عبدالله الحسين
10-28-2006, 10:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا أخواني في الملتقى وأعذروني على عدم الدخول بفترة ليست بالقصيرة وإليكم هذه القصة الواقعية
نجاة معلم واثنين من أقاربه تاهوا في صحراء الربع الخالي لأكثر من يومين
المعلم متعب الحارثي
الطائف: ساعد الثبيتي
أنقذت العناية الإلهية معلما تم تعيينه حديثا في منطقة وادي الدواسر وشقيقه وابن عمهما بعد أن تاهوا في صحراء الربع الخالي ومكثوا يومين في الصحراء القاحلة يصارعون الجوع والعطش إلى أن سخر الله لهم مواطنا يدلهم على الطريق العام.
وروي المعلم متعب بن خلف المسيلي الحارثي تفاصيل الرحلة التي كاد أن يفقد فيها مع مرافقيه حياتهم وأدت إلى إصابة شقيقه بصدمة نفسية عنيفة ما زال يعاني منها.
وقال الحارثي:" تم تعييني بإدارة التربية والتعليم بوادي الدواسر، وقد باشرت في الإدارة في نهاية الشهر الماضي وتم إبلاغي بتعييني الذي كان في مدرسة الملك فهد وعند السؤال عنها اتضح أنها تقع في منطقة السوادة التي تبعد عن وادي الدواسر 240كلم عبر طريق صحراوي حيث تم الذهاب للمنطقة عن طريق معلم من أهاليها وتمت مقابلة مدير المدرسة الذي رفض استلام خطابات التوجيه إلا في أول يوم للدراسة"، ويضيف الحارثي وعدنا إلى الطائف وفي يوم الأحد الماضي قررت الذهاب للمدرسة للمباشرة واصطحبت شقيقي وابن عمي وذهبنا إلى وادي الدواسر وسلكنا الطريق الصحراوي وبعد جهد أرشدتنا سيدة كانت تقود سيارتها إلى موقع المدرسة ووصلنا إليها وباشرت لدى مدير المدرسة وطلبت السماح لي بالعودة لإحضار بعض أمتعتي وسيارتي ووافق وأثناء عودتنا انقطع إرسال الهاتف النقال وأثناء سيرنا بحثا عن الطريق أو من يدلنا عثرنا على رجل على قارعة الطريق وكان يرتدي جبة على الرغم من شدة الحر وسألناه عن أقرب موقع نتزود منه بالماء والوقود فدلنا على قرية بالقرب من جبل على بعد 20كلم وعندما وصلنا لها فوجئنا بذلك الرجل قد وصل قبلنا على الرغم من أنه كان يسير على قدميه وعندما وصلنا القرية وجدناها مهجورة فيما ظهرت طفلة صغيرة ثم اختفت فجأة وبعد أن شاهدنا ذلك غادرنا الموقع الذي توقعنا أنه مسكون بالأشباح إلى جهة غير معلومة فيما كنا نشاهد طوال الطريق هياكل عظمية لأموات يعتقد أنهم تاهوا في الصحراء وماتوا عطشا وبعد أن حل المساء قمنا بإشعال شجرة في محاولة يائسة لكي نشعر من في المنطقة بوجودنا ولكن لا حياة لمن تنادي فكانت المنطقة خالية من السكان وظهرت لنا أشباح غريبة وسمعنا أصوات أطفال ونساء وكلاب فلم نستطع النوم وفي اليوم التالي انطلقنا قبيل الفجر بحثا عن بشر ينقذوننا خصوصا أنه لم يكن معنا طعام والماء الذي كان معنا نفد حتى شربنا من ماء علبة غسيل مساحات زجاج السيارة وقضينا ذلك اليوم سيرا بالسيارة والليل الذي يليه وفي اليوم التالي بينما نحن نسير فوجئت بشقيقي تظهر عليه بوادر تغير ويحدث نفسه ويبكي دون أسباب وأصر على أن يسير بسيارتنا الوانيت عبر طريق جبلي لا يمكن أن تسير فيه سيارة وبعد أن تجاوزت السيارة العقبة ونحن لم نصدق ذلك لوعورتها نزلنا واديا ووجدنا آثار عجلات سيارات وسلكنا طريقا به آثار حديثة وفجأة لاح لنا الفرج حيث شاهدنا سيارة من نوع جيب وعندما شاهدنا قائدها قابلنا واصطحبنا لخيمة وزودنا بالماء والأكل وحليب الإبل وبعد أن عرف قصتنا قام بتهنئتنا وقال أستغرب نجاتكم مشيرا إلى أن الوادي الذي نمنا فيه يسمى وادي المجنونة ومشهور بالأشباح المخيفة، ثم دلنا على الطريق العام حيث سار بسيارته وسرنا خلفه إلى أن وصلنا للطريق الذي يربط بين منطقة حصاة قحطان والرياض.
ويشير الحارثي إلى أنه أوصل ابن عمه للرياض وعاد بشقيقه إلى الطائف وقد ظهرت له بعض التصرفات من شقيقه والذي يبدو أنه تأثر بهذه الرحلة والأصوات الغريبة والأشباح التي ظهرت لهم عندما ناموا في الصحراء فكان طوال السير على طريق الرياض الطائف يصر على قيادة السيارة ويسير بسرعة جنونية ويطفئ الأنوار ويهدد شقيقه بالقتل وعندما وصل إلى الطائف كانت حالته النفسية سيئة ونحن الآن نعرضه يوميا على مشايخ يقرؤون عليه القرآن.
إلى ذلك أبدى والد المعلم خلف المسيلي الحارثي سعادته بعودة ابنيه وقال أشعر أنني رزقت بولدين وأشار إلى أنه من رحمة الله به وبوالدتهما أنهما لم يعلما بما حدث إلا بعد وصولهما للطائف. وأشار والد متعب إلى أنه لن يسمح بعودته إلى المدرسة بعد هذه الصدمة النفسية التي أثرت على شقيقه وقد تؤثر عليه ما لم توجد إدارة التربية والتعليم بوادي الدواسر حلا لمشكلة ابنه.
واستغرب الحارثي تجاهل الجهات المختصة رسم معالم على الطرق المؤدية للمدارس النائية حتى لا يتعرض أبناء البلد للهلاك في الصحاري القاحلة كما عبر الحارثي عن شكره للمواطن ناصر خويتم الدوسري الذي سخره الله لإنقاذ أبنائه متمنيا أن يلتقي به ليقدم له جزيل الشكر على العمل الإنساني الذي قام به وأنقذ حياتهم.
حياكم الله يا أخواني في الملتقى وأعذروني على عدم الدخول بفترة ليست بالقصيرة وإليكم هذه القصة الواقعية
نجاة معلم واثنين من أقاربه تاهوا في صحراء الربع الخالي لأكثر من يومين
المعلم متعب الحارثي
الطائف: ساعد الثبيتي
أنقذت العناية الإلهية معلما تم تعيينه حديثا في منطقة وادي الدواسر وشقيقه وابن عمهما بعد أن تاهوا في صحراء الربع الخالي ومكثوا يومين في الصحراء القاحلة يصارعون الجوع والعطش إلى أن سخر الله لهم مواطنا يدلهم على الطريق العام.
وروي المعلم متعب بن خلف المسيلي الحارثي تفاصيل الرحلة التي كاد أن يفقد فيها مع مرافقيه حياتهم وأدت إلى إصابة شقيقه بصدمة نفسية عنيفة ما زال يعاني منها.
وقال الحارثي:" تم تعييني بإدارة التربية والتعليم بوادي الدواسر، وقد باشرت في الإدارة في نهاية الشهر الماضي وتم إبلاغي بتعييني الذي كان في مدرسة الملك فهد وعند السؤال عنها اتضح أنها تقع في منطقة السوادة التي تبعد عن وادي الدواسر 240كلم عبر طريق صحراوي حيث تم الذهاب للمنطقة عن طريق معلم من أهاليها وتمت مقابلة مدير المدرسة الذي رفض استلام خطابات التوجيه إلا في أول يوم للدراسة"، ويضيف الحارثي وعدنا إلى الطائف وفي يوم الأحد الماضي قررت الذهاب للمدرسة للمباشرة واصطحبت شقيقي وابن عمي وذهبنا إلى وادي الدواسر وسلكنا الطريق الصحراوي وبعد جهد أرشدتنا سيدة كانت تقود سيارتها إلى موقع المدرسة ووصلنا إليها وباشرت لدى مدير المدرسة وطلبت السماح لي بالعودة لإحضار بعض أمتعتي وسيارتي ووافق وأثناء عودتنا انقطع إرسال الهاتف النقال وأثناء سيرنا بحثا عن الطريق أو من يدلنا عثرنا على رجل على قارعة الطريق وكان يرتدي جبة على الرغم من شدة الحر وسألناه عن أقرب موقع نتزود منه بالماء والوقود فدلنا على قرية بالقرب من جبل على بعد 20كلم وعندما وصلنا لها فوجئنا بذلك الرجل قد وصل قبلنا على الرغم من أنه كان يسير على قدميه وعندما وصلنا القرية وجدناها مهجورة فيما ظهرت طفلة صغيرة ثم اختفت فجأة وبعد أن شاهدنا ذلك غادرنا الموقع الذي توقعنا أنه مسكون بالأشباح إلى جهة غير معلومة فيما كنا نشاهد طوال الطريق هياكل عظمية لأموات يعتقد أنهم تاهوا في الصحراء وماتوا عطشا وبعد أن حل المساء قمنا بإشعال شجرة في محاولة يائسة لكي نشعر من في المنطقة بوجودنا ولكن لا حياة لمن تنادي فكانت المنطقة خالية من السكان وظهرت لنا أشباح غريبة وسمعنا أصوات أطفال ونساء وكلاب فلم نستطع النوم وفي اليوم التالي انطلقنا قبيل الفجر بحثا عن بشر ينقذوننا خصوصا أنه لم يكن معنا طعام والماء الذي كان معنا نفد حتى شربنا من ماء علبة غسيل مساحات زجاج السيارة وقضينا ذلك اليوم سيرا بالسيارة والليل الذي يليه وفي اليوم التالي بينما نحن نسير فوجئت بشقيقي تظهر عليه بوادر تغير ويحدث نفسه ويبكي دون أسباب وأصر على أن يسير بسيارتنا الوانيت عبر طريق جبلي لا يمكن أن تسير فيه سيارة وبعد أن تجاوزت السيارة العقبة ونحن لم نصدق ذلك لوعورتها نزلنا واديا ووجدنا آثار عجلات سيارات وسلكنا طريقا به آثار حديثة وفجأة لاح لنا الفرج حيث شاهدنا سيارة من نوع جيب وعندما شاهدنا قائدها قابلنا واصطحبنا لخيمة وزودنا بالماء والأكل وحليب الإبل وبعد أن عرف قصتنا قام بتهنئتنا وقال أستغرب نجاتكم مشيرا إلى أن الوادي الذي نمنا فيه يسمى وادي المجنونة ومشهور بالأشباح المخيفة، ثم دلنا على الطريق العام حيث سار بسيارته وسرنا خلفه إلى أن وصلنا للطريق الذي يربط بين منطقة حصاة قحطان والرياض.
ويشير الحارثي إلى أنه أوصل ابن عمه للرياض وعاد بشقيقه إلى الطائف وقد ظهرت له بعض التصرفات من شقيقه والذي يبدو أنه تأثر بهذه الرحلة والأصوات الغريبة والأشباح التي ظهرت لهم عندما ناموا في الصحراء فكان طوال السير على طريق الرياض الطائف يصر على قيادة السيارة ويسير بسرعة جنونية ويطفئ الأنوار ويهدد شقيقه بالقتل وعندما وصل إلى الطائف كانت حالته النفسية سيئة ونحن الآن نعرضه يوميا على مشايخ يقرؤون عليه القرآن.
إلى ذلك أبدى والد المعلم خلف المسيلي الحارثي سعادته بعودة ابنيه وقال أشعر أنني رزقت بولدين وأشار إلى أنه من رحمة الله به وبوالدتهما أنهما لم يعلما بما حدث إلا بعد وصولهما للطائف. وأشار والد متعب إلى أنه لن يسمح بعودته إلى المدرسة بعد هذه الصدمة النفسية التي أثرت على شقيقه وقد تؤثر عليه ما لم توجد إدارة التربية والتعليم بوادي الدواسر حلا لمشكلة ابنه.
واستغرب الحارثي تجاهل الجهات المختصة رسم معالم على الطرق المؤدية للمدارس النائية حتى لا يتعرض أبناء البلد للهلاك في الصحاري القاحلة كما عبر الحارثي عن شكره للمواطن ناصر خويتم الدوسري الذي سخره الله لإنقاذ أبنائه متمنيا أن يلتقي به ليقدم له جزيل الشكر على العمل الإنساني الذي قام به وأنقذ حياتهم.