المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مارأيكم في هذا الكاتب المنحط


abusalman
01-12-2005, 02:15 PM
أي سعودية نريد؟ سعودية الدكتور الربيعة أم سعودية الشيخ الفوزان ؟

جمال خاشقجي
اتصلت بي صحفية بريطانية تسألني عن عملية فصل التوأم البولنديتين، ولماذا تكفلت المملكة بإجراء العملية في أحد مستشفياتها ومن هو الدكتور الربيعة ومن تحمل تكلف العملية ؟ انشرحت نفسي واعتدلت جلستي بعدما شعرت بالفخر وكأنني كنت ضمن الطاقم السعودي الذي أجرى العملية، واسترسلت في الحديث عن هذا الموضوع الإنساني الشيق وبحثت لها عن هواتف الدكتور الربيعة وحدثتها عن جيله الذي غير وجه المملكة، ونقلها من الجهل والعوز إلى موقع متصدر في العالم، قلت لها إنه يمثل المملكة الحقيقية التي تريد أن تشترك وتشارك العالم في علمه ونجاحاته وإن مثله كثيرون في بلدي ممن نفخر بهم ويرفعون الرأس.
لم تكتمل فرحتي فما هي إلا نصف ساعة و صحفي أمريكي يسألني عن شيخ سعودي يدرس أبناءنا في جامعة الإمام، قال في برنامج تلفزيوني بثته قناة المجد الممولة سعودياً إن غضب الله قد حل على الكفار لأنهم يحتفلون بعيد الميلاد ويمارسون الزنا والشذوذ في المنتجعات السياحية الآسيوية فوقعت بهم وبغيرهم كارثة المد البحري الأخيرة. .. يا الله ما أبعد القوم عن روح الإسلام وتسامحه ورأفته وإحسانه، كظمت غيظي، إذ أعرف طينة هذا الصحفي الذي دوما ما يصطاد في مائنا الذي عكره هؤلاء وقلت، إن هذه المحطة جديدة وقليلة الخبرة وسوف تتعلم من أخطائها، وأن هذا الشيخ لا يمثل المملكة وشعبها وأن رأيه رأي أقلية وحاولت جهدي صرفه عن الموضوع مؤكدا له أنه لا يستحق اهتماما ولا موضوعا في مجلته.
استرخيت على كرسي المكتب وفكرت فيما قلت، هل صحيح أن " فضيلة " الشيخ الدكتور عبد العزيز الفوزان أستاذ الفقه المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لا يمثل إلا نفسه. بينما الدكتور الطبيب عبد الله بن عبد العزيز الربيعة يمثلنا أجمعين ؟ أي "سعودية " هي الحقيقية ؟ هل هي التي يأمر ولي أمرها بجلب طفلتين بولنديتين ملتصقتين، حار والداهما في علاجهما وإطلاق حريتهما كي يعيشا حياة طبيعية فوجدا بغيتهما لدى قلب رؤوف هو سمو ولي العهد، وخدمة طبية متطورة هي مستشفيات المملكة، وأطباء سعوديون أكفاء، وبلد منفتح على العالم كله، بأعراقه وأديانه، شعبه كريم مضياف، فتلقى الرأي العام البولندي الموقف السعودي بعظيم تقدير وشكر حتى كتبت سيدة بولندية لسفيرنا في وارسو " إنكم رائعون!.. أعتقد أن ما فعلتموه للطفلتين التوأم، قد أظهركم وأظهر دينكم بصورة مُختلفة تماماً. إن البولنديين كانوا بحاجة ماسة لذلك، فنحن كنا ننظر للعرب طوال الفترة الماضية من منظار الإرهاب.... يجب علي أن أقرأ عنكم وعن بلدكم" وهي رسالة واحدة من عشرات تلقاها الأخ السفير النشط أسامة السنوسي.
أم إنها "سعودية" فضيلة الشيخ الفوزان الذي لم ير في الغرب غير زناهم وكفرهم وفجورهم فحل عليهم غضبه ومعهم 150 ألف مسلم ؟ أم إنها سعودية محطة تلفزيون اختارت في زمن ثورة الاتصال والانفتاح أن تحاصر نفسها وتضيق اختياراتها فكانت محطة البعض عوضاً أن تكون محطة الكل مهتدية بقوله تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " .
قبل أن يتصل بي الصحفي كانت أمامي ترجمة ما قاله الفوزان في محطة المجد والتي سارعت بنشرها وتوزيعها " ميمري " وهي لمن لا يعرفها مركز رصد وترجمة لما ينشر ويقال في الإعلام العربي، و مرتبطة باليمين الإسرائيلي ووصفتها صحيفة الجارديان البريطانية مرة بأنها " انتقائية " إذ تبحث عن الآراء المتطرفة والعنصرية والغريبة التي تهاجم اليهود وإسرائيل والغرب والمسيحية لتعميق هوة الخلاف بين " الفسطاطين" ومن المفارقات أنها متوافقة في ذلك مع التيار الإسلامي المتطرف والمتناغم مع القاعدة وأفكارها، فتبدو العلاقة بينهما تكاملية وكأن بينهما حلف مرحلي على نفس الهدف، رغم ما يظهر بينهما من خلاف وتباغض.
كالعادة سارعت ميمري بترجمة ما قاله فضيلته وحرصت أن تسميه بالبروفيسور كأنها تقول إن هذا التخلف والعنصرية ضربا عميقا في المؤسسة الأكاديمية السعودية، ووزعتها حول العالم بالإضافة إلى تسجيل للفتوى، نقلت كبرى محطات التلفزيون الأمريكية الخبر في عز حزن العالم وتداعيه مع المنكوبين وجلهم من المسلمين، وتحول الموضوع إلى مصدر للتعليق والانتقاص من المملكة بل من الدين كله في بقية وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية، ومرة أخرى يخرب فرد واحد صورة وطن ويفسد جهد آلاف، ويلغي إبداع سعوديين ناجحين بعلمهم وقدراتهم وتفاعلهم مع العالم.
فهل في القول إنه لا يمثل الغالبية من السعوديين صحيح أم إنه مجرد ترقيع غير مقنع ؟ فهذا الشيخ وهذا التيار جزء من منظومتنا الفكرية، فهل نقول إنه صورة من صور التعددية في مجتمعنا ؟ ومثلما عندنا متطرفون عندكم متطرفون، ومثلما عندنا من هم مشبعون بكراهية الأخر، عندكم من هؤلاء كثر، يدلون بتصريحات كارهة للإسلام والمسلمين ونبيهم صلى الله عليه وسلم من محاريب كنائسكم ومن محطاتكم المسيحية، يكتبون الكتب الناضحة بالكذب والبغضاء وتباع في مكاتباتكم فتتجاهلون احتجاجات المسلمين وتعتذرون بأنها حرية فكر! ربما ينفع هذا القول لو كنت أجادل يميني أمريكي في برنامج تلفزيوني، ولكنه لن يحل مشكلة الوطن مع هذا التيار لأنه لا يقول الحقيقة ويحمل الإسلام ما ليس فيه، فهذا الوطن يريد أن يكون جزءا من العالم لا ينسلخ عنه ولا يصطرع معه.
أين الحقيقة وأيهما هو السعودي الحقيقي ؟ جاءتني الإجابة مساء نفس اليوم، بعدما نجحت في تحرير الريموت كنترول من يد ابنتي الصغيرة وسمحت لي بالانتقال إلى القناة السعودية الأولى، كانت حملة جمع التبرعات لضحايا التسونامي تدخل ساعاتها الأخيرة، وفوجئت بالرقم على الشاشة، أكثر من ربع بليون ريال تبرع بها سعوديون، كبار وصغار، رجال تبرعوا بكامل راتبهم ونساء بذهبهن، إلى آسيويين لا يعرفونهم، كل ما جمعهم بهم هو أنهم بشر في ضنك، هؤلاء هم السعوديون الحقيقيون الذين لم يستجيبوا لدعوات الكراهية والسادية والتشفي من معاناة الآخر، والعلماء الأفاضل الذين قادوا حملة التبرعات وردوا على المشككين هم السعوديون الحقيقيون . سعودية الانفتاح والتسامح والمحبة. هذه هي السعودية التي نريد والتي تسعنا أجمعين.
*كاتب ومستشار إعلامي سعودي (جريدة الوطن)

ذكريات
01-12-2005, 03:01 PM
مشكور ياخوي بو سلمان حسستني ان السعودية لسى بخير واهلها لسى فيهم الخير وحنا نبي السعوديتين سعودية ربيعة وسعودية الشيخ الفوزان لكن من غير غلط ومن غير الانفتاح اللي الغرب خلوة يجري بدمنا ونسينا عروبتنا ودينا 000

أبو طلال
01-12-2005, 10:20 PM
تسلمين أختي ذكريات على هذا الرد

وطبعا كلام خاشقجي فيه من الصحة وفيه كلام يرد عليه

وهذا لايعارض كلام الأخت ذكريات في اننا سعودين للشخصيات المذكورة
فلكل منهما خاصيته وعلمه الذي نفتخر به

abusalman
01-13-2005, 01:00 AM
اخت ذكريات (يعطيك العافيه على هذا الرد)

اخ ابوطلال صدقت ولكن هذا الكاتب اشتهر في كتاباته بالأستهزاء برجال العلم والدين ولاحظ الأقواس على كلمة فضيلة
(......هل صحيح أن " فضيلة " الشيخ الدكتور .....)