أبو محمد
03-09-2006, 11:43 AM
فإذا عرفنا أهمية النقد البناء ؛ فالمناقض له ذو سمات يلمسها المتابع وهي غير
خافية على اللبيب ، ومن أهمها :
1- الجرح في شخصية من يوجه إليه النقد : كوصف بعض الدعاة بالميوعة
أو عدم القدرة على نطق بعض الحروف العربية ؛ أو أن بضاعته في العلم مزجاة .
وهذا بعيد كل البعد عن التعرض للأخطاء من أجل تقويمها وتبيين الحق من
الباطل ؛ مما يجعل الناقد مغرضاً وصاحب هوى . نسأل الله السلامة .
2- الجرح بلا دليل : فيتعرض بعضهم لجرح الآخرين من غير حجة ولا
برهان ؛ وإنما للتشفي ، وليصبح النقد مهنة لذلك المنتقد في نقد المخالفين .
فالجرح في أي داعية أو عالم ، سواء أكان من أهل السنة أم من المبتدعة
دعوى تحتاج إلى مستند .
والدعاوى إن لم يُقِمْ أصحابُها بيناتٍ ، فأصحابُها أدعياءُ
3- الاعتماد في النقد على حجة واهية :
إما لعدم التثبت ، أو لعدم عدالة الناقل ، أو لأنه يَهِمُ في خبره ، أو تحميل
الكلام ما لا يحتمل ؛ وهذا ملحوظ والله المستعان .
4- تتبع العثرات ، وعدم الموازنة بين هفوة الداعية أو العالم وفضائله الكثيرة ، بل وغَمْر تلك الفضائل العظيمة من أجل زلة وقع بها .
(ومن مستندات المشنعين) الجراحين : تتبع العثرات وتلمس الزلات ؛ فمن ذا
الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟ وكم لبعض المشاهير من العلماء من
زلات لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير ؟
ولو أخذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ، ولصرنا مثل دودة القز تطوي على
نفسها بنفسها حتى تموت) [6] .
5- الطعن في النيات والمقاصد : بدعوى أن مقصد ذلك الداعية خبيث والحكم
عليه في نيته بالظن ؛ وهذا مسلك خطير ؛ فمعرفة ما في السرائر موكول إلى الله
(سبحانه وتعالى) ، مثل أن يقال : يظهر السلفية ويبطن الصوفية ، أو أنه ذو نية
خبيثة ، أو أنه صاحب فتنة ويريدها ، أو أنه عدو للسنة .
6- التندر على الدعاة في المجالس ، واستغلال أي فرصة للغمز والطعن
بحجة بيان الحق وتعرية الباطل وأهله ؛ وهذا خُلق ذميم .
7- التهويل : في نقد بعض العلماء أو الدعاة ، ورميهم بالكذب أو البدعة ، أو
أنهم أخطر من اليهود والنصارى .
8- الطعن فيما يجيده ذلك الداعية أو العالم ؛ فقد يكون بعض أهل العلم يشتغل
في دراسة الحديث فينتقد بأنه ليس لهم همّ إلا : حدثنا وأخبرنا ، أو لاهتمامه بفقه
الواقع ومن يعمل فيه ؛ فيتنقص بأن ذلك فقه (القواقع) مثلاً ؛ بحيثُ يُزْهَدُ من هذا
الفن الذي هو من فروض الكفايات .
أسباب النقد :
سأحاول الإيجاز في عرضها حتى تظهر للعيان ومن أهمها :
1- الغيرة : الغَيْرةُ بالفتح محمودة من أجل دين الله وحرماته ، لكنها قد تجر
صاحبها إن لم يتحرز شيئاً فشيئاً حتى يقع في لحوم العلماء والدعاة من حيث لا
يشعر .
وأما الغِيرَة بالكسر فهي مذمومة وهي قرينة الحسد والمقصود بها : هو كلام
العلماء بعضهم في بعض [7] .
2- الحسد : وهو يعمي ويصم ؛ ومنه التنافس للحصول على جاه أو مال أو
القرب من شيخه أو كسب رضاه فقد يبغي على إخوانه بسبب ذلك .
3- الهوى : هو كل ما خالف الحق وللنفس فيه حظ ورغبة من الأقوال
والأفعال والمقاصد [8] ورغبة النفس في الوقوع في أعراض الآخرين .
وكان السلف يقولون : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا أعمته دنياه) [9] .
4- التقليد والتعصب : (قد يوجد رجل ينقد آخر لا بناءً على علم أو فهم أو
دليل ، بل مجرد تقليد أعمى : سمع فلاناً ينقده أو ينتقصه أو يذمه فسار على أثره
بغير هدى ولا برهان) [10] وهذا التقليد المذموم كان المشركون يفعلونه وكانوا
يقولون : ] إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ [ [الزخرف : 22] .
قال ابن مسعود (رضي الله عنه) : (ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً : إن آمن ..
آمن ، وإن كفر كفر ؛ فإنه لا أسوة في الشر) [11] .
5- التعالم : لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً
يتصدر لنقد العلماء ، وتفنيد آرائهم وتقويم قولهم ، وهذا أمر خطير ؛ فإن من أجهل
الناس من يجهل قدر نفسه ويتعدى حدوده) [12] .
6- النفاق وكُرْهُ الحق : إن دسائس المنافقين والكارهين للحق من العلمانيين
بشتى اتجاهاتهم من أقوى أسباب النقد .
فالإخوة الذين يتبعون أعداء الدعوة من حيث يشعرون أو لا يشعرون
سيكونون فريسة سهلة فيما بعدُ لهم ، فإنهم قد أعانوا الأعداء على إخوانهم ؛ وهل
سيتركهم الأعداء ؟ لن يتركوهم كما هو ملموس في الواقع .
7- سوء الظن : وهو حمل التصرفات ، قولاً وفعلاً ، على محامل السوء
والشكوك وسوء الظن [13] .
8- وقوع التفرق في الأمة : (وبهؤلاء المشنعين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها
إلى أوزاع وأشتات وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهج
والقدوة ، وما نجا من غمرتها إلا من صحبه التوفيق وعمر الإيمان قلبه . ولا حول
ولا قوة إلا بالله) [14] .
9- بُعد الأمة عن علمائها : إن تصنيف العالم الداعية وهو من أهل السنة
ورميه بالنقائص : ناقض من نواقض الدعوة وإسهام في تقويضها ، ونكث الثقة ،
وصرف الناس عن الخير ، وبذلك ينفتح السبيل للزائغين) [15] .
فضلاً عما في ذلك من السعي في الأرض بالفساد ؛ لأنه يوقع الشحناء
والبغضاء في صفوف الدعوة الإسلامية ، ويعمل على تأخر النصر والتمكين للأمة .
10- ضياع الأوقات ، وإهدار الجهود والطاقات والقدرات في غير فائدة تعود
على الإسلام والمسلمين .
منقووووووول
خافية على اللبيب ، ومن أهمها :
1- الجرح في شخصية من يوجه إليه النقد : كوصف بعض الدعاة بالميوعة
أو عدم القدرة على نطق بعض الحروف العربية ؛ أو أن بضاعته في العلم مزجاة .
وهذا بعيد كل البعد عن التعرض للأخطاء من أجل تقويمها وتبيين الحق من
الباطل ؛ مما يجعل الناقد مغرضاً وصاحب هوى . نسأل الله السلامة .
2- الجرح بلا دليل : فيتعرض بعضهم لجرح الآخرين من غير حجة ولا
برهان ؛ وإنما للتشفي ، وليصبح النقد مهنة لذلك المنتقد في نقد المخالفين .
فالجرح في أي داعية أو عالم ، سواء أكان من أهل السنة أم من المبتدعة
دعوى تحتاج إلى مستند .
والدعاوى إن لم يُقِمْ أصحابُها بيناتٍ ، فأصحابُها أدعياءُ
3- الاعتماد في النقد على حجة واهية :
إما لعدم التثبت ، أو لعدم عدالة الناقل ، أو لأنه يَهِمُ في خبره ، أو تحميل
الكلام ما لا يحتمل ؛ وهذا ملحوظ والله المستعان .
4- تتبع العثرات ، وعدم الموازنة بين هفوة الداعية أو العالم وفضائله الكثيرة ، بل وغَمْر تلك الفضائل العظيمة من أجل زلة وقع بها .
(ومن مستندات المشنعين) الجراحين : تتبع العثرات وتلمس الزلات ؛ فمن ذا
الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟ وكم لبعض المشاهير من العلماء من
زلات لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير ؟
ولو أخذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ، ولصرنا مثل دودة القز تطوي على
نفسها بنفسها حتى تموت) [6] .
5- الطعن في النيات والمقاصد : بدعوى أن مقصد ذلك الداعية خبيث والحكم
عليه في نيته بالظن ؛ وهذا مسلك خطير ؛ فمعرفة ما في السرائر موكول إلى الله
(سبحانه وتعالى) ، مثل أن يقال : يظهر السلفية ويبطن الصوفية ، أو أنه ذو نية
خبيثة ، أو أنه صاحب فتنة ويريدها ، أو أنه عدو للسنة .
6- التندر على الدعاة في المجالس ، واستغلال أي فرصة للغمز والطعن
بحجة بيان الحق وتعرية الباطل وأهله ؛ وهذا خُلق ذميم .
7- التهويل : في نقد بعض العلماء أو الدعاة ، ورميهم بالكذب أو البدعة ، أو
أنهم أخطر من اليهود والنصارى .
8- الطعن فيما يجيده ذلك الداعية أو العالم ؛ فقد يكون بعض أهل العلم يشتغل
في دراسة الحديث فينتقد بأنه ليس لهم همّ إلا : حدثنا وأخبرنا ، أو لاهتمامه بفقه
الواقع ومن يعمل فيه ؛ فيتنقص بأن ذلك فقه (القواقع) مثلاً ؛ بحيثُ يُزْهَدُ من هذا
الفن الذي هو من فروض الكفايات .
أسباب النقد :
سأحاول الإيجاز في عرضها حتى تظهر للعيان ومن أهمها :
1- الغيرة : الغَيْرةُ بالفتح محمودة من أجل دين الله وحرماته ، لكنها قد تجر
صاحبها إن لم يتحرز شيئاً فشيئاً حتى يقع في لحوم العلماء والدعاة من حيث لا
يشعر .
وأما الغِيرَة بالكسر فهي مذمومة وهي قرينة الحسد والمقصود بها : هو كلام
العلماء بعضهم في بعض [7] .
2- الحسد : وهو يعمي ويصم ؛ ومنه التنافس للحصول على جاه أو مال أو
القرب من شيخه أو كسب رضاه فقد يبغي على إخوانه بسبب ذلك .
3- الهوى : هو كل ما خالف الحق وللنفس فيه حظ ورغبة من الأقوال
والأفعال والمقاصد [8] ورغبة النفس في الوقوع في أعراض الآخرين .
وكان السلف يقولون : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا أعمته دنياه) [9] .
4- التقليد والتعصب : (قد يوجد رجل ينقد آخر لا بناءً على علم أو فهم أو
دليل ، بل مجرد تقليد أعمى : سمع فلاناً ينقده أو ينتقصه أو يذمه فسار على أثره
بغير هدى ولا برهان) [10] وهذا التقليد المذموم كان المشركون يفعلونه وكانوا
يقولون : ] إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ [ [الزخرف : 22] .
قال ابن مسعود (رضي الله عنه) : (ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً : إن آمن ..
آمن ، وإن كفر كفر ؛ فإنه لا أسوة في الشر) [11] .
5- التعالم : لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً
يتصدر لنقد العلماء ، وتفنيد آرائهم وتقويم قولهم ، وهذا أمر خطير ؛ فإن من أجهل
الناس من يجهل قدر نفسه ويتعدى حدوده) [12] .
6- النفاق وكُرْهُ الحق : إن دسائس المنافقين والكارهين للحق من العلمانيين
بشتى اتجاهاتهم من أقوى أسباب النقد .
فالإخوة الذين يتبعون أعداء الدعوة من حيث يشعرون أو لا يشعرون
سيكونون فريسة سهلة فيما بعدُ لهم ، فإنهم قد أعانوا الأعداء على إخوانهم ؛ وهل
سيتركهم الأعداء ؟ لن يتركوهم كما هو ملموس في الواقع .
7- سوء الظن : وهو حمل التصرفات ، قولاً وفعلاً ، على محامل السوء
والشكوك وسوء الظن [13] .
8- وقوع التفرق في الأمة : (وبهؤلاء المشنعين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها
إلى أوزاع وأشتات وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهج
والقدوة ، وما نجا من غمرتها إلا من صحبه التوفيق وعمر الإيمان قلبه . ولا حول
ولا قوة إلا بالله) [14] .
9- بُعد الأمة عن علمائها : إن تصنيف العالم الداعية وهو من أهل السنة
ورميه بالنقائص : ناقض من نواقض الدعوة وإسهام في تقويضها ، ونكث الثقة ،
وصرف الناس عن الخير ، وبذلك ينفتح السبيل للزائغين) [15] .
فضلاً عما في ذلك من السعي في الأرض بالفساد ؛ لأنه يوقع الشحناء
والبغضاء في صفوف الدعوة الإسلامية ، ويعمل على تأخر النصر والتمكين للأمة .
10- ضياع الأوقات ، وإهدار الجهود والطاقات والقدرات في غير فائدة تعود
على الإسلام والمسلمين .
منقووووووول