه)

ولكن يجب ان لا نطلق عليه تهماً جما .. فالصوت ليس له علاقة بالغباء و التعاسة

و ( الدلاخة ) .. فهل جميع الادباء و العباقرة و الدكاترة و المفكرين و المغنيين

و الحكام و أصحاب المال يملكون صوتاً عذباَ شجيا ... بالتأكيد لا ..!!


عندما تريد الأم ان تنادي إبنها و هو لا يعيرها اي اهتمام تقول له ( يا حمار انت

ما تسمع ) , و عندما يوجه المدرس سؤالاً لإحد طلابه ( وين الواجب يا حمار ؟ )

الأمثلة كثيرة في ظلم هذا الحيوان الأليف و لعلنا نستمع لوابل من الشتائم

تلتصق به ( اسماً و صفة ) في كل يوم و ليله ..



دعوا و اتركوا هذا المسكين الفقير المغلوب على امره لشأنه , دعوه وحيداً ( اللي فيه كافيه )

دعوه يبحث عن رزقه كـ باقي الدواب و الحيوانات و البشر , و انشغلوا فيما يهمكم ..


كتبه الحجاج و املاه عليه ضميره رأفة و رحمة بأبي صابر ..
مرسول عيوني غير متصل   رد مع اقتباس