ملتقى مدينة العيون - اثارني موضوع كاميرات المراقبة بالمدرسة الثانوية بالعيون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
(موضوع يوفرض النقاش فيه)

أثارني كثيرا الخبر المنشور أمس في قنوات التواصل الاجتماعية ,حول قيام مدرسة ثانوية العيون بتركيب “عيون الكترونية” في مختلف أروقة ومساحات المدرسة، بلغت 8 كاميرات مراقبة عالية الجودة تراقب عن كثب الحالة التعليمية التي عليها المدرسة، وهو مشروع ذكرني بالوضع الذي عشناه قبل سنوات، حين نفذت مؤسستنا اللتي اعمل بها بتركيب مثل هذه العيون في الممرات وقاعات العمل، ولكن بسبب غياب الشفافية بين الإدارة والموظفين، فإن المشروع ذاته قابلناه بعدم رضا، ربما لأننا لم نعتد على العمل تحت عيون أجهزة إلكترونية، تراقب تحركاتنا بين الممرات، وبمرور الأيام أصبحت تلك العيون السوداء أليفة وصديقة، وصرنا بعد ذلك نراها كثيرا في الوزارات والبنوك والمؤسسات وغرف الرافع الكهربائي، وأروقة الفنادق، وغيرها

من الأمكنة التي تستدعي المراقبة التامة، حفظا للأمن والانضباط، حيث لا يأمن الانسان من السرقة، أو الفوضى والتسيب، كما في بعض المؤسسات الوظيفية والتعليمية.
هذا المشروع الذي قامت به المدرسة، بموافقة وقبول من المدرِّسين والأدارة ، هو عين الصواب، ابتغاء السيطرة على التفاصيل التي تحدث داخل فناء المدرسة، وبحسب الأهداف المنشودة التي صرح بها المدير، فإن النتائج الايجابية لهذا المشروع سوف يجني ثمراتها الطلاب والمدرسة معا، إذ كلما شعر الطالب أن عينا قريبة تراقبه، سيبدأ في السيطرة على نفسه ومشاعره، وبالطبع سيقل التسيب والتسلل من وإلى المدرسة عبر اقتحام الأسوار، وهذه مشكلة تعاني منها كثير من المدارس، حيث لا تستطيع الهيئة الدراسية السيطرة على مثل هذا السلوك، ولا يمكنها تخصيص موظف، يكون عينا بشرية تراقب الطلاب طوال اليوم الدراسي.

ومع ذلك فهل سيتعاون الطلاب على بقاء تلك الكاميرات سليمة، ولن تسلم من أذى المشاغبين بتكسيرها أو تعطيلها؟ هل تستطيع مدرسة الثانوية بالعيون على أن تضبط كل الحراك الذي يحدث داخل فناء المدرسة، وبالأخص في الوقت الدراسي؟، وهل سيصبح هذا المشروع قدوة لباقي إدارات المدارس القريبة والبعيدة، لتحتذي به وتحصد نجاحاته؟ أسئلة كثيرة تنبش بعض التفاصيل والتوجُّسات، ولكن حتما لدى الإدارة الإجابة الجاهزة عليها، فهذا المشروع لم تقم فكرته على أساس المراقبة والتلصُّص، بل له أهداف إيجابية كثيرة، سأسرد بعض ما نشر أمس في قنوات التواصل ومن بينها الوصول إلى الجودة في الأداء، من خلال متابعة مباشرة لسير العمل في المدرسة، وتعزيز الجوانب الإيجابية في العمل، وتلافي الجوانب السلبية، وإبراز مواطن الخلل ليتم تلافيها، وإيجاد جو من التنافس المحمود بين المعلمين، وتحفيزهم لبذل مزيد من الجهد، وتقليل الجهد والوقت في معالجة المشاكل اليومية التي تحدث داخل المدرسة، وتوثيق كل ما يحصل في المدرسة بشكل يومي ليلا ونهارا لعام كامل.

من جانب آخر تعمل هذه العيون الالكترونية على تخفيف الأعمال على المعلمين، من خلال الاستعانة بالبث المباشر، وأهم من ذلك هو تحفيز الطلاب على الحضور، ومتابعة دقيقة لحالات الهرب، وغيرها من الأهداف النبيلة، ومتى ما تحققت هذه الأهداف تكون تلك العيون بَصَرُ راحَة ورحمة، تعكس لنا الترابط الوثيق بين الهيئة الدراسية والطلاب، مثلما تعكس تطبيق الأفكار الخلاقة التي تسعى إلى تصحيح الأخطاء، وحل المشكلات، ومتى ما شعر الطلاب بأن عيونا تراقبهم سيقل شغبهم، وستكسب المدرسة طلابا مثاليين في الانضباط.

وما أود الاشادة به، هو أن المشروع قام بجهود ذاتية، بين إدارة المدرسة وإحدى المؤسسات الخاصة، وإلى جانب طموحات المدرسة في المرحلة القادمة، والتي تسعى إلى إدخال ناقل الصوت إلى جميع الفصول، ليتسنى زيارة المعلم عن بعد، وربط المشروع بالأنترنت، ليتيح للمسؤول والمعلم وولي أمر الطالب، متابعة ما يجري في المدرسة بشكل مباشر وشفاف، فإني لا أستبعد كذلك أن تدخل المدرسة في قادم الأيام نظام التعليم بالسبورة الذكية، وكلما كانت الطموحات تسعى إلى الارتقاء بالتعليم، ستتحقق وتصبح يسيرة، والأمر الآخر أن الجمعيات الخيرية يمكنها أن تتعاون مع إدارة المدارس، لإحداث حراك تعليمي متميز، ومثل هذه الجهود لا تقل أهمية عن بناء المساجد وكفالة الأيتام والإنفاق على الفقراء، وكل مشروع يخدم الانسان فيه الخير إن شاء الله.

الناشر/ادارة محل الشامل للأكترونيات .
قسم : كاميرات المراقبة.