المندياليs
09-14-2008, 09:40 PM
http://www.artonline.tv/gallery/images/committed/24091.jpg
المهاجم القطري سيبستيان سوريا يتوسط العداء البحريني رشيد رمزي (يمين) والقطري صامويل فرانسيس
لفتت مباراة المنتخب القطري لكرة القدم مع نظيره البحريني، التي أقيمت مؤخراً ضمن الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم انتباه النقاد كثيراً، ليس للمستوى الفني الذي حملته بل لأن مفاتيح اللعب بكلا الفريقين كانت من اللاعبين المجنسين.
إذ ضم المنتخب القطري في صفوفه ثلاثة لاعبين مجنسين هم سيبستيان سوريا الأورغوياني الأصل، وفابيو سيزار وماركوني أميرال ذوا الأصول البرازيلية، فيما يضم المنتخب البحريني كلاً من جيسي جون وعبد الله فاتاي ذوا الأصول النيجيرية.
ولا تقتصر قضية التجنيس في الوطن العربي على هذان البلدان، حيث عصفت مؤخراً أزمة كبيرة بالدوري السوداني بسبب إيقاف نادي الهلال دولياً، على خلفية تجنيسه لللاعبين سولي شريف وداريو، بعد أن أصدر الاتحاد السوداني لكرة القدم لائحة جديدة تنص على ضرورة أن يقوم النادي بتسمية لاعب واحد فقط مجنس قبل البطولة للمشاركة في الدوري.
كما أن هذه القضية لا تقتصر أيضاً على كرة القدم بل تعدتها إلى الرياضات الأخرى ولعل أبرزها ألعاب القوى، ولنا بفوز العداء البحريني الجنسية،المغربي الأصل رشيد رمزي بسباق 1500 متر بأولمبياد بكين 2008 أكبر دليل على ذلك.
هذا الأمر يدفعنا لتسليط الضوء على النهج الذي سلكته بعض الدول العربية بتجنيس الرياضين، والبحث عن الدوافع والمبررات إضافةً إلى الفوائد والمضار لتلك الظاهرة التي بدأت بالانتشار في وطننا العربي.
عُرف أوروبي:
يدافع صنّاع القرار في الدول العربية المتبنية لقضية التجنيس عن مسارهم هذا بالنجاحات التي حققها الرياضيون الأفارقة مع البلدان الأوروبية والغربية، متناسين أنّ هؤولاء اللاعبين على الأغلب هم من مواليد تلك البلاد، نشأوا وترعرعوا فيها وتعلموا لغتها وعادات وتقاليد شعبها، لذا يعتبرون أنفسهم من أبناء تلك الدولة ويحق لهم الانخراط في منتخباتها.
على عكس المجنسين في الدول العربية؛ إذ لم تمضِ أكثر من خمس سنوات على تواجد أقدمهم في تلك البلد، وبالتالي سيكون أمراً جيداً إذا عرفوا القليل عن تاريخ تلك الدولة التي سيدافعون عن علمها.
لماذا التجنيس؟:
وإجابة هذا السؤال تنقسم إلى شطرين الأول يتعلق باللاعب ذاته الذي يآثر تمثيل دولةً أخرى على البلد التي نشأ فيه، فيما يرتبط الثاني بالدولة المجنِّسة والتي بدورها تفضل اللاعبين الأجانب على لاعبيها المحليين.
بالنسبة للشطر الأول؛ قد يقول البعض أن البحث عن الأفضل هو هاجس الإنسان أياً كان، ولعل هؤلاء اللاعبين لم يجدوا المناخ الملائم للنجاح في بلدانهم، وبحثوا عن ضالتهم ببلدان أخرى، لكن الجميع يتفق على أن العامل المادي هو الدافع الأكبر لهؤلاء اللاعبين لحمل لواء بلدٍ آخر غير بلدهم.
أما فيما يتعلق بالبلدان المجنسة، فإنها بلا شك تسعى إلى اختصار الزمن بالحصول على أبطال جاهزين وقادرين على تغطية النقص الذي تعاني منه، مع أن بعض هذه الدول بدأ مؤخراً بالبحث عن المواهب الواعدة لصقلها ومن ثم زجَّها بالبطولات.
مضاره أكثر من نفعه!:
لقد أثبتت التجربة العربية في تجنيس اللاعبين أن ضررها أكثر من نفعها وإن حققت بعض النجاحات، وتتمثل أبرز العوامل السلبية في هذا السياق بغياب الحس الوطني لدى اللاعب المجنس، فكما قلنا سابقاً ماذ نتوقع من لاعب لا يعرف إلا القليل عن الدولة التي يحمل شعارها ويدافع عن ألوان علمها؟.
ففي الوقت الذي نشاهد فيه اللاعب المحلي يبذل أقصى ما لديه لرفع علم بلاده في المحافل الدولية، نجد أن الدافع الشخصي غالباً ما يكون هو المحرك الرئيس لدى اللاعب المجنس؛ إذ يصل الليل بالنهار من أجل حصد المزيد من الألقاب التي سيضيفها إلى مسيرته الرياضية.
كما أن تقبل أبناء البلد أنفسهم وحماسهم للإنجاز الذي يحققه اللاعب المجنس سيكون باهتاً على عكس لو كان من حققه هو أحد أبنائهم.
وبالإضافة إلى ذلك، تأخذ هذه القضية أبعاداً أخرى تتمثل بحرمان الدول الفقيرة من جهود وخامات أبنائها الذين تجنسهم الدول الغنية، وفي الوقت ذاته يساهم هذا اللاعب المجنس بتقليل الفرص أمام اللاعب المحلي للبروز والتقدم في ظل تهميش الدولة له واهتمامها بالمجنس.
رعاية المواهب الصاعدة:
ومن هنا يتضح لنا أن التجنيس في الدول العربية ما هو إلا طريق يراه البعض سريعاً نحو صنع الإنجازات، فيما يراه البعض الآخر مضللاً، إذ يصنع إنجازات وهمية ويعمل على طمس مواهب اللاعبين المحليين.
وهناك وسيلةٌ أخرى بإمكاننا استخدامها للاستفادة من المواهب الأجنبية دون تجنيسهم، إلا وهي الاحتراف؛ فمن خلاله نستطيع أن نوفر للاعب المحلي فرصة الاحتكاك والمنافسة مع اللاعب الأجنبي والاستفادة مما اكتسبه الأخير من مسيرته الاحترافية.
ولكن الحل الجذري لهذه المشكلة- إن كان الهدف هو اعتلاء منصات التتويج ورفع علم البلاد عالياً – يتمثل بالتركيز على المواهب الشابة، وإنفاق أموال التجنيس على صقلها وتطويرها حتى نصنع جيلاً قادراً على المنافسة في المستقبل.
المهاجم القطري سيبستيان سوريا يتوسط العداء البحريني رشيد رمزي (يمين) والقطري صامويل فرانسيس
لفتت مباراة المنتخب القطري لكرة القدم مع نظيره البحريني، التي أقيمت مؤخراً ضمن الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم انتباه النقاد كثيراً، ليس للمستوى الفني الذي حملته بل لأن مفاتيح اللعب بكلا الفريقين كانت من اللاعبين المجنسين.
إذ ضم المنتخب القطري في صفوفه ثلاثة لاعبين مجنسين هم سيبستيان سوريا الأورغوياني الأصل، وفابيو سيزار وماركوني أميرال ذوا الأصول البرازيلية، فيما يضم المنتخب البحريني كلاً من جيسي جون وعبد الله فاتاي ذوا الأصول النيجيرية.
ولا تقتصر قضية التجنيس في الوطن العربي على هذان البلدان، حيث عصفت مؤخراً أزمة كبيرة بالدوري السوداني بسبب إيقاف نادي الهلال دولياً، على خلفية تجنيسه لللاعبين سولي شريف وداريو، بعد أن أصدر الاتحاد السوداني لكرة القدم لائحة جديدة تنص على ضرورة أن يقوم النادي بتسمية لاعب واحد فقط مجنس قبل البطولة للمشاركة في الدوري.
كما أن هذه القضية لا تقتصر أيضاً على كرة القدم بل تعدتها إلى الرياضات الأخرى ولعل أبرزها ألعاب القوى، ولنا بفوز العداء البحريني الجنسية،المغربي الأصل رشيد رمزي بسباق 1500 متر بأولمبياد بكين 2008 أكبر دليل على ذلك.
هذا الأمر يدفعنا لتسليط الضوء على النهج الذي سلكته بعض الدول العربية بتجنيس الرياضين، والبحث عن الدوافع والمبررات إضافةً إلى الفوائد والمضار لتلك الظاهرة التي بدأت بالانتشار في وطننا العربي.
عُرف أوروبي:
يدافع صنّاع القرار في الدول العربية المتبنية لقضية التجنيس عن مسارهم هذا بالنجاحات التي حققها الرياضيون الأفارقة مع البلدان الأوروبية والغربية، متناسين أنّ هؤولاء اللاعبين على الأغلب هم من مواليد تلك البلاد، نشأوا وترعرعوا فيها وتعلموا لغتها وعادات وتقاليد شعبها، لذا يعتبرون أنفسهم من أبناء تلك الدولة ويحق لهم الانخراط في منتخباتها.
على عكس المجنسين في الدول العربية؛ إذ لم تمضِ أكثر من خمس سنوات على تواجد أقدمهم في تلك البلد، وبالتالي سيكون أمراً جيداً إذا عرفوا القليل عن تاريخ تلك الدولة التي سيدافعون عن علمها.
لماذا التجنيس؟:
وإجابة هذا السؤال تنقسم إلى شطرين الأول يتعلق باللاعب ذاته الذي يآثر تمثيل دولةً أخرى على البلد التي نشأ فيه، فيما يرتبط الثاني بالدولة المجنِّسة والتي بدورها تفضل اللاعبين الأجانب على لاعبيها المحليين.
بالنسبة للشطر الأول؛ قد يقول البعض أن البحث عن الأفضل هو هاجس الإنسان أياً كان، ولعل هؤلاء اللاعبين لم يجدوا المناخ الملائم للنجاح في بلدانهم، وبحثوا عن ضالتهم ببلدان أخرى، لكن الجميع يتفق على أن العامل المادي هو الدافع الأكبر لهؤلاء اللاعبين لحمل لواء بلدٍ آخر غير بلدهم.
أما فيما يتعلق بالبلدان المجنسة، فإنها بلا شك تسعى إلى اختصار الزمن بالحصول على أبطال جاهزين وقادرين على تغطية النقص الذي تعاني منه، مع أن بعض هذه الدول بدأ مؤخراً بالبحث عن المواهب الواعدة لصقلها ومن ثم زجَّها بالبطولات.
مضاره أكثر من نفعه!:
لقد أثبتت التجربة العربية في تجنيس اللاعبين أن ضررها أكثر من نفعها وإن حققت بعض النجاحات، وتتمثل أبرز العوامل السلبية في هذا السياق بغياب الحس الوطني لدى اللاعب المجنس، فكما قلنا سابقاً ماذ نتوقع من لاعب لا يعرف إلا القليل عن الدولة التي يحمل شعارها ويدافع عن ألوان علمها؟.
ففي الوقت الذي نشاهد فيه اللاعب المحلي يبذل أقصى ما لديه لرفع علم بلاده في المحافل الدولية، نجد أن الدافع الشخصي غالباً ما يكون هو المحرك الرئيس لدى اللاعب المجنس؛ إذ يصل الليل بالنهار من أجل حصد المزيد من الألقاب التي سيضيفها إلى مسيرته الرياضية.
كما أن تقبل أبناء البلد أنفسهم وحماسهم للإنجاز الذي يحققه اللاعب المجنس سيكون باهتاً على عكس لو كان من حققه هو أحد أبنائهم.
وبالإضافة إلى ذلك، تأخذ هذه القضية أبعاداً أخرى تتمثل بحرمان الدول الفقيرة من جهود وخامات أبنائها الذين تجنسهم الدول الغنية، وفي الوقت ذاته يساهم هذا اللاعب المجنس بتقليل الفرص أمام اللاعب المحلي للبروز والتقدم في ظل تهميش الدولة له واهتمامها بالمجنس.
رعاية المواهب الصاعدة:
ومن هنا يتضح لنا أن التجنيس في الدول العربية ما هو إلا طريق يراه البعض سريعاً نحو صنع الإنجازات، فيما يراه البعض الآخر مضللاً، إذ يصنع إنجازات وهمية ويعمل على طمس مواهب اللاعبين المحليين.
وهناك وسيلةٌ أخرى بإمكاننا استخدامها للاستفادة من المواهب الأجنبية دون تجنيسهم، إلا وهي الاحتراف؛ فمن خلاله نستطيع أن نوفر للاعب المحلي فرصة الاحتكاك والمنافسة مع اللاعب الأجنبي والاستفادة مما اكتسبه الأخير من مسيرته الاحترافية.
ولكن الحل الجذري لهذه المشكلة- إن كان الهدف هو اعتلاء منصات التتويج ورفع علم البلاد عالياً – يتمثل بالتركيز على المواهب الشابة، وإنفاق أموال التجنيس على صقلها وتطويرها حتى نصنع جيلاً قادراً على المنافسة في المستقبل.