المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة (عابرة سبيل"رحمها الله") لزوجها قبل وفاتها ....


السامر2
10-04-2005, 02:49 AM
الســــلام عليكم ورحمة الله وبركــــــــــــــــاته ,,,


هذه قصيدة اعجبتني للشاعرة عابرة سبيل (الله يرحمها ) .. حيث قالت هذه القصيدة قبل وفاتها بساعات وكانت موجهه القصيده لزوجها ..

كانت (عابرة سبيل ) مريضة وعلى مشارف الموت .. وكان زوجها يبشرها بأنها بخير .. حيث كان يعمل الذبائح استبشاراً لها بأنها بخير ولعدم تذكيرها بمرضها ... بينما كانت تعرف (عابرة سبيل) بأنها قد تموت بأي لحظة ..

أنظروا لهذا الوفاء من الزوجين .....


كتبت (عابرة سبيل) هذه الابيات موجهتها لزوجها ..





ترى الذبايح وأهلها ما تسليني..أنا أدري ان المرض لايمكن علاجه..

أدري تبي راحتي لا يابعد عيني...حرام ماقصرت ايديك في حاجه..

خذها وصاية وأمانه لاتبكيني...لو كان لي خاطر ما ودي ازعاجه..

ابيك في يديك تشهدني وتسقيني.......امانتك لايجي جسمي بثلاجه..

لف الكفن في يديك وخل رجليني.....ماغيرك أحدٍ حسناه واحراجه..

ابيك بالخير تذكرني و تطريني.....يجيرني خالقك من نار وهاجه..

سامح على ماجرا بينك وما بيني....ايام نمشي عدل وايام منعاجه..

أعيالي همي وانا اللي فيّ يكفيني....علمهم الدين تفسيره ومنهاجه..

ملكة العيون
10-04-2005, 02:58 AM
مشكور على القصيدة مره حلوه

المحــــــروم
10-04-2005, 03:49 AM
رحمها الله ....

اللهم اسكنها في فسيح جناتك يا أرحم الراحمين ....

عابره السبيل ... شاعره معروفه وغنيه عن التعريف ولها ثقل في الساحه الشعريه ....

والقصيده جدا ً تأثر في الخاطر ...

الله يرحمها يارب ....

[line]

عابرة سبيل ترحل بصمت.......

حنين الشمال ....

يفتقد الإنسان أحيانا القدرة على التعبير خاصة في المواقف المؤلمة .. هذا هو حالي حتى حين أذهب لعزاء في قريب أجد أنني لا أستطيع مواساة أهل الفقيد كما يجب .. هو مقدار الحزن الذي يسكن في داخلي فما ألم بي من أحزان جعلني ألزم الصمت .. فما أحوجني لمن يواسيني في إنسانة كان فقدها بالنسبة لي مؤلما إنسانة ما كدت أن أعرفها حتى رحلت عنا رحلت عابرة سبيل .. هذا الاسم الشامخ في عالم الشعر النسائي ... قبل حوالي سبعة أشهر كنت أحادثها .. لم أكن أعرف أن هذا الحديث معها سيأتي يوم ويكون السبب في انهمار دموعي .. هذه الإنسانة الكبيرة التي صنعت من إحساسها تاريخا مشرفا تتناقله الأجيال .. كان حديثي معها حديثا لا ينسى .. فقد سألتني حين حادثتها هل أنتِ شاعرة فعرضت عليها قصائدي لتتحدث عن نفسها .. فكانت كلماتها مشجعة لي حيث قالت أنتِ يا حنين الشمال لكِ مستقبل رائع وقصائدك تدل على تمكنك .. كنت أتمنى أن أجري معها حوارا لكنها هي من أجرته معي فقالت لي هل تختارين قافية قصائدك قبل كتابة القصيدة ؟؟
فقلت لها لا الشعر بالنسبة لي حالة انفعالية لا أتصنعه والقصيدة تأتي في لحظة إحساس تحمل كل معانيها وقوافيها وأخيلتها لا خيار لي في ذلك ..
قالت إذا أنت تكتبين من واقع ؟
قلت لها واقع وخيال يندمجان فيخرج ما ترين ؟؟
قلت لها هل لي أن أجري معكِ حوارا ؟؟
قالت لي : يا حنين بودي ولكن أنا منقطعة عن الساحة وقد رفضت طلبات كثيرة وعديدة .
فقلت لها : أعلم أنكِ في غنى عن حوار تجريه معكِ صحفية مبتدئة فقد نلتِ من الشهرة ما يغنيك عن مثل هذا الحوار ولكن اعتبريه تشجيعا منكِ للأقلام النسائية ودعما لتواجدها في الصفحات الشعبية ..
قالت لي يا حنين : اعذريني والله انني لا أستطيع فلا يرضيك ِ أن يغضب مني كل من رفضت طلباتهم ولكن ما رأيك أن تكون بيننا ( ردية ) فقلت لها يشرفني ذلك ..
وكتبت لها قصيدتي التي مطلعها :




يا عابرة وأنت على قوس الاماني تمــــكثين
عشقك سبيل العابرات وحلم عابرة السبيل




وغابت عني عابرة سبيل حوالي شهرين بعد أن أرسلت لها قصيدتي حتى أنني يئست من ردها علي .. وفي يوم كنت ساهرة فوجدتها تدخل وكلمتني قالت حنين : ( تبين اعطيك القصيدة الحين ) ؟ فقلت لها : يا ليت .. ونسختها عندي فكانت فرحتي بها لا توصف .. لم أكن أعلم أنه سيأتي يوم وافتح ملفاتي واجد عباراتها باقية وهي راحلة عنا ..انهمرت دموعي وتمنيت أنني لم ألتقِ بها .. تمنيت أنني بقيت واحدة من جمهورها عن بعد .. لقد كانت قصيدتها التي ردت بها على قصيدتي آخر ما كتبت رحمها الله رحمة واسعة .. سألتها أن تسمح لي بمحادثتها هاتفيا ولكنها قالت :




خلون اعيش العابرة دون عنوان
طيفٍ يمر بلا رقابة وحـــــــارس




احترمت رغبتها في حينه , رحلت عابرة عنا ومازال البعض يردد أنها مجرد اسم ( وهمي) ولكن كيف تكون من تكتب هذه الأبيات اسما وهميا ؟!! إن شعرها وشعورها الذي بقي لنا لخير شاهد على أن هذا العطر أنثوي فيا الله كيف قلوب هؤلاء بل أين عقولهم لم يقنعهم شعرها فهل يقنعهم رؤيتها حين حملت على النعش .. حين سار الناس في جنازتها .. حين غابت عنا إلى الأبد ..
هنا سأترك الأبيات تتحدث عن نفسها لنقرأ بتمعن بعض ما كتبته لنا من صادق إحساسها الذي يجعلنا نستيقن من أننا فقدنا شاعرة من الصعب تعويضها لها بصمتها الخاصة بها في مسيرة الشعر الشعبي . قالت فأبدعت في مختلف أغراض الشعر بتلقائية كاملة وابداع متناهي . كان لها هاجسها الخاص بها . لم تقلد أحدا في استحضار أفكار قصائدها ولغتها ولهذا كان التميز :




أبكسر الاغلال واعيش حــره
بصنع قراري وكل شيٍ بيــدي
مليت من صبرٍ عطاني مـضره
أعيش في عصرٍ لجدّان جـدي




وبالطبع لم تقصد عابرة هنا الحرية البغيضة التي ينادي بها أنصار التغريب والدليل على ذلك أنها في حياتها العامة كانت في قمة المحافظة على ثوابتها وخصوصيتها كامرأة .
وأيضا تقول :




أهَلي يدرون اني شــــــــاعره
بس ما يدرون في جرح اللـيال
يمنعوني من كتابة خاطـــــــرة
ما درو اني من زمان بهالمجال
آه لو يـــــدرون اني (( عابره ))
عندهم بتــــــــصير موتتنا حلال




بالفعل فالبعض يعتبر أن ولوج المرأة مجال الكتابة والشعر أمر مرفوض جملة وتفصيلا خاصة اذا سعت لنشر ما تكتب .
وأيضا تقول :




وما دمت أنا متعافية ما زلت في سن الربيع
مهما يكن حجم العمل أرفض وجود الـخادمه




انها نظرة عابرة الاجتماعية التي تعكس رجاحة عقلها وشعورها الكامل بالمسئولية تجاه بيتها ومجتمعها الى درجة أنها ترفض الخادمة في وقت يفتخر فيه نساؤنا بوجود الخادمات .
وتقول أيضا :




يمه يا يمه فديتك لا تخـــــــــليـنـي
بعثرني الهم وابغا ايديك تجمعــنـي
يمه افهميني تراك ان ما فهمتينـي
ما فيه شخصٍ بهالدنيا بيسمعــني
ما عدت أنا طفلتك كبرت شوفـيني
خليك يمي ترى الاطماع تتبعـــــني
لا تدلليني ابي منك تدليــــــــــــني
وابي يدينك تداعبني وتصـــــــفعني




تحديد ولا أروع للعلاقة بين الفتاة وأمها . هنا ترسم عابرة ملامح هذه العلاقة بكل تفاصيلها بشكل فطري .
كل هذه الروائع من القصائد حملها ديوان عابرة سبيل الذي خلد لنا مرحلة من مراحل الشعر النسائي . سبعون قصيدة وأكثر بين دفتي هذا الديوان لا يمل من قراءتها .
توفيت الشاعرة عابرة سبيل ( أم فهد ) بعد رحلة مريرة مع الألم في دولة الكويت يوم الثلاثاء 15 / 1 / 1424هـ وعمرها 43عاما رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته وألهم ذويها الصبر والسلوان .....
[line]


هذا ما نشرته جريدة اليوم ... في

الخميس 1424-01-24هـ الموافق 2003-03-27م

مع تحياتي واشواقي
المحــــروم