ع ـــاْزفـــــة
05-21-2011, 03:21 AM
http://img217.imageshack.us/img217/3963/12646265131.gif (http://img217.imageshack.us/my.php?image=12646265131.gif)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "وأما [الحزن] فلم يأمر اللّه
به ولا رسوله، بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين،
كقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[آل عمران: 139]،
وقوله:{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}[النحل: 127]،
وقوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: 40]، وقوله: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ}[يونس: 56]،
وقوله: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23]. وأمثال ذلك كثير.
وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه لا يأمر
اللّه به، نعم! لا يأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم، كما يحزن على المصائب،
كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن اللّه لا يؤاخذ على دمع العين
ولا على حزن القلب، ولكن يؤاخذ على هذا أو يرحم) وأشار بيده إلى لسانه،
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى الرب)،
ومنه قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}[يوسف: 84].
وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه، فيكون محمودًا من تلك
الجهة لا من جهة الحزن، كالحزين على مصيبة في دينه، وعلى مصائب المسلمين عمومًا.
فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير، وبغض الشر وتوابع ذلك، ولكن الحزن
على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر، والجهاد، وجلب منفعة ودفع
مضرة نهى عنه، وإلا كان حسب صَاحِبِه رُفِعَ الإثم عنه من جهة الحزن.
وأما إن أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر اللّه ورسوله به،
كان مذمومًا عليه من تلك الجهة، وإن كان محمودًا من جهة أخرى.
اللهم لا تحرمنا أجرهم ولاتفتنا بعدهم ، وأجمعنا بهم في دار الكرامة
ودمتم في حفظ الرحمن ورعايته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "وأما [الحزن] فلم يأمر اللّه
به ولا رسوله، بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين،
كقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[آل عمران: 139]،
وقوله:{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}[النحل: 127]،
وقوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: 40]، وقوله: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ}[يونس: 56]،
وقوله: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23]. وأمثال ذلك كثير.
وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه لا يأمر
اللّه به، نعم! لا يأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم، كما يحزن على المصائب،
كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن اللّه لا يؤاخذ على دمع العين
ولا على حزن القلب، ولكن يؤاخذ على هذا أو يرحم) وأشار بيده إلى لسانه،
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى الرب)،
ومنه قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}[يوسف: 84].
وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه، فيكون محمودًا من تلك
الجهة لا من جهة الحزن، كالحزين على مصيبة في دينه، وعلى مصائب المسلمين عمومًا.
فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير، وبغض الشر وتوابع ذلك، ولكن الحزن
على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر، والجهاد، وجلب منفعة ودفع
مضرة نهى عنه، وإلا كان حسب صَاحِبِه رُفِعَ الإثم عنه من جهة الحزن.
وأما إن أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر اللّه ورسوله به،
كان مذمومًا عليه من تلك الجهة، وإن كان محمودًا من جهة أخرى.
اللهم لا تحرمنا أجرهم ولاتفتنا بعدهم ، وأجمعنا بهم في دار الكرامة
ودمتم في حفظ الرحمن ورعايته