المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة اعتذار


دمعة حزن
12-14-2005, 04:50 AM
رسالة اعتذار
أحاول رسم حروفي وتجميع سطور ورقي أتذكرك بين الكلمات وصدى الألم الذي يتوارى خلف اسوار الجرح ملامح أبحرت في سطور الحزن وغرقت أيامها عند مرافئ الإنتظار ندم يدثر رحيق السواد ويتعطر بشذى الألم النفسي الذي يتعاظم في وجدان روحي علمتني كيف يكون الشموخ وأن حقول من الجد والإجتهاد تكون كشلال من المد الذي يفوق جحافل من طعنات التسامح وبوابة الأعتذار تمر الأيام والسويعات مثل مقصلة كشرت عن أنيابها
سطور مثل شريط سينمائي كنت لي الجسد والكيان وعندما تتطاير الأيادي في الفصول كانت أقدامي تحفر قاع الأرض قاطعة ذلك السكون والهدوء الذي ارتسم على وجهك تحاولين كظم غيظك الذي فاض من كراسة التحضير وأنا لاأبالي بوجودك وأحترامي لك ينحدر إلى بؤرة الفشل كنت أعتقد ذلك قوة عند زميلاتي وعندما أخضب كفوفي بالزعامة أقول بلغة عدم المبالاة صمت ياطالبات دعو ا المعلمة تشعل أصابعها العشر من أجلنا شموع بينما كنت أحرق أعصابك مثل حمالة الحطب .كان حديثك مثل السوط مازال راسخا في ذهني عندما تكبرين وتصبحين في موقع المسوؤلية وتقفين هنا سوف تتذكرين عمق الألم الذي غرستي بذوره فوق سبورة خضراء
معلمتي علمتني كيف يكون الود والاحترام رسمت بداخلي أبجديات فن التعامل تحدثت في كل الدروس عن كيفية تقدير الآخرين وأنا في وادي من شبكة من اللهو والكسل المتواصل وأنتي أستاذتي تمدين جسور الوفاق وأنا أهدم الخلق السامية والخطأ بداخلي يتعاظم ترتفع تلك الضحكة من حنجرتي مثل طبول الجرح الذي تجرى له عمليات فاشلة والنور مغلق ومفاتيح التسامح رميتها في لجة المحيط كيف أصعد درجات الاعتذار وغيوم أخطائي وصلت إلى حدود السماء وأمطرت غيومها السوادء على خدك ونبض قلبك مزقته بيدي وبهذياني المستمر بينما كنت مثل النحلة التي لاتمل ولاتكل تقدمين صفوف من الولاء والانتماء .
تعلمت منك صبر أيوب ووضعت نفسي في دائرة التسامح رسمت تلك اللوحة في خيالي وشخصت الداء الذي سقيتك منه العلقم بينما كنت تعطيني الدواء الناجع والبلسم الشافي .
معلمتي كيف أرسو وألون لأجلك حروفي ماعساني أهديك وعيوني تسرق منك لحظات الصدق ووثيقة الاعتذار وصلت إلى قمة القسوة وأنتي تبعثرين شذى التسامح وحنان الأم المتمثل في دفئ المعلمة
دعيني أمد الكف طالبة وراجية منك الصفح ممسكة بحبر القلم سائرة فوق طريق معبد بجبروت الألم
معلمتي سوف أبني أبراج من الاعتذار ولن أهدم بناء التسامح سأغرد مع الطيور منتظرة شروق الشمس عند أسوار المدرسة رافعة لأجلك الراية البيضاء سوف أكتب تعابير حروفي باللون الأحمر وأجدل ذكريات الماضي في صحف المستقبل مقدمة وثيقة اعتذاري الأكبر لأغلى وأرق معلمة في الكون وأطرز تلك البيارق الخفاقة وأعلقها على جبين القمر وأرسم لوحة من الألماس لصاحبة أجمل إحساس معلمتي الفاضلة .
هذه بعض من أهاتي وندمي مغلفة بباقة من الود ومبضع الجراح أنتي، تجنين اليوم حصاد حبك وعطاؤك الدائم معلمتي طامعة وضامئة في صحاري عفوك ومجاديف الأمل تعسكر في وجداني منتظرة دخولي إلى بوابة محبتك وعطفك
وأن تحتويني وتعيدني إلى جذور أرضك ورحابة صدرك .
طالبتك النادمة………….

أبو طلال
12-18-2005, 01:26 PM
جميل جدا هذا المقال
مترابط بقلك بلاغي وموضوعي
بعد القراءة يحس الإنسان أنه قرأ شيئا يستفاد منه

نعم المعلم والمعلمة هما شخصيتان تكابلت عليهما الطعنات
من كل المحيطين بهما بدأ من عدم الإحترام ونهاية بالتنكيل بهما
هما على مر العصور العربية محط إستهجان كبير
وما كتبه الجاحظ في رسالته المعلم إلا شاهدا على ما أقول

أنا لا أنكر حفظ حقوق المعلم في الشريعة الاسلامية
لكني أقول أن الأعراف الإجتماعية تطبق غير ذلك