ملتقى مدينة العيون - مرثية الشيخ نمر العدوان في زوجته وضحى

مرثية الشيخ نمر العدوان في زوجته وضحى
هو الشيخ نمر العدوان وهي عشيرة مشهورة موطنها الآن الأردن وهو شاعر علم وكان الشاعر أميرا للبلقاء اشتهر بنبله وكرمه وسجاياه الحميدة قال الشيخ نمر هذه القصيدة التي اشتهرت لاحقا في مطلع القرن الثالث الهجري وسبب شهرة هذه القصيدة هي الحكاية خلفها إذ تقول الحكاية أن الشيخ كان له أعداء في العرب وكان مستهدفا من البعض وقد كانت له فرس مميزة لايمتطيها غيره وفي ليلة ظلماء رأى خيالا يحوم حول فرسه فأطلق النار على صاحب الخيال وأرداه قتيلا وإذ بها زوجته ومحبوبته وضحى وقد كانت شابة وكان له أولادٌ منها هذه القصيدة هي إحدى قصائد عديدة سمّيت بمرثيات نمر العدوان وقد جمعها ونشرها الأديب والمؤرخ الأردني روكس بن زايد العزيزي في كتابه نمر العدوان

الــبــارحـه يـوم الـخـلايـق نــيــــــامـــــا
بـيــّـحـت مــن كـثـر الــبـــكـى كـل مـكـنـون

قـمـت أتــوجـــّــد وأنـثـر الـمــا عــلى ما
مـن فــوق عــيــنـي دمـــــعـهــا كان مخزون

ولـي ونـــة ٍ مــن ســمــعـــَـهـا مـا يـناما
كــنـي صـويــب ٍ بــيـــــن الأضلاع مطعون

و إلا كــمــــا ونـة كـسـيـر الســــْـلامــــا
خــلـــّـــوه ربـعـه لـلــــمـعـــاديــن مـديـــون

فــي ســاعـــة ٍ قـــل الــرجــا والــمـحاما
فــيــمــا يــطــالــع يــــومـهــم عـنـه يـقـفون

و إلا فــ ونــة راعــبـيّ الـــحــــمــــامـــا
غــاد ٍ ذكــرهــا والــــقـوانـيـــص يــرمـون

تــســمــع لــهــا بـيـن الـجـرايـد حــطامـا
مــن نـوحــهـا تـــــدع ِ الـمـوالـيــف يـبكون

و إلا خــلــوج ٍ سـابــة ٍ لــلـــهــيــــامــــا
عـلى حـوار ٍ ضــايـــع ٍ فـي ضـحى الـكون

و إلا حـــوار ٍ مـشــْـيـــِــقــوا لـه شـمـاما
وهــي تـطـالــع يـــــوم جـــرّوه بـــعـــيـون

يــردون مــثــلـه والـضـوامـي صــيـــاما
تــرزّمــوا مـعـــهــــا وقـــامــوا يـحـنـــّـون

و إلا رضــيــع ٍ جــرّعــوه الــفـــطــامــا
أمــه غــدت قــبــــل أربـعــيــنــه يــتـمـّون

عـلـيـك يـالـلـي شـربـت كـاس الـمـحــاما
صـــرف ٍ بـــتـــــقــديــر ٍ مـن الله مـــاذون

جــاه الــقــضـا مـن بـعـد شـهـر الـصياما
صـــافـي الــجـبـيــن بـثـانـي الـعـيد مدفون

كـســـوه مـن عـرض الخـرق ثـوب خـاما
و قـامـوا عـلـيـه مـن الـتـرايـب يـهـلــّــون

راحــوا بـهــا حــروة صـــلاة الـيــِـمــامـا
عــنـــد الــدفـــن قــامــوا لــهـا الله يدعون

بــرضــاه والـجـنــه وحـسـن الـخـتـامـــــا
ودمــوع عــيــنــي فـوق خــدي يـهلــّــون

حــطــّــوه فـي قـبـر ٍ عـســاه الــهــيــامــا
فـي مــهــمـة ٍ مــن عــد الأموات مـسكون

يـــا حـفـرة ٍ يـسـقـي ثـراك الـغـمـامـــــــا
مــزن ٍ مــن الـرحـمـه عـلـيـهـا يـصبــّـون

جــعـل الـبـخــَـتـري والـنـفـل والـخـزامى
يــنـــبــت عــلى قـبـــر ٍ هـو فــيـه مـدفون

مــرحــوم يـالـلـي مـا مـشـى بـالـمـلامــــا
جـــيـــران بــيــتــه راح مــا مـنـه يشكون

وا وســع عـذري وان هــجــرت الـمـنـاما
ورافــقــت مـن عـقـب الـعـقـل كل مجنون

أخــذت انــا ويـــّــاه سـبـعـة عــــــوامـــا
مـــع مــثــلــهــن فـي كـيـفـة ٍ مـا لـها لون

والله كــنـهـا يـا عـرب صـرف عـــــامـــا
يـــا عــونـة الله صــرف الأيـــام وشـلون؟

و أكــبــر هـمـومـي مـن بـزور ٍ يــتـــامـا
و إن شــفــتــهــم قـدام وجـهـي يـبـكــّــون

و ان قــلــت لا تـبــكـون قـــالــوا عـلاما؟
نــبــكـي ويــبــكـي مــثــلــنــا كل محزون

قــلـت الـسـبـب تـبـكـون؟ قـالـوا يــتــــاما
قــلــت الـيـتــيـم أيــاي وانـتـم تـســجــّـون

مــع الـبــزور وكـل جــرح ٍ يــــلامـــــــا
إلا جــروح بـخـاطــري مــا يــطــيــبــون

جــرحــي عـمـيــق ٍ مـثـل كـسـر الـسلاما
الــى مــكـَـن.. عـنـه الأطـبــــّـا يعجزون

قــمـت اتـشــكـــّـى عـنــد ربـع ٍ عــــذامـا
جـــونــي عـلــى فــرقـا خـلـيـلــي يـعزّون

قــالـوا تـجـوّز وانـس لامــه بـــــلامــــــا
بـعـض الـعـذارى عــن بعضهن يسلــّــون

قــلــت انـهـا لـي وفـــّـــقـت بـالــولامـــــا
ولــو جــمــعـتــوا نـصـفـهـن مـا يـسـدّون

مــا ظــنــــــّـتــي تـلــقـون مـثــلـه حـراما
أيـضـا ولا فـيـهـن عـلى الــســر مـامــون

و أخــاف انــا مـن غــاديــات الــذمــامــا
اللــي عـلـى ضـيـم الـدهــر مـا يـتـاقــــون

أو خــبــلــة ٍ مــا عـــقـلـهـا بــالــتــمــامـا
تــضــحــك وهـي تـلدغ على الكبد بالهون

تــوذي عــيــالـي بــالـنـهــر والـكــــلامـا
و أنـا تـجـرّعـنـي مـن الـمــر بـصـحــون

والله يــا لــولا هـالصــغــار الـــيــتــــامـا
و أخــشــى مـن الـسـكــّـه عليهم يضيعون

لا أقـــول كــل الــبــيــض عــقــبه حراما
و أصـبـر كما يصبر على الحبس مسجون

عــلـيـه مـنـي كــل يـوم ٍ ســـــــلامــــــــا
عــدّت حــجــيــج الـبـيـت واللي يـطوفون

وصــل عـلــى سـيــّـد جـمـيـع الأنـــــامـا
عـلـى الـنـبـي يـالـلـي حـضـرتـوا تـصلون

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأحباب,,,
السلام عليكم ومساء الخيرات

الف تحية لباب الليل على طرح هذه القصيدة ..وكنت قبل اكثر من خمس سنوات طرحت موضوع هذه القصيده في بعض المنتديات وهذا نصه

واليوم اطرح موضوع للنقاش والاخذ والعطاء ، إلا وهو لمن هذه القصيدة اللي مطلعها يقول

البارحــة يوم الخلايق نياما "=" بيحت مـن كثر البـكا كل مكنون
قمت اتوجد وانثرالماء على ما "="من موق عين ٍ دمعها كان مخزون
ولي ونة ٍ مـن سمعها مايناما "="كني صويب ٍ بين الأضلاع مطعون
وإلا كمـا ونت كسير السلاما "="خـلوه ربـعه للمـعادين مـديون
في ساعة قل الرجا والمحاما "="في مـا يطالع يـومهم عنه يقفون
وإلا كما ونت راعبّية حماما "=" غـاد ٍ ذكرهـا والقوانيص يرمـون
تسمع لها بين الجرايد حطاما "=" مـن نوحها تدعي المواليف يبكون
وإلا خلـوج ٍ سايبة للهيامـا "=" على حوار ٍ ضايع ٍ في ضحى الكون
وإلا حـوار ٍ نشقـوله شماما "=" وهـي تطـالع يـوم جروه بعيـون
يردون مـثله والظوامي صياما "="ترزمـوا معهـا وقـامـو يحنـون
وإلا رضيع ٍ جرعـوه الفطامـا "=" توفـت امـه قبـل اربعينه يتمـون
عليك يا شـارب لكاس الحِمـاما "=" صـرفٍ بتقـدير ٍمـن الله مـأذون

ستكون الإجابة سريعة جداً ويمكن ان تكون بغضب هي بلاشك لنمر بن عدوان.كما نسبها معظم الرواة.
ولكن إلا يعقل ان تكون لشاعر أسمه محمد بن مسلم الاحسائي كما قال القله ومنهم الاستاذ عبد الله الحاتم في كتابة (اخبار ما يلتقط من شعر النبط).وكذا الشاعر الاستاذ بدر الحمد الشمري.
بالبداية دعونا نتعرف بسطور قليلة على نمر ومحمد عليهم رحمة الله.
نمر بن قبلان بن نمر بن حمدان بن عدوان من ال فائز الظفيري.

المعروف انه توفى سنة1238هـ وانه عاش ما يقارب80 سنة .وعندما ولد اسموه عبد العزيز(نمر).

وكان له من الشجاعة النادره وكرم عجيب وعلم جم فقد درس في القدس وفي الازهر بمصر

وكانت اسرة من الاسر الغنية.
وقد تعرف على وضحى في رحلة قنص ، ثم تزوجها وعاش معها 20سنة وقد توفيت بمرض الكوليرا(الورولر).
وجلس عند قبرها مدة. وقد تركت له عقاب وساره.
ثم تزوج وطفا اختها.
ثم صيته الشرارية.
ثم الجازية الصخرية
هذه سطور بسيطه عن نمر بن عدوان .

اما عن الشاعر الاحسائي محمد بن مسلم. هو من شعراء الاحساء ، عاش وتوفى ما بين 1200هـ إلى 1299هـ وهو معاصر لشاعر الاحساء الكبير (سليم بن عبد الحي).وكان فقير ، اتخذ المدح وسيلة في أشعاره في حياته، وله نفحات شعرية رائعه ويعد من الرعيل الاول في الشعر الشعبي.
والمعروف عن شعراء المدح عدم الانتشار إلى في نطاق ضيق جداً خصوصا في تلك الفتره وانعدم وسائل الاعلام.
والان اقدم وجهة نظري بنفي نسبة القصيدة إلى نمر بن عدون من نفس أبيات القصيدة:

قبلها اخواني ليكن شعارا في الحوار والنقاش قول الامام الشافعي يرحمه الله: راي صواب يحتمل الخطا ورايك خطاء يحتمل الصواب ومن جاء بافضل من قولنا اخذناه

اولاً : جاء في القصيدة:
جاءه الفضا من بعد شهر الصياما
صافي الجبين بثاني العيد مدفون

والمعلوم من روايات ال نمر انها لم تمت في العيد حيث يستغرب ان يكون شيخ من شيوخ القوم غير متواجد في العيد والعيد في البادية له طقوس خاصة.

ثانياً: جاء في القصيدة:
أخذت أنا وياه سبعة أعواماً
مع مثلهن في كيفية ما لها لون
يعني 14سنة ، بينما نمر مكث مع وضحى عشرين سنة كما جاء في روايات ال نمر وبني صخر وبالامكان كذلك قيس أعمار اولاده.
ويقول نمر في قصيدة له
قضيت أنا واياه رفقه طويله
زودا على العشرين واظنهن دون

ودون في اللهجة الاردنية تعني اكثر او اقل من الإضداد.

ثالثاً:وجاء في القصيدة :
وأكبر همومي من ابزور يتاما
وإن شفتهم قدام وجهي يبكون

يقول (ابزور) وهذه الكلمة ليست منتشره في منطقة شمال الجزيرة والبلقا
يقول نمر في احدى قصائده طفلاً صغيراَ يا وليفي شبط بي، يصيح بتالي الليل يا(نمر) يا ابي!
وجاء في قصيدة لنمر
ملحك يعوسنه إكفوفا نظايف،
إو بزرك امقطع من سبايك قضيبه

وهنا قال بزرك وهو يقصد رصاصك مقطع بعناية من سبائك وقضبان متقنه الصنع

رابعاً: جاء بالقصيدة:
و الله يالولا ها الصغار اليتاما
وأخاف من السكة عليهم يضيعون

اقول يقول في القصيدة (سكة) يقصد بها الطرق والشوارع وهذه لفظه حضريه بحته وليست من الفاظ البادية، ثم كيف وهو شيخ كبير لديه من الخدم والحشم والمال ان يجعله يخاف على ابناءه .

خامساً: جاء بالقصيدة:
قالوا تجوز وانسى لامه بلاما
بعض العذارى عن بعضهم يسدون
والمعروف عن نمر انه كثير الزواج.كيف تقاس هذه واسطورة زواج نمر من تسعين وضحى

سادساً: وجاء بالقصيدة
لا اقول كل البيض عقبه حراما
واصبر كما يصبر على الحبس مسجون
وهل في البادية سجن وهذا يدل على وجود الشاعرفي منطقة حضرية ثم مالذي يجعل شيخ ان يشبه نفسه بمسجون.

سابعاً:
والا فونت راعبي الحماما
غدا ذكرها والقونيص يرمون
تسمع له بين الجرايد حطاما
من نوحها تدعى الموليف يبكون

والشاعر ابن بيته انظر إلى ما سبق سوف تجد العبق الاحسائي فيه ونخيله . ولو نظرت إلى قصائد نمر تجد تشبيهات بريه.

ثامناً:
ان المتمعن في قصائد نمر وهذه القصيدة يجد اختلاف الالفاظ والكلمات .

تاسعاً :
صدر كتاب عن نمر بن عدوان من تاليف عميد مؤرخي الاردن روكس العزيزي ولم يذكر فيه القصيدة المذكورة وقد التقاء بال نمر وابن عمه شخصياً.

عاشراً :
بالنظر إلى حياة محمد بن مسلم الاحسائي نجد القصيدة توافق حياته.ثم انه قصة نمر اكثر شهره من محمد بن مسلم حيث انه شيخ وله المكانه وقد قال محمد بن مسلم القصيدة في الوقت الذي انتشر خبر نمر والصقوه بنمر وبناو حوله الاساطير.

عموماً هذه وجهة نظر .. قابل للقبول والرفض والتعديل ونحن ننتظر مشاركتكم حلوا الموضوع.
ولاتنسوا نحن منكم نتعلم ونستفيد فلا تحرمونا الفائده

وشكر لكم
مع السلامة