المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص من التراث


صمت الجروح
07-15-2005, 02:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصص قديمه من التراث اخترتها لكم اتمنى انها تنال على اعجابكم

http://www.3e6r.net/data/media/4/horse02.gif



أنحـس مركــوب


اشترى رجل دابة ، فوجد بها عيوباً كثيرة،

فحضر إلى القاضي يشكو البائع فقال:‏ ‏ أيها القاضي، إني بحكمك راض.

اشتريت من هذا الغريم دابة، ادعى فيها الصحة والسلامة، فوجدت بها عيوباً،

أعقبتني ندامة. فقال القاضي ما عيوبها؟

فقال:‏ ‏ كلها عيوب وذنوب، وهي أنحس مركوب،

إن ركبتها رفست، وإن سقتها رقدت، وإن نزلت عنها شردت،

حدباء جرباء. لا تقوم حتى تحمل على الخشب. ولا تنام حتى تكبل بالسلب.

إن قربت من الجرار كسرتها. وإن دنت من الصغار رفستهم،

وإن دار حولـَها أهل الدار كدمتهم. تمشي في سنة أقل من مسافة يوم،

الويل لراكبها إن وثب عليه القوم.

متى حملتها لا تنهض، تقرض حبلها، وتجفل من ظلها، ولا تعرف منزل أهلها.

حرونة ملعونة مجنونة. تقلع الوتد، وتمرض الجسد، وتفتت الكبد،

ولا تركن إلى أحد. واقعة الصدر، محلولة الظهر، عمشاء العينين. قصيرة الرجلين. مقلـَّعة الأضراس

كثيرة النعاس. مشيها قليل، وجسمها نحيل، وراكبها بين الأعزاء ذليل،

تجفل من الهوى، وتعثر بالنوى، تحشر صاحبها في كل ضيق. وتنقطع به في الطريق،

وتعض ركبة الرفيق. فإن قبلها فأكرم جانبه ولا تحوجني أن أضاربه. فضحك القاضي وحكم برَدّها. ‏


http://www.3e6r.net/data/media/12/09.jpg

الصبيّ الغريـق


‏ لما انتصر جيش الخليفة المعتضد على هارون الشاري، نُصبت القِباب ببغداد، وزُيِّـنت الطرقات،

وتكاثف الناس على الجسور، فانخسف بهم الجسر الأعلى وسقط على زورق مملوء ناسًا،

فغرق في ذلك اليوم نحو من ألف نفس، واستُخرج الغرقى من نهر دجلة بالكلاليب وبالغَاصة،

وارتفع الضجيج، وكثر الصراخ من الجانبين جميعًا.

‏ ‏ فبينما الناس كذلك إذ أخرج بعض الغاصة صبيّا عليه حلي فاخرة من ذهب وجوهر،

فبصر به شيخ من النظارة، فجعل يلطم وجهه حتى أدمى أنفه، ثم تمرّغ في التراب، وجعل يصيح:

‏ ‏ ابني! لم تَمُتْ إذ أخرجوك صحيحًا سويّا لم يأكلك السمك!

ليتني يا حبيبي كحلت عيني بك مرة قبل الموت!

‏ ‏ وأخذه فحمله على حمار، ثم مضى به. ‏

‏ فما برح القوم الذين رأوا من الشيخ ما رأوا،

حتى أقبل رجل معروف باليسار مشهور من التجار، حين بلغه الخبر، وهو لا يشك إلا أن الصبي في أيديهم،

وليس يهمه ما كان عليه من حليّ وثياب، وإنما أراد أن يكفِّن ابنه ويصلـِّي عليه ويدفنه.

فخبّره الناس بالخبر، فبقي هو ومن معه من التجار متعجبين مبهوتين،

وسألوا عن الشيخ المحتال واستبحثوا فإذا لا عين ولا أثر.

‏ ‏ ‏ من كتاب "مروج الذهب" للمسعودي.


http://www.3e6r.net/data/media/12/dig0300c.jpg


الخـادم الفصيــح

‏ حدّث أبو العيناء قال:‏ ‏ كان سبب خروجي من البصرة وانتقالي عنها أنني مررت يومـاً بسوق النخـّاسين،

فرأيتُ غلامـاً يـُنادَى عليه وقد بلغ ثلاثين ديناراً، فاشتريته.‏

‏ وكنت أبني داراً، فدفعتُ إليه عشرين ديناراً على أن ينفقها على الصناع،

فجاءني بعد أيام يسيرة فقال:‏ ‏ قد نفدت النفقة.‏ ‏ فقلت: هاتِ حسابك!‏

‏ فرفع حسابـاً بعشرة دنانير. قلت: أين الباقي؟‏

‏ قال: قد اشتريت به لنفسي ثوبـاً.‏ ‏ قلت: من أمرك بهذا؟‏ ‏ قال: لا تعجل يا مولاي،

فإن أهل المروءة لا يعيبون على غلمانهم إذا فعلوا فعلاً يعود بالزَّين على مواليهم!‏

‏ فقلت في نفسي: أنا اشتريت الأصمعيّ ولـَمْ أَعلم!‏ ‏

وكانت هناك امرأة أردت أن أتزوجها سرّا من ابنة عمي.

فقلت له يومـاً:‏ ‏ أفيك خير؟‏ ‏ قال: إي لعمري.‏ ‏ فأطلعته على الخبر.

فقال: أنا نـِعم العـَون لك.‏ ‏ فتزوجتُ المرأة ودفعتُ إليه ديناراً،

وقلت له:‏ ‏ اشترِ لنا به بعض السمك الهازبي.‏ ‏ فمضى ورجع وقد اشترى سمكـاً من صنف آخر.

فغاظني ذلك وقلت:‏ ‏ ألم آمرك أن تشتري من السمك الهازبي؟‏

‏ قال: بلى، ولكن الطبيب أبقراط كتب يقول إن الهازبي يولـِّد السوداء، وهذا سمك أقل غائلة!‏

‏ فقلت: أنا لم أعلم أني اشتريت جالينوس!‏

‏ وقمتُ عليه فضربته عشر مقارع.

فلما فرغتُ من ضربه أخذني وأخذ المقرعة وضربني سبع مقارع،

وقال:‏ ‏ يا مولاي، الأدب ثلاث، والسـَّبـْع فضل، وذلك قصاص، فضربتك هذه السـَّبع خوفـاً من القصاص يوم القيامة!‏

‏ فغاظني هذا، فرميته فشججته،

فمضى من وقته إلى ابنة عمي، فقال لها: يا مولاتي،

إن الدّين النصيحة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مـَنْ غـَشـَّنا فليس منا. وأنا أُعـْلمك أن مولاي قد تزوج فاستكتمني،

فلما قلت له لا بدّ من تعريف مولاتي الخبر ضربني وشجـّني.‏

‏ فمنعتني بنت عمي من دخول الدار، وحالت بيني وبين ما فيها،

فلم أر الأمر يصلح إلا بأن طلقت المرأة التي تزوجتها.‏ ‏

وقلت في نفسي: أعتقه وأستريح، فلعله يمضي عني.

‏ ‏ فلما أعتقته لزمني وقال:‏ ‏ الآن وجب حقـُّك عليّ.‏

‏ ثم إنه أراد الحج، فجهـّزته وزوّدته وخرج. فغاب عني عشرين يومـاً ورجع. فقلت له:‏ ‏ لـِمَ رجعت؟‏

‏ فقال: فكرت وأنا في الطريق فإذا الله تعالى يقول: (ولله على الناس حـِجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً)،

وكنتُ غير مستطيع، وفكرت فإذا حقك أوجب، فرجعت!‏ ‏

ثم إنه أراد الغزو، فجهـّزته، فلما غاب عني بعتُ كل ما أملك بالبصرة من عقار وغيره،

وخرجت عنها خوفـاً من أن يرجع! ‏ من كتاب "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي


الغوغاء


يُطلق "الغوغاء" على هؤلاء الذين لا عبرة بهم.

قال الأصمعي:‏ ‏ والغوغاء الجراد إذا ماج بعضهم في بعض.

وبه سُمي الغوغاء من الناس.‏

‏ وقال آخر: هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا، وإذا تفرقوا لم يُعرفوا.‏

‏ ومن علاماتهم ما تضمنته حكاية الخطابي عن أبي عاصم النبيل. وذلك أن رجلاً أتاه فقال:‏ ‏

إن امرأتي قالت لي: يا غوغاء!

فقلت لها:

إن كنتُ غوغاء فأنتِ طالق ثلاثاً. فما عساي أصنع؟‏

‏ فقال له أبو عاصم:‏ ‏ هل أنت رجلٌ إذا خرج الأمير يوم الجمعة جلست على ظهر الطريق حتى يمرّ فتراه؟‏

‏ فقال: لا.‏ ‏ قال أبو عاصم: لستَ بغوغاء، إنما الغوغاء من يفعل هذا. ‏ من كتاب "طبائع المُلك" لابن الأزرق.

ابن المقرب
07-15-2005, 04:32 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

قصص في غاية الروعة.. خاصة قصة أبو العيناء مع خادمه الفصيح..

صمت الجروح ..لك مني كل الشكر والتقدير على ذوقك الرائع في اختيار القصص ..

صمت الجروح
07-16-2005, 01:29 AM
مرحبا ابن المقرب

اسعدني تواجدكم الكريم في هذا الموضوع

واتمنى انها تكون قد نالت على اعجابك

شاكر لك مروركم

تقبل تحياتي

الفضي99
07-16-2005, 05:08 PM
صمت الجروح

ماشاء الله عليك قصص في غاية الروعة وأسلوب جميل جداً وخاصة قصة انحس مركوب هههه يعطيك الف عافيه على هذا الجهد المميز ولا خلا ولا عدم يارب .

صمت الجروح
07-20-2005, 05:57 AM
هلا الفضي

الله يعطيك العافيه

وشاكر لك مرورك الجميل


تقبل تحياتي

saad194
07-20-2005, 06:11 AM
شكرا على القصص الجميلة
ونحن بانتظار المزيد

نجم العيون
07-20-2005, 03:15 PM
صمت الجروح اشكرك على هذه القصص
حقيقةً اختيار جداً موفق لهذه القصص

صمت الجروح
07-22-2005, 04:35 AM
الـــعـفو saaad194

شاكر لك مرورك الجميل عزيزي

وان شاء الله يكون القادم افضل

تقبل تحياتي

صمت الجروح
07-22-2005, 04:40 AM
هلا نجم العيون

اسعدني وجودك في الموضوع


والله يعطيك العافيه

تقبل تحياتي