المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخي


سمو الروح
06-05-2012, 07:45 PM
http://www12.0zz0.com/2010/07/14/08/490220416.jpg



الأخ

ما أجمل هذه الكلمة التي تقطر أنساً وتفوح شذاً و تطرب لحناً ..., أخي .. أخي .., كلمة جميلة كأن لسان الناطق بها ينادي بعض أعضاء جسمه .., أخي = عيني رأسي يدي ظهري رجلي و = قلبي و روحي ..., أخي الذي قد أفرط في حياتي ليحيا
فلا فرق بين أن يموت بعضي ويحيا بعضي .., في هذه الأيام والتي خلت كنت مشغولاً بمطالعة التاريخ أقرأ في هذه الحقبة وتلك .., و قرأت قصة ثأر الزير سالم " عدي بن ربيعة بن الحارث بن مرة التغلبي " وهو جد عمرو بن كلثوم الشاعر المعروف وصاحب إحدى المعلقات السبع في شعر الجاهلية ..., قرأت كم قتل بأخيك كليب " وائل بن ربيعة "
وكم مدة الثأر الذي كان بأخيه .., لن أقيم فعله فقد ظلم و زاد في أخذه بالثأر .., ولكني أسلط الضوء على حبه العميق لأخيه الذي إستمرت ذكراه أكثر من أربعين سنة ...,

فمما قال :

دعــــــــوتكَ يا كـــلـــيبُ فلم تجــبني
وكيف يجـــــــــــــــــيبني البلدُ القَفارُ

أجــــــبني يا كُـــــليب ُخــــــــلاك ذمٌ
ضــــــــنيناتُ النفـــــــــــوس لها مَزارُ

أجــــــبني يا كُـــــليبُ خــــــــلاك ذمٌ
لقد فُجِعتْ بفارســــــــــــــــــــها نِزارُ

ســــــقـــــــــاك الغيثُ إنك كنت غيثاً
ويُســـــــــــــــراً حين يُلتمسُ اليسارُ

أبت عــــــيناي بعــــــــــــــدك أن تَكُفا
كأن غـــضـــا القــــــــتادِ لها شِـــــفارُ

وإنك كـــنـــت تـــحـــلــمُ عن رجــــالٍ
وتـــعـــفـــوعــــنــهُــــمُ ولك اقـــتدارُ

وتـــمـــنــعُ أن يَمَـــسّــــــهُمُ لســـانٌ
مـــــخــــــــافـــةَ من يجــيرُ ولا يجــارُ

وكـــنتُ أعُــــدُ قــــــربي منك ربــحـــاً
إذا ماعـــــــدتْ الربْـــــــحَ التِّجـــــــــار

فلا تــبــعُـد فــكـــلٌ ســــــــوف يلقى
شـــعـــوباً يســــــتديـــر بها المــــدارُ

يعـــيــشُ المـــــــرءُ عـــند بني أبـيــه
ويوشــــــك أن يصـــــــير بحيث صاروا

أرى طــــــول الحـــــيــاة وقــد تـــولى
كما قد يُسْـــــــلـب الشــــيء المعارُ

كأني إذ نــعــى النــاعـــي كـــلـــيــباً
تـــطـــــاير بــيــن جـــنــبــي الشــرار

فَدُرتُ وقدغـــشـــى بصــــــري عليه
كما دارت بشــــــاربها العُـــــــــــقـــار

ســـــــــألتُ الحـــــي أين دفــــنتموهُ
فـــقـــالوا لي بأقـــصـــى الحـــي دارُ

فســــــــــــرتُ إليه من بلدي حـــثيثاً
وطــــــار النــــومُ وامـــــــتنع القــــرارُ

وحـــــــــادت ناقـــــتي عن ظــلِ قــبرٍ
ثــوى فــــيه المـــكــــارمُ والفَــخــــارُ

إنها المحبة الحقيقية للأخ الذي درج من حيث درجت و نزل من المكان الذي نزلت و مكث فيه كما مكثت .., من رحم واحد .., روح في جسدين ..,

ولكن ما حالنا اليوم من إخوننا ؟؟؟

كان أبي وأمي دائماً يرددان على مسامعنا مذ كنا صغاراً هذه العبارة " أخوك سندك " و أشهد أنهما لم يخرما الحقيقة .., فمن يسندك وقد فشت الدنيا اليوم وأصبحت حديث الجميع و أولية الإهتمام .., من يسندك وقد ركن الرجل إلى نفسه يريد سعادتها ..,
من يسندك وقد خبت المحبة في النفوس وضاق القلب بها ..,

أليس السند يأتي من المحب المخلص في حبه ؟؟؟
أليس السند يأتي من الشعور العميق الذي تحسه ؟؟ ..,

أليس السند يأتي من الإتصال الروحي ؟؟؟ ...,

لا يعرف قدر الأخ إلا من فقده ... ؟؟؟

ومما مر في التاريخ :

أن الحجاج ابن يوسف الثقفي .., أخذ ثلاثة من الرجال فقدمت إمرأة تطلب العفو عنهم فقال الحجاج : ما صلتهم بك .., فقالت المرأة : هم زوجي وأبني وأخي .., فقال : إختاري واحداً أخلصه .., فقالت : أختار أخي .., فقال : لماذا ؟؟ ..,
فقالت : الزوج والإبن يعوض .., أما الأخ فإنه لا يعوض .., فأطلق الحجاج الجميع وقد أعجبه كلام المرأة ..,

صدقت تلك اللبيبة الفطنة الأخ لا يعوض .., كم رأينا وسمعنا التهاجر والتقاطع بين الإخوة .., والصراع على الإرث و إن شئتم فعرجوا على المحاكم لتدركوا حجم المأساة .., ولكني أقول لكل هؤلاء : لن تعلم قدر أخيك إلا إذا فقدته .., فليس حب أخيك لك كحب أي إنسان لك مهما إرتفعت محبته .., قد لا تظهر محبة أخيك لك ولكنها قد نحتت في القلب نحتاً لا يمكن أن تزول إلآ بزوال القلب و خروج الروح ..,

يقول مسكين الدارمي :

أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لاَ

أَخًا لَهُ

كَسَاعٍ إِلَى الْهَيْجَا بِغَيرِ سِلاَحِ

وصدق في قوله : فإن هذه الحياة كالهيجاء " الحرب والمعركة " والأخ فيها كالذي يحمي ظهرك وأنت غارق في لجة المعركة فهو يكفيك العدو من خلفك .., والأخ يحميك من مخاطر هذه الحياة ويسند ظهرك إذا كنت في حاجة ولا يطلب منك أجراً أو يفعله لمنة .., بل محبة و وفاء و إخاء ..,

لأجل ذلك لو طفت على ديننا لعرفت قدر الأخ في الشرع فالأخ له قدر وفضل .., وقد أوجب الله صلة الأرحام و أقربهم الأم والأب والأخ .., بل إن إسداء المعروف إليهم أجره مضاعف .., أجر المعروف و أجر الصلة .., فمن كان متصدقاً باذلاً للمعروف فاليبذله لأمه و أبيه أو لأخيه ..,


http://www.youtube.com/watch?v=wbUfpzz4eQk


كانت هذه خاطرة درجت إلى عقلي .., خطها قلمي و شيعها ألمي

السلطان http://www.aloyun.com/vb/images/icons/icon7.gif

AL2o0y0u5n
06-24-2012, 09:10 PM
كلمات يحزن لها القلب والعين تدمع


وقلمك اعجبني