بن فياض الخالدي
08-04-2009, 02:28 PM
180 درجة ..
القضية ابعد من درس في الهندسة واللوغاريتمات بل هو درس في الحياة ..
هناك من يعبر بالتغير الكلي بأنه تغير 360 درجة وهي عودة لنقطة الصفر دائرة كاملة مما يدلنا على أنه تعبير خاطئ ويحتاج لدرس رياضيات مختصر ويسير
وليس هذا مكانه ولا من تخصصي ..
فالتغير الحقيقي هو الانتقال إلى الضفة المقابلة والمعبر عنها بـ 180 درجة
يجب أن لا نستغرب التغير السريع 180 درجة وبصورة مذهلة للكثيرين لكنها
تكون نتيجة تراكمات فكرية وثقافية وسلوكية وحياتية بل ودينية أيضا ..
القضية تتضح في مسلمة جدلية ولا تحتاج لبرهنة آنية لكونها تقع ولا تتوقف
ولا مشكلة في النقاش حولها باختصار وللبحث أماكن أخرى
يقول الله تعالى : ( يخرجهم من الظلمات إلى النور ) .. ( يخرجونهم من النور إلى الظلمات) .. الآية
التحول في المبادئ والقناعات والأديان والرؤى بالاعتبار الدنيوي يحتاج للكثير من التبصر بطبائع النفوس وقدرتها على الفهم والاستيعاب ومن ثم التصرف فمحدودية الفكر واتساعه تختلف من شخص لآخر ( ويعبر عنه بالفروق الفردية ) تربويا وتعليميا
ويعبر عنه شرعيا في قول سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
"حدّثوا الناس بما يعقلون, أتحبون أن يُكذَّب اللهُ ورسولُه" والأثر في البخاري ومسلم
إذا التحول 180 درجة لا يعتبر مخيفا دائما بل هو متقرر كونيا وحاصل واقعا وشرعا الإشكال في كيفية التحول ؟ وممن التحول ؟ وإلى أين يتحول المتحول ؟
سمع الجن حديثا عجبا فحصل تحولهم سريعا من الظلمة إلى النور وذهبوا سريعا ليخبروا قومهم فالتحول حاصل لمجرد كلمة أو تصرف أو سلوك أو أكثر أو اقل
قال تعالى ) : قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجب)
فكيف حصل هذا : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا)
فقد كان من الله هداية التوفيق بسبب الشهب التي أصبحت تصيب مسترق السمع وقد تكون الهداية أشد تأثيرا وعمقا فذهبوا يطلبون الخبر
فأخذوا يستمعون الخبر من السماء على الأرض من الرسول صلى الله عليه وسلم
ووصفوا القران دون أن يعلم عنهم أحد غير الله : (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا)
وهكذا في كثير مما يمر بنا تتغير قناعاتنا من طرف لطرف وقد يكون التحول يسيرا هينا وقد يكون فجأة وكل عقل حسب ما يستوعب فبعض التغيرات تحتاج لوقت طويل لتحصل في ميعاد قدره الله وقد لايلاحظه أحد إلا عند حصوله وبزوغ تأثيره ..
ومن المهم فهم طبيعة النفوس ( للبشر أو الجن ) أو حتى الحيوانات بأصنافها لملاحظة التغير في التفكير والسلوك والرؤية لنستوعب التغير 180 درجة
مما يظن الناس أنها ثوابت وهي متغيرات وهذه الفكرة ليست حكرا على أحد ولا ملكا لأحد لكنها سنة كونية ثابتة قدرها الله في الأحياء منهم من يتطور ومنهم من يتخلف ومنهم بين بين لا على هؤلاء ولا على هؤلاء وسيعيش الناس كما قدر الله
وقضى والله أعلم وأحكم
دمتم برعاية الله .
بقلم /
طارق بن عبدالله الفياض
------
المقال منشور في أكثر من موقع إخباري ومنتدى على الشبكة
المصدر صحيفة الأحساء نيوز
القضية ابعد من درس في الهندسة واللوغاريتمات بل هو درس في الحياة ..
هناك من يعبر بالتغير الكلي بأنه تغير 360 درجة وهي عودة لنقطة الصفر دائرة كاملة مما يدلنا على أنه تعبير خاطئ ويحتاج لدرس رياضيات مختصر ويسير
وليس هذا مكانه ولا من تخصصي ..
فالتغير الحقيقي هو الانتقال إلى الضفة المقابلة والمعبر عنها بـ 180 درجة
يجب أن لا نستغرب التغير السريع 180 درجة وبصورة مذهلة للكثيرين لكنها
تكون نتيجة تراكمات فكرية وثقافية وسلوكية وحياتية بل ودينية أيضا ..
القضية تتضح في مسلمة جدلية ولا تحتاج لبرهنة آنية لكونها تقع ولا تتوقف
ولا مشكلة في النقاش حولها باختصار وللبحث أماكن أخرى
يقول الله تعالى : ( يخرجهم من الظلمات إلى النور ) .. ( يخرجونهم من النور إلى الظلمات) .. الآية
التحول في المبادئ والقناعات والأديان والرؤى بالاعتبار الدنيوي يحتاج للكثير من التبصر بطبائع النفوس وقدرتها على الفهم والاستيعاب ومن ثم التصرف فمحدودية الفكر واتساعه تختلف من شخص لآخر ( ويعبر عنه بالفروق الفردية ) تربويا وتعليميا
ويعبر عنه شرعيا في قول سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
"حدّثوا الناس بما يعقلون, أتحبون أن يُكذَّب اللهُ ورسولُه" والأثر في البخاري ومسلم
إذا التحول 180 درجة لا يعتبر مخيفا دائما بل هو متقرر كونيا وحاصل واقعا وشرعا الإشكال في كيفية التحول ؟ وممن التحول ؟ وإلى أين يتحول المتحول ؟
سمع الجن حديثا عجبا فحصل تحولهم سريعا من الظلمة إلى النور وذهبوا سريعا ليخبروا قومهم فالتحول حاصل لمجرد كلمة أو تصرف أو سلوك أو أكثر أو اقل
قال تعالى ) : قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجب)
فكيف حصل هذا : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا)
فقد كان من الله هداية التوفيق بسبب الشهب التي أصبحت تصيب مسترق السمع وقد تكون الهداية أشد تأثيرا وعمقا فذهبوا يطلبون الخبر
فأخذوا يستمعون الخبر من السماء على الأرض من الرسول صلى الله عليه وسلم
ووصفوا القران دون أن يعلم عنهم أحد غير الله : (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا)
وهكذا في كثير مما يمر بنا تتغير قناعاتنا من طرف لطرف وقد يكون التحول يسيرا هينا وقد يكون فجأة وكل عقل حسب ما يستوعب فبعض التغيرات تحتاج لوقت طويل لتحصل في ميعاد قدره الله وقد لايلاحظه أحد إلا عند حصوله وبزوغ تأثيره ..
ومن المهم فهم طبيعة النفوس ( للبشر أو الجن ) أو حتى الحيوانات بأصنافها لملاحظة التغير في التفكير والسلوك والرؤية لنستوعب التغير 180 درجة
مما يظن الناس أنها ثوابت وهي متغيرات وهذه الفكرة ليست حكرا على أحد ولا ملكا لأحد لكنها سنة كونية ثابتة قدرها الله في الأحياء منهم من يتطور ومنهم من يتخلف ومنهم بين بين لا على هؤلاء ولا على هؤلاء وسيعيش الناس كما قدر الله
وقضى والله أعلم وأحكم
دمتم برعاية الله .
بقلم /
طارق بن عبدالله الفياض
------
المقال منشور في أكثر من موقع إخباري ومنتدى على الشبكة
المصدر صحيفة الأحساء نيوز