المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميتا يروى قصة موته بنفسه0!!!


عاشق المقدام
01-03-2005, 07:12 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ....
ميتا يروى قصة موته بنفسه0!!!
00 كان المسجد يعج بالضحك من الكبار والصغار والكل يحلم بساعات جميلة يقضيها على شاطىء البحر الأبيض المتوسط بعد إرهاق الامتحانات التي تمر بثقلها على الجميع صغار وكبار ولا ينجو من همها إلا القليل في هذة الأزمان كانوا جميعا قد أدوا صلاة الفجر في جماعة ولا يزالون يحملون مصاحفهم في أيديهم يرتلون آيات الله حتى تأتى السيارات التي ستحملهم إلى حيث تبدأ الرحلة السعيدة 00وبعد دقائق000000 ينادى المنادى (هيا فقد جاءت السيارات )
وينطلق الجميع وفى ثواني معدودة تحمل السيارات كل شيء, الشباب والرجال والطعام والخيمة التي ستقيهم من حر الشمس على شاطىء البحر00ويكون مكاني في السيارة التي تحمل الأمتعة وننطلق جميعا ونحن نتغنى بدعاء ركوب الدابة ودعاء السفر, ولأول مرة منذ مدة طويلة أشعر بحاجتي لصلاة الاستخارة والحمد لله فأنا لم أكن أترك الاستخارة إلا قليلا ولكن اليوم شعرت بحاجتي إليها فصليتها قبل ركوب السيارة ولله الحمد والمنة, وتمر الدقائق مسرعة والسيارات تتجه إلى المكان الذي ستنطلق منه الرحلة, و تصل السيارات إلى حيث يقف ( اللنش ) الذي سيكون بداية الرحلة فمن خلاله نقطع مسافة طويلة داخل بحيرة هادئة حتى نصل إلى البحر الأبيض الذي يفصله عن البحيرة بضعة كيلومترات قليل000 وفى سرعة وخفة أصبح الجميع على ظهر ( اللنش ) الذي بدأ يدير موتورة الذي يعمل ( بالديزل ) محدثا صوتا شديدا يعكر صفو البحيرة الهادئة وكان ( اللنش ) كبيرا بدرجة تكفى لأن نجلس فيه جميعا 00نحن ( الستون ) أفراد الرحلة بلا مضايقة , وفى أثناء الطريق قسمنا أفراد الرحلة إلى مجموعات كل مجموعة لها اسم مميز وأخذنا نتسابق عن طريق بعض الأسئلة الدينية التي تنفع الجميع والتي تجعل الوقت يمر سريعا بغير ملل حتى نصل إلى وجهتنا00والعجيب أنني طوال الطريق كنت
أخشى على الأولاد من السقوط في البحيرة وكنت كلما ركبت هذا ( اللنش ) يخيل إلى أن أحدا سوف يسقط في الماء وربما مات غريقا00فكان هذا الخاطر يجعلني حريصا على الأولاد جدا ومراقبا لهم باستمرار00 !وتمر ساعة تقريبا ويصل ( اللنش ) إلى نهاية طريقه حيث لم يبقى أمامنا إلا القليل ونصل إلى البحر ( 3 كيلو مترات أو أقل ) وبسرعة يذهب الإخوة المسؤلون عن تأمين المواصلات لإحضار سيارات تأخذ الجميع إلى شاطىء البحر وما هي إلا دقائق وكنا جميعا على شاطىء البحر الأبيض الشاطىء الساحر الجمال00
وبدأنا نعد الخيمة التي سنصلى ونجلس ونتناول تحتها الطعام 00وكان هناك شيئا مثيرا للانتباه لفت انتباه الجميع إلا وهو هذه السفينة القديمة التي جرفتها المياه إلى شاطىء البحر إنها سفينة حقيقية, جبل من حديد, كم تبدو قاسية الملامح, ولكن يبدو أن البحر كان أشد منها قسوة فلقد أكل الماء أجزاء كثيرة من جسد هذه السفينة التي ترقد بلا حراك بعد هزيمتها في معركة شرسة مع هذا البحر القاسي السفينة ارتفاعها حوالي عشرة أمتار وطولها حوالي الخمسين مترا تقريبا تقف في ذلة واستسلام عجيبين بتلاطمها أمواج البحر من كل جانب وهى ساكنة بلا حراك000وبدأ أحد الشباب بالتسلل إلى هذه السفينة عن طريق حبل ممدد من منتصفها ويتدلى في الماء كأن أحد الصيادين ربطه ليتمكن من الصعود إليها وقتما شاء, تسلق هذا الشاب الحبل و أنا أنظر إليه من بعيد وأراقب ما يفعل فلقد كنت أخشى أن يصاب أحد من الشباب بمكروه خاصة وأنا مشرف الرحلة, وتمر الدقائق طويلة ويقف الشاب على ظهر السفينة القديمة ويهلل مناديا على أصدقاءه كأنه يقول لهم أن الأمر سهل فلا تخافوا وتعالوا إلى ظهرها, فجأة شعرت بالقلق من هذه السفينة خاصة لما أخبرني أحد الإخوة المرافقين لنا من أهل المنطقة أنه توجد منطقة عميقة وخطيرة عند مؤخرة السفينة وأن من يحاول السباحة عندها ربما كان مصيره إلى الغرق كل ذلك دفعني أن أنادى على الشباب أن تعالو إلى البر واتركوا هذه السفينة, وتمر الدقائق ويذهب ندائي بلا فائدة فلقد سحرهم منظر السفينة من الداخل بالرغم من أنها لم يعد يوجد فيها إلا الهيكل الحديدي بعد أن أكل الماء معظم ملامحها, وأعاود النداء مرة أخرى وأشدد عليهم أكثر هذه المرة فيبدأ بعضهم في الاستجابة خاصة بعد أن وجدوا صعوبة شديدة عند التجول عليها حيث كان الحديد مخرق بفعل الماء ومغطى بطبقة من الطحالب الخضراء التي تتسبب في انزلاق القدم من على الحديد ومن ثم إصابة القدم بالجروح من الحديد الصدأ ولاحظت أن هناك ولد في ( الرابعة عشرة من عمره تقريبا ) يقف خائفا ولا يدرى كيف يهبط من على هذه السفينة, فحولت وجهي عنه لدقيقة بعدما جذبني صوت ولد وهو يصرخ بعد أن حمله أصدقاءه إلى الماء عنوة, وما هي إلا ثانية واحدة حتى سمعت ولدا يصرخ (( أحمد يغرق يا شيخ )) عندها نظرت إلى السفينة فوجدت الولد الذي كان يحاول الهبوط من قليل قد جرفه الموج إلى مؤخرة السفينة عند هذا المكان الخطر الذي حذرني منه الإخوة منذ قليل لم أشعر بنفسي إلا وأنا أجرى بأقصى سرعة نحو الولد و كنت أراه وهو يتخبط في الماء فيختفي قليلا تحت الماء ثم يعود ليلوح بيديه ولكن بلا أي صوت أيقنت أنه هالك وهرولت نحوه بكل قوتي وصلت إلية وهو يبتعد إلى مؤخرة السفينة أكثر فأكثر ألقيت نفسي في الماء وأمسكت بيده ليسرى وجذبته نحو البر ولكني فوجئت بأن الولد يجذبه الماء إلى داخل البحر كأن الموج يصارعني ويأبى أن يترك هذه الفريسة تمر من يديه بسهوله, مرت الثواني بسرعة حاولت أن أجذبه مرة أخرى فلم أستطع, وفجأة وجدت نفسي معلقا في الهواء أقصد في الماء كأن يدا قوية جذبتني فأخرجتني من مجال الجاذبية الأرضية, درت حول نفسي وفقدت اتزاني ولم أعد أسيطر على نفسي بدأت أغرق أنا الآخر تحت الماء 00 ما هذا ماذا يحدث ؟ هل هذا حلم؟
أنا أيضا أغرق لقد جذبني الموج إلى داخل البحر ولا يزال الولد ممسكا بيدي بل لقد أمسك بوسطي انه يغرق ويجذبني معه سبحان الله هل سأموت غريقا ؟ هل ستكون هذه هي نهايتي ؟ هل سأموت الآن حقيقة ؟ لا لا يجب أن أقاوم فأنا غير مستعد للموت الآن
أحاول أن أصعد برأسي لأتنفس أنجح ولكن بصعوبة فالولد يتعلق بجسدي ويجعلني ثقيلا
أغوص مرة أخرى في الماء ويملأ ماء البحر فمي أحاول مرة أخرى الصعود لا أريد أن أموت غريقا, بدأ الهواء يقل وبدأت قواي تخور ماذا أفعل ؟؟؟؟؟أسمع صوتا يصرخ خلفي صائحا (( لا اله إلا الله محمد رسول الله )) نعم يجب أن أرددها بسرعة قبل أن أموت لعلها تشفع لي ولكني لا أستطيع الكلام سأحاول أن أحصل على بعض الهواء ها ها الحمد لله لقد صعدت مرة أخرى وأخذت نفسا , والآن بسرعة قبل أن أموت (( أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله )) الحمد لله قلتها إذا لو مت الآن فأنا أطمع في رحمة الله فأنا يا رب قد تبت الآن من كل ذنوبي , كل الذنوب التي طالما سترتها على ولم تفضحني بها في الدنيا يا رب فأغفر لي فأنت أرحم الراحمين 00
ولكن لماذا لا أحاول مرة أخرى أن أصعد لأتنفس ومن يدرى فلقد ترك الولد وسطي وارتخى جسده أشعر أنى أخف من الأول ها ها00 آه آه لو أستطيع أن أمسك بجسم السفينة قبل أن أنطلق أنا والولد في هذا البحر المتوحش الذي لم يرحم ضعف أجسادنا مع قوته, يا رب أنت المغيث أنقذني ولا تمتني غريقا 00 يا رب لم أعد أستطيع إنها المرة الأخيرة..يا رب إذا لم أتعلق في السفينة الآن فلن أجد شيئا آخر بعده أتعلق به أعنى يا رب
سأحاول مرة أخرى أنا أرى السفينة لكنها بعيدة اللهم يسر لي أمري, ها سبحان الله السفينة اقتربت لم يعد بيني وبينها إلا مسافة بسيطة سأرمى بجسدي إليها يا رب أعنى ها
الحمد لله الحمد لله لقد أمسكت بآخر كوة في ذيل السفينة سأتشبث جيدا بيدي اليمنى وسأدفع الولد لأعلى السفينة فالمكان هنا منخفض هيا يا ( أحمد ) بسرعة أصعد على كتفي
ويصعد (أحمد) وأظل معلقا أنظر إلى السماء والى الماء وأقول الحمد لله الذي لا يقهر
مرت الدقائق ثقيلة كأنها سنين لم أكن أسمع أي صوت ولم أتكلم أي كلمة كل شيء حدث في صمت وسرعة لم يكن هناك إلا صوت الموج الهادر يعلن غضب البحر على نجاتنا أنا و(أحمد) ولكن الحمد لله لقد عدت إلى الحياة مرة أخرى لازال أمامي فرصة للتوبة, سأتوب من كل المعاصي الصغيرة والكبيرة لن أتجرأ على معاصي الله بعد الآن
لقد كان درسا قاسيا لن أنساه أبدا ما حييت 00لقد تعلمت درسا عظيما لن أنساه, صحيح أنى خرجت ببعض الجروح في يدي وبعض الكدمات ولكني خرجت إلى الحياة من جديد لأمارس الدعوة إلى الله وأرعى أسرتي وأعمل لمغفرة ذنوبي, فالحمد الله الذي أمهلني ثانية , أنا الذي كنت ميتا من لحظة الآن عدت حيا 0!!