كنت في حديقة عامة مع جار لي ، كان يتكلم وفجأة سكت وقام يأشر لي على سيارة وقال : شوف مين بينزل من هالسيارة ......

نزل منها رجل وإتجه مسرعا نحو باب الراكب ، وكان الراكب سيدة وفي الخلف ثلاثة أولاد وبنت ، فتح الباب وحمل السيدة وأنزلها على الفرش الذي بسطه الأولاد .
قال صاحبي : هذه كانت مدرسة بنتي وهذا زوجها ، والأن هي مشلولة وزوجها يخدمها بكل ما اوتي من قدرة واستطاعة .

بعد يومين أو ثلاثة واجهت هذا الزوج في إستراحة الرجال في المستشفى ، سئلني الزوج عن سبب نظاراتي المتكررة له : أنت أكيد مشبه علي صح ؟
قلت له : لا ماني مشبه .... وذكرت له الموقف اللي صار مع صاحبي .
وسئلته : ليه هو جاي المستشفى عسى ماشر ؟
لا ابد جايب زوجتي عندها موعد .
الله يشفيها هي من متى مشلولة ؟
صار لها سنة وسبعة شهور .
ماشاء الله عليك وتخدمها طول هالوقت ؟
ايه والحمد لله .
طبعا جبت لها خدامة ؟
أبدا لا خدامة ولا ممرضة ولا أي أحد .
من جد ؟ أجل مين اللي يقوم على شؤونها وشؤون الأولاد ؟
أنا طبعا .
بس أنت لوحدك تلحق على مين والا مين في البيت ولا تنسى شغلك .
يا اخي هذا واجب علي ولازم أعمله .
ماشاء الله عليك ، لو غيرك كان أعرس بغيرها وودى المشلولة عند اهلها .
إلا أنا مستحيل أسويها .
ماشاء الله ، الله يشفيها شكلك تعزها وتغليها بزود اللي تخدمها سنة ونص ؟
ياخوي اللي اسويه معاها مايجي ربع اللي سوته معاي .
رد جميل يعني ؟
أي جميل اللي ارده لو احفر الصخر ما قدرت أرد جميلها وصنيعها .
ياخوي إسمع وش سوت هالمرة معاي .
تزوجتها وأنا ما أشتغل وهي مدرسة ، تزوجتها وأنا مدمن ، تزوجتها وأنا بعيد عن الله
كل يوم أراويها الويل معاي
جابت اول عيالنا ولا رحمتها ، زودت في إداماني ، وزادت معناتها ضرب وإهانات
وآخذ فلوسها ولا أخلي شي منه لها ولا للبيت ولا للولد ، مع هذا كله ولا اشتكت لأهلها
جانا المولد الثاني ، وجاتها المعاناة الحقيقية ، دخلت السجن بسبب المخدرات
وهي أنفصلت من عملها بسبب الغياب الكثير لأني ياضاربها ياحابسها
خرجت من السجن ولا نفع فيني إلا زدت في شري ، بيّعت ذهبها وبيّعت عفش البيت عشان المخدرات
أهلها عرفوا طلبوا منها تتركتني وتروح عندهم ، وهي ترفض دايم ، مع اني أراويها وعيالها نجوم الظهر
عمرها ماقالت علي شي غلط ، صابرة ومحتسبة ، لين جاء ذاك اليوم اللي طحت انا فيه مريض
وهي حامل بمولودنا الثالث ، صارت تراعيني وتقوم بي ، وهي حامل
زاد مرضي ، وهي وضعت المولود ، وصارت تباريني وتباري ولدها
وصارت تشتغل مدرسة خصوصي عشان مافيه دخل لنا ، صاروا البنات يجونها وتدرس لهم
بس يوم زاد مرضي خافت الناس على بناتها ووقفوا يجون ، تصدق ان كان جلدي يتقشر
والأطباء نصحوا أن يتم إزالة الجلد المتقشر عشان مايتعفن على الباقي
وزوجتي كل يوم تتأكد من جسمي كله وبإيدها تشيل الجلد الزائد والميت
وهي تروشني يوميا مرتين ، وتنظف مكاني وتحرص على تنظيف القاذورات اللي تخرج مني
وعشان ماكان بإمكاني المشي كانت تسوي هذا كله بالشيل والحط وأنا مثل طفل صغير
تلاحظني وتلاحظ العيال ، وتهتم بالبيت ، إخوانها رأفوا بحالها وصاروا يعطونها
وأبوها بعد ماعجز انه يشيلها صار يعطيها ، والعطايا يرسلونها ما أحد يجي
لين أنا بديت أتعافي وأتشافى من المرض اللي فيني ، رجعت صحتي شوي شوي
والحمد لله عقب عذاب المرض عفاني ربي
أنت مستغرب أني أخدمها وهي مشلولة وماتقدر تمشي سنة ونص !!!!!!!!!
ياخوي هي كانت صابرة معاي من اول يوم زواج لين الله شفاني وهذا كله في عشر سنين
أربع سنين مطلع عيونها وست سنين وأنا مريض
هالحين مين فينا اللي له كامل التقدير أنا وإلا هالمشلولة ؟
ياخوي تصور إن الناس كلهم عافونا ، تركونا ، قاطعونا ، عشان مرضي خايفين أنه معدي
وشكلي مع هالجلد المتساقط يخوف ، الكل تركنا وهجرنا ولا سئل فينا
مافيه إلا هالمخلوقة هي اللي وقفت جنبي ، مع ماجاها مني ، لكن الحمد لله رب العالمين
تعافيت وتشافيت ، الله عوضنا ورزقنا وجابت لي بنت مثل القمر مع إخوانها الثلاثة
صار حادث مع اخوها وانشلت من سنة ونص تبيني أتركها وأتزوج غيرها ؟
بالله هذا يرضي الله سبحانه اللي يقول ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) .


هذه حكاية حقيقية سمعتها بنفسي أنا
أخوكم أبو طلال