أوراق منسية
11-08-2009, 12:04 AM
تاملت حالة عجيبة وهي أن المؤمن تنزل به النازله فيدعو، ويبالغ ، فلا يرى أثراً للأجابه ، فإذا قارب اليأس نظر حينئذ إلى قلبه ، فإن كان راضيا بالأقدار ،غير قنوط من فضل الله عز وجل ، فالغالب تعجيل الإجابه حينئذ لأن هناك يقهر الإيمان الشيطان ، وهناك تبين مقادير الرجال.
وقد أشير إلى هذا في قوله عز وجل :( حتى يقول الرسول والذين ءامنوا متى نصر الله ) .وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام ، فإنه لما فقد ولدا وطال الأمر عليه لم ييأس من الفرج ، فأُخذ ولده الآخر،و لم ينقطع آمله من فضل ربه (أن يأتيني بهم جميعا) . وكذلك زكريا عليه السلام ( ولم أكن بدعائك رب شقيا).
فإياك أن تستطيل مدة الإجابه إلى أنه الحكيم التدبير والعالم بالمصالح ، وإلى أنه يريد اختبارك ليبلو أسرارك، وإلى أنه يريد أن يرى تضرعك ، وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك إلى غير ذلك ، وأنه يبتليك بالتأخير لتحارب وسوسة إبليس ، وكل واحده من هذه الأشياء تقوي الظن في فضله ، وتوجب الشكر له .
صيد الخاطر لإبن الجوزي
وقد أشير إلى هذا في قوله عز وجل :( حتى يقول الرسول والذين ءامنوا متى نصر الله ) .وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام ، فإنه لما فقد ولدا وطال الأمر عليه لم ييأس من الفرج ، فأُخذ ولده الآخر،و لم ينقطع آمله من فضل ربه (أن يأتيني بهم جميعا) . وكذلك زكريا عليه السلام ( ولم أكن بدعائك رب شقيا).
فإياك أن تستطيل مدة الإجابه إلى أنه الحكيم التدبير والعالم بالمصالح ، وإلى أنه يريد اختبارك ليبلو أسرارك، وإلى أنه يريد أن يرى تضرعك ، وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك إلى غير ذلك ، وأنه يبتليك بالتأخير لتحارب وسوسة إبليس ، وكل واحده من هذه الأشياء تقوي الظن في فضله ، وتوجب الشكر له .
صيد الخاطر لإبن الجوزي